(اقْتَرَبَ لِلْنّاسِ حِسابُهُم وهُم فِي غَفْلَة مُعْرِضُون ) . ( الأنبياء / 1 )
التكليف والعمل والحساب والجزاء حقائق مترابطة في عدل الله وإرادته . والحساب كما عُرِّف في مفهومه العلمي : هو الموازنة بين الأعداد والمقادير لمعرفة الفارق بينها، والحساب الإلهي في عالم الآخرة هو عبارة عن الموازنة بين ما عمله الإنسان من حسنات وسيئات، ليكشف للإنسان ماله وما عليه فيجازى به. كما يترافع المدعيان في مساحة القضاء الدنيوي، ويأخذ كل ذي حق حقه . قال تعالى :
(وَنَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظْلمُ نَفْسٌ شَيئاً وإن كان مِثقالَ حَبَّة مِن خَرْدَل أتينا بِها وكَفى بِنا حاسِبِين ) . ( الأنبياء / 47 )
(والوَزْنُ يَوْمَئِذ الحقُّ فَمن ثَقُلَت مَوازينُهُ فأولئِكَ هُمُ المُفْلِحُون * ومَن خَفَّتْ موازينُهُ فأولئِكَ الّذينَ خَسِروا أنفُسَهُم بِما كانوا بآياتِنا يَظلِمُونَ ) .
( الأعراف / 8 ـ 9 )
(هذا يَوْمُ الفَصْلِ الّذي كُنتُم بهِ تُكَذِّبُونَ ) . ( الصافّات / 21 )
(ليجزي اللهُ كُلَّ نفس ماكسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحساب ) . ( إبراهيم/51)
(ثمّ رُدُّوا إلى اللهِ مولاهُم الحقِّ ألا لَهُ الحُكمُ وَهو أَسرعُ الحاسبين ) .
( الأنعام / 62 )
(وقال موسى إني عُذتُ بربِّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّر لا يُؤْمنُ بِيَومِ الحِسابِ ) . ( غافر / 27 )
وهكذا تضع هذه البيانات القرآنية مسألة الحساب عقيدة حق واضحة المعالم والصورة، وإن خفيت علينا تفصيلاتها وكثير من كيفياتها .
وأبرز ما يتضح في هذه الآيات هو المحاسبة ، والميزان، والوزن، والغاية من الحساب .
ففي عالم الدنيا يجهل القاضي حيثيات القضية وأدلتها ، لذا يطلب من طرفي الدعوى إحضار الأدلة والشهادات لتجري عملية الحساب والمحاسبة لاكتشاف الحق .
أمّا في عالم الآخرة فإن المحاسب هو علاّم الغيوب الذي لايعزب عنه مثقال ذرة في السّماوات ولا في الأرض .
وإنّما يجري الحساب ليُعرِّف الإنسان بعمله فيقرّ بعدل الله سبحانه عندما يجازى بالمثل، ويعرف فضل الله وعفوه عندما يُزاد في حسناته، ويخفف من سيئاته .
وتبدأ عملية الحساب الأولى ـ وبمرحلتها التعريفية للإنسان الذي محض الإيمان أو محض الكفر محضاً ـ على شكل مساءلة في القبر بُعَيد الدفن وحين عود الروح للجسد ، ليعرف استحقاقه، فينال النعيم أو العذاب في عالم البرزخ حتى يوم الحشر والحساب الأكبر الذي تكشف فيه الصحف والسرائر ، ويتجسّد أمام كلّ فرد عمله فيراه بكامل تفاصيله وجزئياته :
(الأَخلاّءُ يومئذ بعضُهُم لِبَعْض عدُوٌّ إلاّ المتَّقِينَ ) . ( الزخرف / 67 )
ولكي نتهيّأ ليوم الحساب ونخفف من هول ذلك الموقف الرهيب فلنحاسب أنفسنا في عالم الدنيا قبل أن نحاسب في عالم الآخرة ، لذا ينبِّهنا الرسول الكريم (ص) بقوله : «حاسِبُوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبُوا» .
وورد عنه (ص) : «من حاسب نفسه في الدّنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة» .
إنّ تراكم الذنوب والغفلة عن محاسبة النفس يدعوها إلى التمادي والتوغّل في المعصية ويُهوِّل عليها وطأة الحساب يوم القيامة ، يوم تنشر الصحف وتعرض الأعمال ، ويجد الإنسان كل معصية قد أُثبتت وهو مدانٌ بها .
أمّا الذين يحاسبون أنفسهم ويستغفرون عمّا صدر عنهم في عالم الدنيا ، فان ذلك كاف في عفو الله لمحوه من صحيفة الأعمال، عندما يجدون تحت كلّ معصية كلمة (أستغفر الله) الصادقة المخلصة .
(اقْتَرَبَ لِلْنّاسِ حِسابُهُم وهُم فِي غَفْلَة مُعْرِضُون ) . ( الأنبياء / 1 )
التكليف والعمل والحساب والجزاء حقائق مترابطة في عدل الله وإرادته . والحساب كما عُرِّف في مفهومه العلمي : هو الموازنة بين الأعداد والمقادير لمعرفة الفارق بينها، والحساب الإلهي في عالم الآخرة هو عبارة عن الموازنة بين ما عمله الإنسان من حسنات وسيئات، ليكشف للإنسان ماله وما عليه فيجازى به. كما يترافع المدعيان في مساحة القضاء الدنيوي، ويأخذ كل ذي حق حقه . قال تعالى :
(وَنَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظْلمُ نَفْسٌ شَيئاً وإن كان مِثقالَ حَبَّة مِن خَرْدَل أتينا بِها وكَفى بِنا حاسِبِين ) . ( الأنبياء / 47 )
(والوَزْنُ يَوْمَئِذ الحقُّ فَمن ثَقُلَت مَوازينُهُ فأولئِكَ هُمُ المُفْلِحُون * ومَن خَفَّتْ موازينُهُ فأولئِكَ الّذينَ خَسِروا أنفُسَهُم بِما كانوا بآياتِنا يَظلِمُونَ ) .
( الأعراف / 8 ـ 9 )
(هذا يَوْمُ الفَصْلِ الّذي كُنتُم بهِ تُكَذِّبُونَ ) . ( الصافّات / 21 )
(ليجزي اللهُ كُلَّ نفس ماكسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحساب ) . ( إبراهيم/51)
(ثمّ رُدُّوا إلى اللهِ مولاهُم الحقِّ ألا لَهُ الحُكمُ وَهو أَسرعُ الحاسبين ) .
( الأنعام / 62 )
(وقال موسى إني عُذتُ بربِّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّر لا يُؤْمنُ بِيَومِ الحِسابِ ) . ( غافر / 27 )
وهكذا تضع هذه البيانات القرآنية مسألة الحساب عقيدة حق واضحة المعالم والصورة، وإن خفيت علينا تفصيلاتها وكثير من كيفياتها .
وأبرز ما يتضح في هذه الآيات هو المحاسبة ، والميزان، والوزن، والغاية من الحساب .
ففي عالم الدنيا يجهل القاضي حيثيات القضية وأدلتها ، لذا يطلب من طرفي الدعوى إحضار الأدلة والشهادات لتجري عملية الحساب والمحاسبة لاكتشاف الحق .
أمّا في عالم الآخرة فإن المحاسب هو علاّم الغيوب الذي لايعزب عنه مثقال ذرة في السّماوات ولا في الأرض .
وإنّما يجري الحساب ليُعرِّف الإنسان بعمله فيقرّ بعدل الله سبحانه عندما يجازى بالمثل، ويعرف فضل الله وعفوه عندما يُزاد في حسناته، ويخفف من سيئاته .
وتبدأ عملية الحساب الأولى ـ وبمرحلتها التعريفية للإنسان الذي محض الإيمان أو محض الكفر محضاً ـ على شكل مساءلة في القبر بُعَيد الدفن وحين عود الروح للجسد ، ليعرف استحقاقه، فينال النعيم أو العذاب في عالم البرزخ حتى يوم الحشر والحساب الأكبر الذي تكشف فيه الصحف والسرائر ، ويتجسّد أمام كلّ فرد عمله فيراه بكامل تفاصيله وجزئياته :
(الأَخلاّءُ يومئذ بعضُهُم لِبَعْض عدُوٌّ إلاّ المتَّقِينَ ) . ( الزخرف / 67 )
ولكي نتهيّأ ليوم الحساب ونخفف من هول ذلك الموقف الرهيب فلنحاسب أنفسنا في عالم الدنيا قبل أن نحاسب في عالم الآخرة ، لذا ينبِّهنا الرسول الكريم (ص) بقوله : «حاسِبُوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبُوا» .
وورد عنه (ص) : «من حاسب نفسه في الدّنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة» .
إنّ تراكم الذنوب والغفلة عن محاسبة النفس يدعوها إلى التمادي والتوغّل في المعصية ويُهوِّل عليها وطأة الحساب يوم القيامة ، يوم تنشر الصحف وتعرض الأعمال ، ويجد الإنسان كل معصية قد أُثبتت وهو مدانٌ بها .
أمّا الذين يحاسبون أنفسهم ويستغفرون عمّا صدر عنهم في عالم الدنيا ، فان ذلك كاف في عفو الله لمحوه من صحيفة الأعمال، عندما يجدون تحت كلّ معصية كلمة (أستغفر الله) الصادقة المخلصة .
تعليق