إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق ..فإن جميع حركات العبد وسكناته ، ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية ) التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده ..وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه ، سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح ، الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد ، ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره ..وهذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس: كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه ، أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط ، لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد ..فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود ، لأنه مصداق لما عند الله تعالى ..وقد ورد عن الإمام الكاظم (ع) بعد تقسيم الساعات لمناجاة الله تعالى ولأمر المعاش ولمعاشرة الإخوان : { وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات }البحار-ج78ص321 .
السياحة اللاهادفة
تقليص
X
تعليق