يحاول المرء أن يتحاشى موجبات القلق في حياته ، فيتجنب من أجل ذلك البيئة أو الشخص أو المكان الذي يمكن أن يجلب له فساداً ، أو يوجب له تشويشاً ، ويظن أنه ( بتحاشيه ) هذا ، يجلب لنفسه الراحة والاطمئنان ..والحال أن في مخزون ذاكرته كمّـاً كبيراً من الحوادث المقلقة والمثيرة لأحزانه ، وهذه الخواطر المحزّنـة كافية لأن ( تنغّـص ) عليه عيشه ، بمجرد تذكرها والتفاعل معها ، ولو كان صاحبها في سياحة ممتعة أو في روضة من الرياض ..وعليه فإن من موجبات السعادة في الحياة الدنيا ، أن يكون ( استحضاره ) للمعاني المختزنة في اللاشعور تحت رقابته الأكيدة ، فلا يستحضر شيئا من تلك الصور الذهنية ولا يتفاعل معها ، إلا إذا رأي في ذلك خيراً ونفعاً ..ومَثَل من يعمل خلاف ذلك كمَثَل من يذهب للمحاكم ، مسترجعاً ملفات خصومه التي انتهت أحكامها ، بل ومات أصحابها .
مخزون القلق في النفس
تقليص
X
تعليق