إن المرأة تطلب - عند معظم الخلق - إما للأنس بها ، أو لقضاء وطر الشهوات منها ..ولكن مع تقادم الأيام ، يخف الميل بداعي ( الشهوة ) نظراً لتكرر النظر إليها في كل يوم بما يسلبها بهاءها في نفس الرجل ، فإن البهجة إنما هي لكل جديد ..فيبقى جانب ( الأنس ) ، وهو أمر لا ثبات ولا ضمان له في حياة الزوجين ، وذلك إما لوجود من يأنس به الزوج من الرجال أو النساء ، أو لإحساس الزوج بعلوه عن مستوى زوجته بما لا يراها أهلاً لأن يؤنس بها ، أو للرتابة في التعامل معها بما لا يرى الزوج معها وجوداً لزوجته في نفسه وهي بجانبه ، مما ييسّر السبيل لظلمها حقها بل للإعتداء عليها ..والحال أن الطريق إلى التخلص من ذلك كله ، هو النظر إلى الزوجة على أنها من ( رعـيّة ) الإنسان ، وأمانة مستودعة من جانب الرحمن ، وهو مسؤول غداً عن رعيته وأمانته يوم العرض الأكبر ، إذ ينادى المنادي: { وقفوهم إنهم مسؤولون }..وقد ورد عن النبي (ص) أنه قال : { ملعون ملعون ، من ضيّع من يعول }البحار-ج103ص13 .
زوال الأنس والشهوة
تقليص
X
تعليق