إن من موجبات الإنابة وحيازة الأجر كذلك ، هي زيارة الموتى زيارة واعية ، يراد بها تذكير النفس ( بالمصير ) المحتوم الذي ينتظر جميع الخلق الذين لم يكتب لأحد منهم الخلود ، وهو ذلك اليقين الذي لم يُر مثله يقيناً ، يخالطه الشك والتردد سلوكاً وعملاً ..فمن أفضل المشاعر التي تنتاب الزائر لهم ، هو أن ( يفترض ) نفسه بأنه قد نزل به الموت ، ثم أذن له بالخروج من القبر بكفالة مضمونة ، ليرجع أياماً إلى الدنيا معوضاً عن تقصيره ، مكتسباً شيئاً من الدرجات التي فاتته أيام حياته ..فيا تُـرى كم يبلغ ( حرص ) مثل هذا الميت المستأنف للحياة ، وذلك في استغلال كل لحظة من لحظات عودته إلى الدنيا ، وخاصة إذا كانت قصيرة لا تقبل الإمهال والتمديد ؟!..ومن المعلوم أن واقع الأمر كذلك ، إذ كنا شبه أمواتٍ في أصلاب الرجال ، ثم وُهِـبنا الحياة في هذه الدنيا ، لنرجع إلى ممات آخر والهاتف ينادي: { قم واغتنم الفرصة بين العدمين } .
زيارة الموتى
تقليص
X
تعليق