المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نبدا ب.. بسم الله الرحمن الرحيم


خادم الباقرع
25-12-2008, 05:53 PM
roman]اذا نبداء بـ : بسم الله الرحمالرحيم

المفردات




بسم: أي نبتدأ بهذاالإسم المبارك.
الرحمن: ذو الرحمة الشاملة.
الرحيم: ذو الرحمةالدائمة.

المدخل

هذه الآية الكريمة هي شعارالقرآن حيث تبتدأ سور القرآن كلها بهذه الآية - باستثناء سوة التوبة، حيث أنها بدأتبإعلان الحرب على الكفار فلا يناسب ذلك افتتاحها بالرحمة.
وحيث أن القرآن الكريم يحتوي على 114 سورة، وحيثأن البسملة تكررت في سورة النمل مرتين - مرة في مفتتحها ومرة في قوله تعالى حكايةًعن بلقيس ملكة سبأ حين ألقي عليها كتاب كريم: ((إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِاللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))- لذا فالبسملة تكررت في القرآن الكريم 114 مرة بعدد سوره تماماً. ولعل هذا التطابق يرمز إلى أن النظام التشريعي - الذي احتوى عليه القرآن الكريم - يبدأ من الله وتلفه الرحمة من أوله إلى آخره (كما أن النظام الكوني الذي يستوعبالكون كله - كذلك).
كما إنهذه الآية الكريمة هي شعار المسلم في كل عمل يقوم به حيث ورد في الحديث الشريف: "كل أمر ذي بال لم يذكر فيهبسم الله فهو أبتر."1 وفيحديث آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام): "سرقوا أكرم آية في كتاب الله((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ))، وينبغي الإتيان به عند كل أمر عظيم أو صغيرليبارك فيه"2

لماذا البدء بالبسملة؟

من الضروري أن يكون هنالكتطابق تام بين "الواقع الشعوري" و"الحقيقية الخارجية" لكي تكون مسيرة الفرد سليمةفي الحياة، أما إذا حدث الانفصام بين الواقع الشعوري والحقيقة الخارجية فإن ذلكيؤدي إلى اختلال المسيرة وارتباك الأمور، ويتضح ذلك إذا لاحظنا الحقيقتينالتاليتين:
الحقيقةالأولى: أن المحرك للإنسان هو الشيء بـ"وجوده العلمي" لا بـ"وجوده العيني"،فلكل شيء وجودان حقيقيان: "عيني" يتمثل في الوجود الخارجي للشيء كوجود الشمسالخارجية في كبد السماء، "علمي" يتمثل في الوجود الذهني للشيء كوجود الشمس في لوحةذهنك حينما تتصورها - وإن كنت في الظلام البهيم. (هذا مضافاً إلى وجودين آخريناعتباريين هما "الوجود اللفظي" و"الوجود الكتبي".)
والذي يحرك الإنسان هو الوجود العلمي للشيء لاالوجود العيني. فإذا تصور الإنسان وجود خطر داهم يهدد حياته - كحيوان مفترس يحاولأن يلتهمه - فإنه سوف يفر بنفسه وإن لم يكن هذا التصور يملك أي رصيد من الواقع،وبالعكس، إذا كان هنالك خطر حقيقي يهدد حياته لكنه لم يشعر بذلك الخطر فإنه سوف يظلفي مكانه دون أن يفكر في النجاة بنفسه.
فالمحرك للإنسان - بل لكل كائن واع - هو الشيء بوجوده العلمي لابوجوده العيني (حسبما تبين ببرهان الدوران الترديد الذي مرآنفاً).
الحقيقةالثانية: إن للحقائق الخارجية آثاراً وضعية لا تناط بالعلم بها، بل تترتبعليها. فالنظام الكوني نظام صارم، لا يتحمل أية معارضة، فكل خروج على هذا النظاميستتبع عواقب وخيمة دون فرق بين أن يكون الخارج على النظام عالماً بعواقب خروجه أوجاهلاً بذلك.
إن الجهلبالقانون أو بالآثار المترتبة قد يشفع لصاحبه في ارتفاع المؤاخذة القانونية، لكنهلن يكون شفيعاً له في ارتفاع الآثار التكوينية، فمن تحدى قانون الجاذبية وحاول أنيطير إلى السماء من سطح عمارة شاهقة فسوف تطرحه الجاذبية أرضاً وتتركه جثة مهشمةدون جراك وإن تصور أنه يستطيع أن يقلد الطيور في طيرانها، وهكذا في سائرالأمثلة.
وعلى ضوء هاتينالحقيقتين نستطيع أن نعرف أن أي انفصام بين الواقع الشعوري والحقيقة الخارجية سوفيجر الفرد إلى الجري العملي وفق تصوراته الذهنية المناقضة للواقع، وعندئذ، يطالهعقاب التمرد على النظام الكوني دون هوادة.

تابع
[/COLOR]

خادم الباقرع
25-12-2008, 05:53 PM
وانطلاقاً مما تقدم نقول: إن الله سبحانه وتعالى - في الواقع الخارجي - مبدأ لكل شيء، ومصدر لكل شيء، فهوالأول والآخر والظاهر والباطن، فكل "الذوات" تستمد كينونتها من كينونته، وكل "الصفات" تستمد وجودها من وجوده، لأن كل "الذوات" وكل "الصفات" أمورٌ ممكنةُ الوجود - أن <أي> لا تستمد الوجود من ذاتها - فأنت لم تكن ثم كنت، وعلمك لم يكن ثمكان، ولا يستطيع أحد أن يدعي أن وجوده مستمد من ذاته، إذ أن "فاقد الشيء لا يعطيه،" فلابد أن ينتهي وجودك الإمكاني إلى وجود واجب الذات - وهو الله سبحانه وتعالى - ولابد أن ينتهي علمك الإمكاني إلى علم واجب بالذات - وهو علم الله سبحانه وتعالى،وحسب التعبير الفلسفي: "فإن كل ما بالغير لابد أن ينتهي إلى ما بالذات." فدسومة كلشيء من الدهن، أما دسومة الدهن فمن ذاته، ونورية كل شيء من الضوء، أما نورية الضوءفمن ذاته.
وإذا كان اللهسبحانه وتعالى قبل كل شيء في الواقع الخارجي فيجب أن يكون قبل كل شيء في الواقعالشعوري لكي تتطابق الواقعيتان ولا يحدث أي انفصام بينهما، فقبل كل شيء لابد أن نرىالله سبحانه ونستشعر بوجوده وقدرته وهيمنته. ولذا ورد في الحديث الشريف: "ما رأيت شيئاً إلا ورأيتالله قبله وبعده ومعه."
والالتفات إلى هذه الحقيقة ذو آثار جمة في فكر الإنسان وسلوكه، إذسوف يتجه الإنسان بكله إلى ربه، ويتوكل عليه، ويستمد كل شيء منه، ولا يعود يتخذأرباباً من دون الله سبحانه بتوهم أنها تنفعه أو تضره، إذ كل شيء في هذا الوجودمرهون بمشيئته سبحانه وتعالى.

تابع

خادم الباقرع
25-12-2008, 05:55 PM
أزمة الأمور طراً بيدهوالكل مستمدة من مدده

وقد روي أنه لما أمر الملكبحبس يوسف (عليه السلام) بالسجن ألهمه الله تعالى تأويل الرؤيا، فكان يعبر لأهلالسجن، فلما سأله الفتيان الرؤيا وعبّر لهما، وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرنيعند ربك، لم يفزع في تلك الحال إلى الله فأوحى الله إليه: "من أراك الرؤيا التيرأيتها؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
قال: "فمن حببك إلىأبيك؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
قال: "فمن وجّه إليك السيارة التيرأيتها؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
قال: "فمن علمك الدعاء الذي دعوتبه حتى جعلت لك من الجب فرجا؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
قال: "فمن أنطق الصبيبعذرك؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
قال: "فمن ألهمك تأويلالرؤيا؟"
قال يوسف: "أنتيارب."
فقال سبحانه له: "فكيف استعنت بغيري ولم تستعنبي، وأملت عبد من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي وفي قبضتي ولم تفزع إليّ؟ إلبث فيالسجن بضع سنين/عقوبة علىترك الأولى/."3
وعنالصادق (عليه السلام): "أنهاكانت سبع سنين"4
وقد رويأيضاً أن جبرائيل (عليه السلام) أتى يوسف (عليه السلام)، فضرب برجله حتى كشط له فيالأرض السابعة، فقال له: "يايوسف انظر، ماذا ترى؟"
فقال: "أرىحجراً صغيراً،"
ففلق الحجرفقال: "ماذاترى؟"
قال: "دودةصغيرة،"
قال: "فمنرازقها؟"
قال: "الله،"
قال: فإن ربك يقول: "لَمْ أنس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة، أظننت أنيأنساك حتى تقول للفتى: 'اذكرني عند ربك'؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه تابع

خادم الباقرع
25-12-2008, 05:57 PM
فبكى يوسف عند ذلك،فتأذى به أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوماً ويسكت يوماً، فكان اليوم الذي يسكتفيه أسوء حالاً.5
طبعاًهذا لا يعني عدم التوسل بالأسباب الطبيعية، بل يعني أن يعرف الإنسان أن وراء كلالأسباب - سبب الأسباب - وهو الله سبحانه وتعالى، وعلى كل، فتكرار البسملة أمام كلسورة - وقبل كل عمل - إلفات إلى هذه الحقيقة، فـ"بسم الله" يعني أننا نبدأ بهذاالإسم المبارك، وتكرار ذلك قبل كل شيء يركز في الذهن هذه الحقيقة - حقيقة بدء كلشيء بالله - في الواقع الخارجي، فينبغي الالتفات إلى هذه المبدئية في الواقعالشعوري، وإعلان هذا الالتفات في التلفظ بكلمة "بسم الله" أمام كل عمل في الحياة

موفقين للخير

سكون الليل
26-12-2008, 08:56 PM
موفق اخي بارك الله بك

ابو كرار
01-01-2009, 08:44 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد

الله يعطيكم العافية على الموووضوع الرائع ,,

تحياااااتي

خادم الباقرع
01-01-2009, 12:51 PM
مشكورين اخواني الكرام على المرور المبارك

عاشقة الابتسامه
11-01-2009, 12:50 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
تشكر اخي على الطرح الرائع:65: