إن المهتم بأمر الشريعة يحب أن يخدم الدين وأهله من أوسع أبوابه ، فينتابه شيء من ( التحيّر ) في اختيار السبيل الأصلح لذلك ..والحال أن على خَـدَمة الدين - بشتى صنوفهم - أن يتسلحوا بما يعينهم على فتح الميادين المختلفة التي أمر الحق بفتحها ، فمَثَله كمَثَل المقاتل الذي يتعلم فنون القتال ، من دون أن يشترط على نفسه وعلى غيره ( جبهة ) قتال بعينها ، فهو يسلّم نفسه إلى وليّ أمره يوجهه أينما شاء ..ومن المعلوم أن القائد العادل ينظر إلى الجميع بنظرة واحدة - وإن اختلفت سعة فتوحاتهم ، ومقدار غنائمهم - ما داموا جميعاً في حالة واحدة من ( الاستعداد ) والإستنفار لامتثال الأوامر ..ولكنه مع ذلك كله ، فإن المرء يتمنى - بمقتضى محبته للحق - أن يرى الهدى الإلهي في أشدّ تألقه ، متجلياً لنفسه ولنفوس الخلق ، ولهذا يدعو ربه قائلاً: { اللهم وفقني إذا اشتكلت علىّ الأمور لأهداها ، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها ، وإذا تناقضت الملل لأرضاها }دعاء مكارم الأخلاق .
همّ خدمة الدين
تقليص
X
تعليق