ذكر الحق في كتابه مستجيبا لدعاء نبيه يوسف (ع) فقال : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن }، مما يدل على أن الحق رغم أنه أعطى العبد الاختيار في الأفعال - فله أن يختار المعصية أو الطاعة - إلا أنه في الوقت نفسه ، حريص على استقامة عبده الذي ( استخلصه ) لنفسه ، وجعله في دائرة رعايته الخاصة ، فيصرف عنه موارد الكيد والفتنة ، كما طلبها يوسف (ع) من ربه ..وهذا من مصاديق ( التوفيق ) الذي يتجلى في تيسير سبيل الطاعة للعبد تارة ، وإبعاده عن سبيل المخالفة تارة أخرى ، خلافا ( للخذلان ) الذي ينعكس فيه الأمر ..ومن هنا تأكّدت الحاجة للدعاء دائما بالتوفيق وتجنيب الخذلان ، ومن دون هذا التوفيق ، كيف يستقيم العبد في سيره إلى الحق ، مع وجود العقبات الكبرى في الطريق ؟!..ولهذا يدعو أمير المؤمنين كما روي عنه بقوله: { إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق ، فمن السالك بي إليك في واضح الطريق ؟! }.
صرف الكيد
تقليص
X
تعليق