قوله تعالى: ((وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا)).
ان هنالك أمرا ملفتا أستوقف المفسرون في الآية وذكروا- ومنهم صاحب الميزان- وجوها لتوجيهه، وهوالتعبير بكلمة (سيق) الذي يستبطن القسر على غير المراد، وقد ورد مثل هذا التعبير في الكفار نحوالنار قال تعالى: (وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا )، وهذا التعبير في الكفار واضح وجهه، فالنار مكان العذاب والإنسان بطبيعته يفر منه لانه فطر على حب ذاته والنفور مما يؤذيها ويؤلمها، فما هووجه هذا التعبير في الجنة يوم القيامة، وهي دار النعيم المقيم والنجاة من النار وعناء المحشر وطول بقائه ؟
هنا أخذ سماحة الشيخ ( حفظه الله) يستعرض بعض أجوبة المفسرين ككون هذا الجواب على نحو المشاكلة للتعبير الوارد في الكفار، ولا يراد منه المعنى الحقيقي، ثم قال كل هذه الوجوه غير مقنعة بالنسبة الي.
ثم قال: ان الإنسان يهرول نحو ملاذه ونعيمه ولا يحتاج ان يسحب اويجر اليه، وهذا مقتضى فطرته، الا ان يكون هنالك نعيم افضل ومحبوب تطلبه النفس بصورة اتم ، فحينئذ يتصور ان سياق الإنسان من النعيم الأتم الى النعيم التام، ومن المحبوب والمعشوق بالحب والعشق الأتم الى المحبوب والمعشوق بالحب والعشق التام.
ثم قال ( حفظه الله) وقد ورد في الروايات ما يبن وقوع ذلك في يوم القيامة وأخذ يبكي وهو يعرض رواية تبين ان للإمام الحسين (عليه السلام) شفاعة خاصة لخدامه في يوم القيامة، ويكون لخدامه وقفه ينشغلون بالنظر الى جمال وجهه عن الجنة، فلا يريدون الذهاب إليها فيؤخذون الى الجنة قسرا ونفسهم لا تطيق فراق الامام ( عليه السلام) وذلك قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا).
أقول: هنالك عدة طوائف من الروايات يستفاد منها ان جمال حقيقة الامام الحسين ( عليهم السلام)، اعظم وأتم من جمال الجنة، وهنا اذكر بعض ما نقله الاعلام في ذلك:
قال الشيخ الصدوق في كمال الدين:
حدثنا أبوالحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام قال: حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي قال: حدثنا علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض، فقال له أبي:
وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟ فقال له: يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعز وفخر، وبحر - علم وذخر فلم لا يكون كذلك !
قال حيدر السندي: ومفاد هذه الرواية هو ان الامام الحسين ( عليه السلام) زين السماوات والأرض ومن ذلك الجنة، فهو زين الجنة.
وقال العلامة المجلسي في البحار: ومن هذا ما ذكره في تفسير العسكري عليه السلام قال الإمام عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل الله العلم بتأويله وتوفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين ومعاداة أعدائهم، وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون وهوثمن الجنة، ويستحق به الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هوأفضل من الجنة، لان محمدا وآله أشرف زينة الجنة.
قال حيدر السندي: هذه الرواية يستفاد منها ان الامام افضل زينة الجنة.
وقال السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز: السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: قال القاضي الأمين أبوعبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي المغازلي، قال: حدثنا أبي - رحمه الله -، قال: أخبرنا أبوعبد الله الحسين بن الحسن، عن علي بن محمد بن مخلد، عن جعفر بن حفص، عن سواد بن محمد، عن عبد الله بن نجيح، عن محمد بن مسلم البطائحي، عن محمد بن يحيى الأنصاري، عن عمه حارثة، عن زيد بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: دخلت يوما على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت: يا رسول الله أرني الحق حتى أتبعه.
فقال - صلى الله عليه وآله -: يا بن مسعود لج إلى المخدع. فولجت، فرأيت أمير المؤمنين - عليه السلام - راكعا وساجدا وهويقول عقيب صلاته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت لاخبر رسول الله بذلك، فوجدته راكعا وساجدا وهويقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي. قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتى غشي علي. فرفع النبي رأسه، وقال: يا بن مسعود أكفرا بعد ايمان ؟ فقلت: معاذ الله، ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك، وأنت تسأل الله تعالى به.
فقال: يا بن مسعود إن الله تعالى خلقني وعليا، ( والحسن ) والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام، حين لا تسبيح ولا تقديس، وفتق نوري، فخلق منه السماوات والأرض، وأنا أفضل من السماوات والأرض. وفتق نور علي، فخلق منه العرش والكرسي، وعلي أفضل من العرش والكرسي.
وفتق نور الحسن، فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أجل من اللوح والقلم.
وفتق نور الحسين - فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين أفضل منها، فأظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عز وجل الظلمة، وقالت: اللهم بحق هؤلاء الأشباح الذين خلقت، إلا ما فرجت عنا من هذه الظلمة. فخلق الله روحا وقرنها بأخرى، فخلق منهما نورا، ثم أضاف النور إلى الروح، فخلق منهما الزهراء - عليها السلام -، فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها المشرق والمغرب.
ونقل ( رحمه الله ) أيضا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ): ثم فتق نور (ولدي الحسين، فخلق منه الجنة، والحور العين،فنور [ الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسي من نور الله ] ولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.
قال حيدر السندي: دلالة هذه الطائفة على ان الامام ( عليه السلام) اجمل من الجنة واضحة فهي تدل على ان الجنة شعاع من نوره وفضلة من جماله فكيف لا يكون ( عليه السلام ) اجمل منها في حقيقته النورية التي سيظهر بها يوم القيامة.
ثم ان هذا المضمون لم انفرد به كتب الخاصة بل ورد في كتب العامة أيضا، وقد تقل السيد المرعشي في إحقاق الحق جملة وافرة من روايات العامة :
قال ( رحمه الله ):
الاول: حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في " مجمع الزوائد "( ج 9 ص 184 ط مكتبة القدسي في القاهرة ).
روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فخرت الجنة على النار فقالت: أنا خير منك فقالت النار: بل أنا خير منك فقالت لها الجنة استفهاما: وممه ؟ قالت: لأن في الجبابرة ونمرود وفرعون فأسكنت فأوحى الله إليها لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها، رواه الطبراني في " الأوسط ".
ومنهم العلامة الخوارزمي في " مقتل الحسين " ( ص 103 ) قال: أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبوالعلاء الحسن بن أحمد الهمداني أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن نوح بن حرب، حدثنا منير بن ميمون البصري حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا سلمان بن مغيرة، عن المختارين فلفل، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن " مجمع الزوائد ".
الثاني : حديث عقبة بن عامر رواه القوم: منهم الحافظ الشهير أبوبكر أحمد بن علي الشافعي الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ( ج 2 ط القاهرة ص 238 ) قال: أخبرنا أبونعيم الحافظ قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: نبأنا ابن رشدين، قال: نبأنا حميد بن علي البجلي، قال: نبأنا ابن لهيعة، عن أبي عشانه، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك قال: ألم أزينك بالحسن والحسين قال: فماست الجنة ميسا كما تميس العروس.
ومنهم العلامة الهيتمي في " مجمع الزوائد " ( ج 9 ص 184 ط مكتبة القدسي بمصر ) قال: عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك قال: ألم أزينك بالحسن والحسين - رواه الطبراني في " الأوسط ".
ومنهم الشيخ علاء الدين على المتقي الهندي في " منتخب كنز العمال " ( ج 5 ص 107 المطبوع بهامش المسند ط الميمنية بمصر )... الثالث حديث زريع الأزدي رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة العسقلاني في " لسان الميزان " ( ج 6 ص 241 ط السعادة بالقاهرة ) قال: حدثنا محمد، حدثنا يحيى بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عياش،، ثنا هانئ بن المتوكل، عن محمد بن عياض الأنصاري، عن أبيه، عن العباس بن زريع الأزدي، عن أبيه مرفوعا قالت الجنة يا رب حسنتني فحسن أركاني قال: قد حسنت أركانك بالحسن والحسين. وفي ( ج 2 ص 214، الطبع المذكور ) مرفوعا: لما خلق الله الفردوس قالت: رب زيني قال: قد زينتك بالحسن والحسين.
الرابع: حديث عائشة رواه القوم: منهم الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( ج 1 ص 230 ط القاهرة ) قال: عن وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: لما خلق الله الفردوس قالت: رب زيني قال: قد زينتك بالحسن والحسين.
ان هنالك أمرا ملفتا أستوقف المفسرون في الآية وذكروا- ومنهم صاحب الميزان- وجوها لتوجيهه، وهوالتعبير بكلمة (سيق) الذي يستبطن القسر على غير المراد، وقد ورد مثل هذا التعبير في الكفار نحوالنار قال تعالى: (وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا )، وهذا التعبير في الكفار واضح وجهه، فالنار مكان العذاب والإنسان بطبيعته يفر منه لانه فطر على حب ذاته والنفور مما يؤذيها ويؤلمها، فما هووجه هذا التعبير في الجنة يوم القيامة، وهي دار النعيم المقيم والنجاة من النار وعناء المحشر وطول بقائه ؟
هنا أخذ سماحة الشيخ ( حفظه الله) يستعرض بعض أجوبة المفسرين ككون هذا الجواب على نحو المشاكلة للتعبير الوارد في الكفار، ولا يراد منه المعنى الحقيقي، ثم قال كل هذه الوجوه غير مقنعة بالنسبة الي.
ثم قال: ان الإنسان يهرول نحو ملاذه ونعيمه ولا يحتاج ان يسحب اويجر اليه، وهذا مقتضى فطرته، الا ان يكون هنالك نعيم افضل ومحبوب تطلبه النفس بصورة اتم ، فحينئذ يتصور ان سياق الإنسان من النعيم الأتم الى النعيم التام، ومن المحبوب والمعشوق بالحب والعشق الأتم الى المحبوب والمعشوق بالحب والعشق التام.
ثم قال ( حفظه الله) وقد ورد في الروايات ما يبن وقوع ذلك في يوم القيامة وأخذ يبكي وهو يعرض رواية تبين ان للإمام الحسين (عليه السلام) شفاعة خاصة لخدامه في يوم القيامة، ويكون لخدامه وقفه ينشغلون بالنظر الى جمال وجهه عن الجنة، فلا يريدون الذهاب إليها فيؤخذون الى الجنة قسرا ونفسهم لا تطيق فراق الامام ( عليه السلام) وذلك قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا).
أقول: هنالك عدة طوائف من الروايات يستفاد منها ان جمال حقيقة الامام الحسين ( عليهم السلام)، اعظم وأتم من جمال الجنة، وهنا اذكر بعض ما نقله الاعلام في ذلك:
قال الشيخ الصدوق في كمال الدين:
حدثنا أبوالحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام قال: حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي قال: حدثنا علي بن عاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض، فقال له أبي:
وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟ فقال له: يا أبي والذي بعثني بالحق نبيا إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعز وفخر، وبحر - علم وذخر فلم لا يكون كذلك !
قال حيدر السندي: ومفاد هذه الرواية هو ان الامام الحسين ( عليه السلام) زين السماوات والأرض ومن ذلك الجنة، فهو زين الجنة.
وقال العلامة المجلسي في البحار: ومن هذا ما ذكره في تفسير العسكري عليه السلام قال الإمام عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل الله العلم بتأويله وتوفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين ومعاداة أعدائهم، وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون وهوثمن الجنة، ويستحق به الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هوأفضل من الجنة، لان محمدا وآله أشرف زينة الجنة.
قال حيدر السندي: هذه الرواية يستفاد منها ان الامام افضل زينة الجنة.
وقال السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز: السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: قال القاضي الأمين أبوعبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي المغازلي، قال: حدثنا أبي - رحمه الله -، قال: أخبرنا أبوعبد الله الحسين بن الحسن، عن علي بن محمد بن مخلد، عن جعفر بن حفص، عن سواد بن محمد، عن عبد الله بن نجيح، عن محمد بن مسلم البطائحي، عن محمد بن يحيى الأنصاري، عن عمه حارثة، عن زيد بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: دخلت يوما على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت: يا رسول الله أرني الحق حتى أتبعه.
فقال - صلى الله عليه وآله -: يا بن مسعود لج إلى المخدع. فولجت، فرأيت أمير المؤمنين - عليه السلام - راكعا وساجدا وهويقول عقيب صلاته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت لاخبر رسول الله بذلك، فوجدته راكعا وساجدا وهويقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي. قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتى غشي علي. فرفع النبي رأسه، وقال: يا بن مسعود أكفرا بعد ايمان ؟ فقلت: معاذ الله، ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك، وأنت تسأل الله تعالى به.
فقال: يا بن مسعود إن الله تعالى خلقني وعليا، ( والحسن ) والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام، حين لا تسبيح ولا تقديس، وفتق نوري، فخلق منه السماوات والأرض، وأنا أفضل من السماوات والأرض. وفتق نور علي، فخلق منه العرش والكرسي، وعلي أفضل من العرش والكرسي.
وفتق نور الحسن، فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أجل من اللوح والقلم.
وفتق نور الحسين - فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين أفضل منها، فأظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عز وجل الظلمة، وقالت: اللهم بحق هؤلاء الأشباح الذين خلقت، إلا ما فرجت عنا من هذه الظلمة. فخلق الله روحا وقرنها بأخرى، فخلق منهما نورا، ثم أضاف النور إلى الروح، فخلق منهما الزهراء - عليها السلام -، فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها المشرق والمغرب.
ونقل ( رحمه الله ) أيضا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ): ثم فتق نور (ولدي الحسين، فخلق منه الجنة، والحور العين،فنور [ الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي الحسي من نور الله ] ولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين.
قال حيدر السندي: دلالة هذه الطائفة على ان الامام ( عليه السلام) اجمل من الجنة واضحة فهي تدل على ان الجنة شعاع من نوره وفضلة من جماله فكيف لا يكون ( عليه السلام ) اجمل منها في حقيقته النورية التي سيظهر بها يوم القيامة.
ثم ان هذا المضمون لم انفرد به كتب الخاصة بل ورد في كتب العامة أيضا، وقد تقل السيد المرعشي في إحقاق الحق جملة وافرة من روايات العامة :
قال ( رحمه الله ):
الاول: حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في " مجمع الزوائد "( ج 9 ص 184 ط مكتبة القدسي في القاهرة ).
روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فخرت الجنة على النار فقالت: أنا خير منك فقالت النار: بل أنا خير منك فقالت لها الجنة استفهاما: وممه ؟ قالت: لأن في الجبابرة ونمرود وفرعون فأسكنت فأوحى الله إليها لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها، رواه الطبراني في " الأوسط ".
ومنهم العلامة الخوارزمي في " مقتل الحسين " ( ص 103 ) قال: أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبوالعلاء الحسن بن أحمد الهمداني أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا محمد بن نوح بن حرب، حدثنا منير بن ميمون البصري حدثنا عباد بن صهيب، حدثنا سلمان بن مغيرة، عن المختارين فلفل، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن " مجمع الزوائد ".
الثاني : حديث عقبة بن عامر رواه القوم: منهم الحافظ الشهير أبوبكر أحمد بن علي الشافعي الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ( ج 2 ط القاهرة ص 238 ) قال: أخبرنا أبونعيم الحافظ قال: نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: نبأنا ابن رشدين، قال: نبأنا حميد بن علي البجلي، قال: نبأنا ابن لهيعة، عن أبي عشانه، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك قال: ألم أزينك بالحسن والحسين قال: فماست الجنة ميسا كما تميس العروس.
ومنهم العلامة الهيتمي في " مجمع الزوائد " ( ج 9 ص 184 ط مكتبة القدسي بمصر ) قال: عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك قال: ألم أزينك بالحسن والحسين - رواه الطبراني في " الأوسط ".
ومنهم الشيخ علاء الدين على المتقي الهندي في " منتخب كنز العمال " ( ج 5 ص 107 المطبوع بهامش المسند ط الميمنية بمصر )... الثالث حديث زريع الأزدي رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة العسقلاني في " لسان الميزان " ( ج 6 ص 241 ط السعادة بالقاهرة ) قال: حدثنا محمد، حدثنا يحيى بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عياش،، ثنا هانئ بن المتوكل، عن محمد بن عياض الأنصاري، عن أبيه، عن العباس بن زريع الأزدي، عن أبيه مرفوعا قالت الجنة يا رب حسنتني فحسن أركاني قال: قد حسنت أركانك بالحسن والحسين. وفي ( ج 2 ص 214، الطبع المذكور ) مرفوعا: لما خلق الله الفردوس قالت: رب زيني قال: قد زينتك بالحسن والحسين.
الرابع: حديث عائشة رواه القوم: منهم الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( ج 1 ص 230 ط القاهرة ) قال: عن وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: لما خلق الله الفردوس قالت: رب زيني قال: قد زينتك بالحسن والحسين.
تعليق