إن من أعظم رتب العبودية ، أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى - بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى - كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها ..وهذه حالة وجدانية لا نظرية ، قد لا تعتري حتى المعتقد ( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة ..فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميز عن الأحرار - هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم - فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور ، بالنسبة إلى من الوجود ( منه وبه وله وإليه ) ؟!..عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه ، تعكسه هذه الفقرة من الطلب في دعاء كميل: { اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيّما }.
وجدان حالة العبودية
تقليص
X
تعليق