قصة الكاتب الذي ارضي المدعي والمجرم بذكاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عثمان بياسي
    • Aug 2014
    • 241

    قصة الكاتب الذي ارضي المدعي والمجرم بذكاء


    يحكى أن بعض الملوك أرسل رجلاً من بطانته

    إلى بعض الجهات ليعرف خبر عاملها، ويطالعه بأخبار الرعية،

    فلما وصل الرجل فطن له العامل، فأرسل إليه بمال وتحف ثم قال:

    عرفت ما جئت له، وأنا أرغب إليك في كتاب تكتبه إلى الملك

    تذكر فيه أني حسن السيرة، وسالك طريق العدل، فإن أنت فعلت ذلك

    فلك مني ما تشتهي رغبتك إليه من الخير والعطاء،

    وإن أبيت ذلك أمرت الشرطيين أن ينهوا إلي من أمرك في الملإ

    ما يوجب قتلك إما حداً وإما سياسة، فأقتلك بمحضر من قاضي البلد

    ووجوه الناس، فتذهب كأمس الماضي.

    فلما لم يجد الرجل بداً من موافقته ولم يكن ليخون مرسله

    كتب بحضرته كتاباً إلى الملك. أما بعد

    أعز الله الملك وأكرمه، فإني قدمت إلى مدينة كذا وكذا

    فوجدت العامل فلاناً آخذاً بالحزم عاملاً بالعزم،

    قد ساوى بين رعيته، وعدل بينهم في أقضيته،

    وأرضى بعضهم بعضاً، وجعل طاعته عليهم فرضاً

    وأنزلهم منزلة الأولاد، وأذهب ما بينهم من الأحقاد،

    وأراحهم من السعي في الدنيا وفرغهم للعمل في الأخرى

    أغنى القاصد وأرضى الوارد،

    فجميع أهل عمله داعون للملك يودون النظر إلى وجهه الكريم

    والسلام

    فلما وصل الكتاب منه إلى الملك فكر فيه وقال لوزيره:

    إن فلاناً لم يكن عندي بمتهم، فإن كتابه هذا يدل

    على ظلم العامل، فالتمس لي رجلاً يصلح لعمله، فإني قد عزلته.

    فقال الوزير: أصلح الله الملك، وكيف ذلك؟

    قال: لأن قوله آخذاً بالحزم عاملاً بالعزم:

    أي أنه خائف مني لما اعتمده في الولاية،

    وأما قوله ساوى بين رعيته وعدل بينهم في أقضيته،:

    فمعناه أنه لم يخص أحداً بظلمه بل الجميع سواء،

    وقوله: وأرضى بعضهم بعضاً:

    أي ذهبت أحقادهم لأن الشدائد تذهب الأحقاد،

    وقوله: أنزلهم منزلة الأولاد،

    معناه أخذ أموالهم ورأىانه أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم:

    "أنت ومالك لأبيك".

    وقوله: وأراحهم من السعي في الدنيا،

    معناه أنه أخذ أموالهم ولم يترك لهم ما يسعون به

    ولا ما به يتجرون

    وقوله: فرغهم للعمل في الأخره،

    معناه أنهم لزموا المساجد والعبادة لفقرهم

    . وقوله: أغنى القاصد وأرضى الوارد :

    فإنه يعني نفسه، أي أنه أعطاه مالاً ليكتب إلي بذلك.

    وأما قوله: فجميع أهل عمله داعون لنا،

    معناه أن يبصرنا الله بأمرهم، ونطلع على ما هم فيه.

    وقوله: يودون النظر لوجهنا

    أي يشكون إلينا ما لقوه منه ويستغيثون بنا.

    ثم إن الملك طلب العامل وأحضره إلى بابه وأنصف الناس منه

    ورد عليهم ما كان العامل ظلمهم فيه

    واقتص منه فيما عليه فيه القصاص، وقابله على فعله والله أعلم.

    فلما قرأه قال: أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك

    من عقوبتك، وأن تهدم مني ركناً أنت شيدته،

    وأن تضيع صنيعة اصطنعتها إلى مثلي،

    فمثلي من هفا ومثلك من عفا


  • ندى الحزينة
    • Aug 2014
    • 1411

    #2
    فعلا ذكاء وبدهاء
    شكرا جزيلا قصة ممتعة حقا
    موفق اخي

    تعليق

    • عاشقة ام الحسنين
      كبار الشخصيات

      • Oct 2010
      • 16012

      #3
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
      أحسنت على القصة
      بارك الله فيك

      تعليق

      • عثمان بياسي
        • Aug 2014
        • 241

        #4
        بارك الله بكم اسعدنا
        بمروكم اخواتي الطيبين

        تعليق

        • خادمة فضه

          • Nov 2008
          • 5475

          #5
          جزاكم الله خيرا

          تعليق

          • ** خـادم العبـاس **
            • Mar 2009
            • 17496

            #6
            قصة جميلة
            شكرا على النقل

            تعليق

            • عثمان بياسي
              • Aug 2014
              • 241

              #7
              والشكر موصول الك ياغالي (عاشق البطل عباس)
              والشكر ايضا الى اختي العزيزة (خادمة فضة)
              جزاكم الله كل الخير

              تعليق

              يعمل...
              X