خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية



    ثـمّ إنّ الحـسـين ركب فـرسه، وأخـذ مصـحفاً ونشـره عـلى رأسه، ووقـف بـإزاء القـوم وقال: يـا قوم إن بيني وبينكـم كتـاب اللّه وسـنّة جـدّي رســول اللّه صـلى اللّه عـليـه وآله وسـلم، ثـمّ استــشـهدهم عن نفـسه المقـدّسة، وما عـليـه مـن سـيف النبـي ودرعه وعمامتـه، فأجـابوه بالتصـديق. فسألهم عمّا أقدمهم على قتله قالوا: طاعةً للامير عبيد اللّه بن زياد فـقـال عـليه السـلام: تـبـاً لكم أيّتها الجـماعة وترحـاً أحين استصـرخـتمونا والهين، فأصرخـناكم موجفين، سللتـم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحـششتم عـلينا ناراً اقـتـدحـناها على عدوّنا وعدوّكم فـأصـبـحتم ألباً لأعدائكم علـى أوليـائكـم، بــغـير عـدل أفـشــوه فيكم، ولا أمل أصـبـح لكم فيهم، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستصحــف، ولكـن أسـرعـتـم إليـهـا كطـيرة الدبــأ، وتـداعيتم عليها كتهافـت الفراش ثـمّ نـقـضـتـموها فـسـحـقاً لكـم يا عـبـيد الامّة، وشـذاذ الأحزاب، ونبذة الكـتـاب، ومـحـرّفـي الكلم، وعـصـبة الإثـم، ونفثـة الشـيطـان، ومطفئي السـنن ويحـكم أهؤلاء تـعـضـدون، وعنا تتخـاذلون أجـلْ واللّه غـدر فيكـم قـديـم، و شـجـت عـليه اصـولكـم، وتأزرت فـروعكم فكنـتم أخـبث ثمر شــجٍ للنـاظـر، وأكـلة للغـاصـب. ألا وإنّ الدّعـي بـن الدّعي (يعني ابـن زيـاد) قـدْ ركـز بــين اثــنتــين، بـين السـّلة والذّلة، وهـيهات مـنّا الذّلــة يـأبـى اللّه لنـا ذلك ورسـوله والمـؤمنون، وحـجـور طـابت وحجور طهرت وانوف حـمية، ونفوس أبـية من أن نؤثـر طـاعـة اللئام على مصـارع الكرام ألا وإنـي زاحـف بــهـذه الاسـرة عـلى قـلة العدد وخـذلان الناصـر. ثــــم انشد أبيات فروة:

    فإن نهزم فهزّامون قدما***وإن نهْزم فغير مهزّمينا
    وما ان طبنا جبْن ولكن***منايانا ودولة آخرينا
    فقل للشامتين بنا أفيقوا***سيلقى الشامتون كما لقينا
    أما واللّه لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفـرس، حتى تدور بكم دور الرحـى، وتـقلق بـكم قلق المحور، عهد عهده اليّ أبي عن جـدّي رسول اللّه صـلى اللّه عـليه وآله وسـلم «فـأجـمعوا أمركـم وشـركاء كم ثـمّ لا يكـن أمـركـم عـليكم غـمّة، ثـمّ اقـضـوا إليّ ولا تـنـظـرون». «إني تـوكلت على اللّه ربّي وربكّم، ما من دابة إلاّ هــو آخــذ بناصــيتـــها، إنّ ربّي عــلى صراط مسـتـقـيم».
    ثـمّ رفـع يديه وقال: «اللّهم احـبـس عنهم قطـر السماء، وابعث عـليـهـم سـنـين كـسـنيّ يوسـف وسلّط عليهم غـلام ثــقـيف يسقيهم كأساً مـصـبـّرة فـإنهم كـذّبونا وخـذلونا، وانت ربّنا عـليك توكّلنا وإليك المصير».
يعمل...
X