المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحجاب


العلوية ام موسى الاعرجي
29-12-2014, 02:44 PM
الحجاب لغة : الستر ، كما صرّح به جمع من اللغويين وأصحاب المعاجم .
وهو حكم شرعي فرضته الشريعة الإسلاميّة على المرأة ، وأوجبت عليها اتباعه والالتزام به ، ودلّ على ذلك القرآن والسنّة .
قال الله تعالى :
( يا أيها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ) .


والجلابيب ، جمع جلباب : وهو الثوب الواسع ، أوسع من الخمار ودون الرداء ، تلويه المرأة على رأسها ، وتبقي منه ما ترسله على صدرها .


وقيل : الجلباب : هو الملحفة ، وكلّ ما يستر به من كساء أو غيره .
ومعنى ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) أي يرخينها عليهن بها وجوههن وأعطافهن .
وقال تعالى :
( قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهنَّ على جيوبهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلاّ لبعولتهنَّ أو آبائهنَّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهنَّ أو اخوانهنّ أو بني اخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير اُولي الإربة من الرجال أو الطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهنّ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ).


وهناك أحاديث كثيرة وردت عن المعصومين سلام الله عليهم في وجوب الحجاب وتحديده ، ذكرها علماؤنا في كتبهم الحديثية .
ولم يوجب الدين الإسلامي الحجابَ على المرأة إلاّ لحفظ كرامتها وشرفها ، وصون عزّها ، وليحافظ عليها من الذئاب المفترسة الذي لا يخلو مجتمع منهم .

إذاً فرض الحجاب لمصلحتها الدنيويّة قبل أن تكون لمصلحتها الاُخرويّة ، ففي الدنيا تعيش المرأة المحجّبة مصونة محترمة في المجتمع ، وفي الآخرة لها جنّات عدن تجري من تحتها الأنهار .
ويمكننا أن نقول لدعاة القومية : إنّ الحجاب عادة قوميّة وشرقيّة قبل أن تكون دينية ، فلماذا لا نتمسك بها تمسكنا بعاداتنا الاُخرى ، ونحن نشاهد أن الشعوب الاُخرى تتمسّك بعاداتها وإن كانت مضرّة أو متوحّشة أحياناً . وهل بإمكاننا أن نقول للمجتمع الغربي أو الشرقيّ : اُتركوا عادتكم ؟ إذاً فلماذا نترك نحن عاداتنا مع ما فيها من الخير والصلاح .

وقد كثر الكلام عن الحجاب لا من غير المسلمين فحسب ، بل من المسلمين والمسلمات اللواتي خُدعن بمظهر الحضارة البرّاق ، وأخذوا يطلقون الشبهات والأراجيف والتخرّصات علينا ، ويدّعون بأن الإسلام قد ظلم المرأة إذ فرض عليها الحجاب
.
ولا أدري ماهو نوع الظلم بفرض الحجاب ؟ ! وهل أنّ خروج المرأة محجّبة وذهابها إلى معاهد العلم والتربية ، وهي تؤدي دورها في هذا المجتمع ظلماً ؟ ! أم أنّهم يريدون منها أن تسفر عن وجهها ومحاسنها لكي يشبعوا غرائزهم ، وما مطالبتهم بحريّة المرأة حرصاً عليها ، بل لحاجة في نفس يعقوب .
وهل في الإسلام ذرّة ظلم ؟ ! بل وهل ظلم الدين الإسلامي مخلوقاً من مخلوقات الله حتى يظلم المرأة ؟ ! فما هي إلاّ شبهات المستعمرين وأعداء الدين .

وقد أحسن الرصافي في الردّ عليهم بقوله :

يقولـون فـي الإسلام ظلماً بأنّه * يـصد ذويـه عن طريـق التقدّم
فإن كـان ذا حقّاً فكيـف تقدّمت * أوائلـه فـي عهـدهـا المتقـدّم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله * فمـاذا على الإسلام من جهل مسلم
هـل العلم في الإسلام إلاّ فريضة * وهـل اُمّة سـادت بغيـر التعـلّم
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلـى * بصـائر أقـوام عـن المجـد نوّم
ودكّ حصون الجـاهليّة بـالهدى * وقـوّض أطنـاب الضلال الـمخيّم
ألا قل لمن جاروا علينا بـحكمهم * رويـداً فقـد قـارفتم كـلّ مـأثم
فـلا تنكروا شمس الحقيقـة إنّها * لأظهر مـن هـذا الحـديث المرجم



والشيء العجيب أنّ الفتاة المسلمة قد انخدعت بهذه الأباطيل ، واستجابت لدعاة السوء دُعاة الرذيلة والتبرج ، وقد أعمت المدنيّة الزائفة بصيرتها ، وأوحت لها أنّ التقدّم والرقي إنّما هو بترك ما كان عليه الآباء والأجداد ، فنراها تركت تراثها العظيم ، وانحدرت إلى أسفل درك بفضل الإستهتار والخلاعة والتبرّج ، كلّ ذلك كي لا تتصف بالرجعية .
قال الشاعر الاُزري :


أكريمة الزوراء لا يذهب بك * هـذا الخـداع ببيئة الزوراء
لا يخـدعنـك شـاعر بخيــالــه * إنّ الخيــال مـطيّــة الشعــراء
حصروا علاجك في السفور وما دروا * إنّ الـذي وصفــوه عيـن الـداء
أولـم يـروا أنّ الفتــاة بطبعهــا * كـالمـاء لـم يـحفظ بغيــر إنـاء
ومـن يكفـل الفتيـات بعـد بروزها * ممـا يـجيش بخـاطــر العـذراء
ومـن الذي ينهـى الشبيبـة رادعـاً * عـن خـدع كـلّ خـريدة حسنـاء

ولو أنّ الفتاة المسلمة راعت الاحتشام في ملبسها وتصرّفاتها وحركاتها وأخفت زينتها إلاّ لمن أجازه الشرع ، لكان ذلك أعفى لها وأتقى ، ولكانت في حصن حصين من أن تقع في مزالق الفوضى مخدوعة ببريق كلام المفسدين دعاة السفور .
ولقد أحسن الشاعر حينما قال :


أفـوق الـركبتين تشمـرينـا * بـربّــك أي نهـر تعبـرينـا
وما الخلخال حين الساق صارت * تطـوّقها عيـون النـاظرينـا
عيـون المعجبين لـديك جمر * ستشعل إن أردت هـوى دفينـا
فتاة الجيـل مثلـك لا يجاري * سفيهـات يبعـنَ تقــى ودينا
فبالتقصيـر طالتنـا الأعـادي * وبـاللذات ضـيّعنـا العـرينـا
أبنت خـديجة كونـي حيـاء * ك اُم ـك تنجبـي جيتـلاً رزينـا
خذيها قـدوة ننهض جميعـاً * وتبـق ديارنا حصنـاً حـصينا
ولا يشغلك قـشر عـن لباب * ولا تضلـك ( صـوفياهم ولينا )

ويقولون : إنّ الحجاب يعارض تعلّم المرأة ويمنع من تطورّها وسيرها في مضمار المدنيّة!!! والحقيقة على العكس من ذلك ، فمتى كان الحجاب عائقاً من ذهاب المرأة إلى المدارس والمعاهد العلميّة لإرتشاف العلم ، ومتى كانت الأزياء الخليعة والملابس الشفّافة سبباً لتعلّم المرأة وتقدّمها ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو يحثّ المرأة على طلب العلم ـ في حديثه المشهور : « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة » .


وأحسن الشاعر الاُزري بقوله :


ليس الحجاب بمانع تعليمها * فالعلم لم يرفع على الأزياء
أولم يسع تعليمهن بغير أن * يملأن بالأعطاف عين الرأي

وهو يرد بذلك على المعرّي الذي يحارب تعلّم المرأة بقوله :


علموهن الغزل والنسج والرون * وخلّــوا كتـابـة وقــراءة
فصلاة الفتاة بالحمد والإخلاص * تغنـي عـن يـونس وبـراءة

ولا شكّ ولا ريب أنّ المرأة المتعلّمة أفضل من الجاهلة ، فهي تستطيع وبكلّ جدارة إدارة بيتها بما يرضي الله وزوجها ، وتستطيع أيضاً أن تربّي أولادها تربية صالحة تعدّهم للمستقبل ، فهي المعلّم الأوّل والمدرسة الاُولى التي يتخرّج منها العلماء والمفكرون .



قال الشاعر :

الاُم مدرسة إذا أعددتهـا * أعددت جيلاً طيّب الأعراق
الاُم اُستاذ الأستاذة الاُولى * شغلت مآثرها مدى الآفاق
الاُم روض إن تعهّده الحيا * بالـريّ أورق أيمـا ايراق

والمرأة الجاهلة يأخذها العجب والغرور فلا تراها إلاّ منشغلة بنفسها وزينتها ، تحاول أن تظهر بغير وجهها الحقيقي ، وتتصوّر بعملها هذا قد ازدادت جاهاً ورفعة ، وهي في الواقع قد انطمست في دياجير الجهل .
قالت احدى الشاعرات :


قـد زيّنت بالدر غرّة جبهـة * وتوشّحت بخمـار جهل أسود
وتطوّقت بالعقد يبهج جيـدها * والجهل يطمس كلّ فضل أمجد

وقال آخر :

ما العزِ لبسك أثـواب فخرت بهـا * والجهل من تحتها ضاف على الجسد

ولا شك أنّ هكذا امرأة يكون ضررها على المجتمع وخيماً ، فلا تعلّم أبناءها إلاّ سيء الأخلاق ، وما ورثته من عادات بالية أكل الدهر عليها وشرب ، فشأنها شأن المعلم السيء .


يقول شوقي في ذلك :


وإذا المعلـم سـاء لحظ بصيـرة * جاءت على يده البصائـر حـولاً
وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى * ومـن الغـرور فسمّـه التضليلا
وإذا اُصيـب القـوم في أخلاقهم * فـأقم عليهـم مـأتمـاً وعـويلا

وبعد كلّ ما قرأته معي عزيزي القارىء عن الحجاب ـ وإن كان قليلاً لا يفي بالمطلوب ـ ألا ترى من الأجدر بنا نحن أبناء الإسلام أن نحرص على نساء أمّتنا الإسلامية ، ونحاول بكلّ ما اُوتينا من قوّة أن نقف سدّاً منيعاً أمام التيار الإلحادي الذي لا هدف له سوى هدم قِيمنا ، وبالتالي القضاء على ديننا الحنيف .

وأنتِ اُختي القارئة أليس الأجدر بكِ أن تحافظي على حجابك صوناً لعزّتك وكرامتك وشرفك ، وتكونين قد جمعتِ سعادة الدارين ، ففي الدنيا محترمة موقّرة ، والجميع ينظر إليك نظرة إجلال وتقدير ، وفي الآخرة جنات عدن تجري من تحتها الأنهار .

خادمة فضه
29-12-2014, 03:37 PM
جزاكِ الله كل خير

احزان كربلاء
08-01-2015, 11:01 AM
بارك الله فيك

عاشقة ام الحسنين
27-06-2015, 09:23 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

بارك الله فيك على


الطرح الراااقي


يعطيك العافية