أضواء على سيرة وشخصية السيّدة أم البنين عليها السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    أضواء على سيرة وشخصية السيّدة أم البنين عليها السلام

    هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الوحيد بن كلاب بن ربيعةالعامري .
    أهلها من سادات العرب وأشرافها وزعماؤها ، وهم أبطال مشهورون ،ويعرّفنا التاريخ بأنّ أبناءها من فرسان العرب في الجاهلية ، ولهم الذكريات المجيدةفي المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك ؛ فإنّ منقومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جدّ تهامة والدة أم البنين ، وهو الجدّالثاني لأم البنين . قيل : ملاعب الأسنّة ؛ لفروسيته وشجاعته .
    يلاعبُ أطرافَ الأسنّةِ عامرُ فراحَ لهُ خطُّ الكتائبِأجمعُ
    وهذه المرأة النبيلة الصالحة ، ذات الفضل والعفة ، والصيانةوالورع والديانة ، كريمة قومها، وعقيلة أسرتها ، فهي تنتمي لأشرف القبائل العربيةشرفاً ، وأجمعهم للمآثر الكريمة ، التي تفتخر بها سادات العرب .
    وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب ، وكان نسّابة عالماً بأنسابالعرب وأخبارهم ( ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس ) ، فحق لأمير المؤمنين عليبن أبي طالب (عليه السلام) أن يرغب في الوصلة الصهرية بهم ؛ لأنّ البنت التي قدولدها مثل هؤلاء الأبطال الشجعان لجديرة أن تنجب فيما تلد ، ولا تلد إلاّ شجاعاًبطلاً ، قد ضم بين طرفي البطولة والفروسية عمومة وخؤولة .
    فقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لأخيه عقيل : ((اختر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ؛لأتزوّجها لتلد لي غلاماً فارساً)).
    ولِما أشار صاحب الشريعة الحقّة بقوله : ((الخال أحد الضجيعين ، فتخيّروا لنطفكم))، فقد أنجبت هذه المرأة المحترمة أعظم الرجال شجاعة وثباتاً وإقداماً ، وهوحري بتلك الشجاعة الباهرة ؛ لأنّهم معروفون فيها من كلا طرفيه .
    فقد تزوّج أمير المؤمنين (عليه السلام) أم البنين ( فاطمة ) بعدوفاة الصدّيقة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ، وأنجبت له أربعةبنين ، هم ؛ العباس المسمّى بالسقا ، ويسمّيه أهل النسب أبا القربة ، وصاحب رايةالإمام الحسين (عليه السلام) ، وعبد الله وعثمان وجعفر ، وقد استشهدوا جميعاً معالإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء يوم عاشوراء ، ولا بقيّة لهم إلاّ منالعباس .
    كانت أم البنين من النساء الفاضلات ، العارفات بحقّ أهل البيت ،مخلصة في ولائهم ، ممحضة في مودّتهم ، ولها عندهم الجاه الوجيه ، والمحل الرفيع ،وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة المنورة تعزيها بأولادها الأربعة ، كماكانت تزورها أيّام العيد ، وبلغ من عظمتها ، معرفتها وتبصرتها بمقام أهل البيت ،إنّها لمّا دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكان الحسنان مريضين أخذت تلاطفالقول معهما ، وتلقي إليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب ، وما برحت علىذلك تحسن السيرة معهما ، وتخضع لهما كالأمّ الحنون ، ولا بدع في ذلك ؛ فإنّها ضجيعةشخص الإيمان ، قد استضاءت بأنواره ، وربت في روضة أزهاره ، واستفادت من معارفه ،وتأدّبت بأدبه ، وتخلّقت بأخلاقه .
    ولا أريد إطالة في المقدّمة التمهيدية عن هذه السيّدة الجليلةالتي حباها الله إرثاً أصيلاً في الشرف والسيادة ، والرفعة والمكانة ، فهي فاطمةبنت حزام الكلابية .
    فإنّ قومها ورهطها من الأعمام والأخوال يتمتّعون بكلّ خصلة فاضلةجليلة ، وحباها الله كذلك مجداً وشرفاً لاحقاً جاءها بعد زواجها من أسد الله وأسدرسوله ، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فكانت بذلك أفضلامرأة ـ من غير البيت النبوي الشريف ـ تحوز على الشرف والمجد والرفعة من كلّ جانب ،ولندخل في رحاب سيرتها الذاتية ؛ بغية إعطاء صورة للقرآء الكرام .
    اسمها الكريم
    هي فاطمة بنت حزام أبو المحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعببن عامر بن كلاب .
    وأمّها تمامة بن سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب .
    ولدت على الأرجح بعد الهجرة بخمس سنين ، وتوفيت في 13 جماديالثانية يوم الجمعة عام 64 بعد مقتل الحسين (عليه السلام) ، على ما تذهب إليه بعضالروايات .
    أولادها
    رزقت من علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعة بنين :
    1ـ العباس بن علي بن أبي طالب : المولود 4 شعبان 26هـ .
    2ـ عبد الله بن علي بن أبي طالب : عمره يوم الطفّ خمس وعشرون سنة .
    3ـ عثمان بن علي بن أبي طالب : كان يوم الطفّ ابن ثلاث وعشرين سنة .
    4ـ جعفر بن علي بن أبي طالب : وهو أصغرهم يوم الطفّ .
    قومها
    لا يختلف اثنان في شجاعة قومها وبسالتهم ، ونجدتهم وإقدامهم فيساحة الحرب والميدان ، فمنهم : مالك بن البرّاء ملاعب الأسنة . ومنهم : عامر بنالطفيل ، وهو يضمّ الكرم والسخاء إلى النجدة والفروسية ، وفي قول عقيل لأخيه الإمامعلي (عليه السلام) لمّا أراد الزواج ، فأشار عليه بأم البنين .
    قال الإمام علي (عليه السلام) مخاطباً عقيل ، وكان نسّابة ،عالماً بأخبار العرب وأنسابهم : ((أبغني امرأةقد ولدتها الفحول من العرب ؛ لأتزوّجها فتلد لي غلاماً أسداً))،فقال له عقيل : أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ؟ فإنّه ليس فيلعرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
    ما جاء في سمو شخصيتها
    لمّا دخلت بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت ترعى أولادالزهراء (سلام الله عليها) أكثر ممّا ترعى أبناءها ، وتؤثرهم على أولادها ؛ تعويضاًلما أصابهم من حزن ، وفقدان حنان لموت أمّهم الزهراء البتول .
    وقالت يوماً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يا أبا الحسن : نادني بكنيتي المعروفة ( أم البنين ) ، ولا تذكر اسمي ( فاطمة ) ، فقال لها الإمام(عليه السلام):((لماذا؟))قالت : أخشى أن يسمع الحسنان ، فينكسر خاطرهما ، ويتصدّع قلبهما لسماع ذكراسم أمّهما ( فاطمة).
    فأيّ امرأة جليلة مؤمنة ، صابرة صالحة وقور هذه المرأة ( طيّبالله ثراها ، ونوّر ضريحها ) ؟
    لذا صار لها جاه عظيم ، وشأن كريم عند الله ، وعند رسوله ، وأهلبيته الغرّ الميامين ، فما توجّه إنسان إلى الله العلي العظيم وسأله بحقّها إلاّقضيت حاجته ، ما لم تكن محرّمة ، أو مخالفة للمشيئة الإلهية .
    ولذلك أغرم الناس بها ، وخاصّة أهل النجف ، فتراهم يعقدون المجالس، ويطعمون الطعام ، ويوزعون الحلوى في ثوابها .
    ومن باب عرفان الجميل ومقابلة الإحسان بمثله [ فقد ] ورد عنالزهراء (سلام الله عليها) يوم الحشر تخرج من تحت عباءتها كفين مقطوعين ، وهما كفّاأبي الفضل العباس (عليه السلام) وتقول : ((ياعدل يا حكيم ، احكم بيني وبين مَنْ قطع هذين الكفّين)).
    ولمّا دخلت السيّدة زينب (سلام الله عليها) المدينة بعد قتلالحسين ، والرجوع من السبي والتقت نظراتها بنظرات أمّ البنين صاحت : وا أخاه ! واعباساه ! فأجابتها أمّ البنين : وا ولداه ! واحسيناه !
    وأمّا ما ورد في شأن عبادتها وصلاتها ، وتوجّهها إلى الله ،وتفويض الأمر إليه ، فهو شيء جليل مهمّ في سلوك هذه المرأة الحرّة الشريفة الكريمة، ذات الجذر الكريم الأصيل في شتى المكارم والفضائل والسجايا الطيّبة .
    يقول أحد الدارسين لشخصيّة أمّ البنين (سلام الله عليها) : إنّسير العظماء في تاريخ الإسلام ، أعلام إنسانيّة باذخة ، يكبرها لمسلم وغير المسلم ،وإنّ أمّ البنين كانت أقوى جرأة وشجاعة ، وأصلب المؤمنات على تحمّل الصعاب ، تطلبالمجد والكرامة ، والمجد لا ينال إلاّ بالمصاعب ، وركوب المخاطر ، والتضحيةوالاستبسال .
    لقد كانت أمّ البنين القدوة الحسنة ، والمثل الأعلى الذي يُحتذى[به ] ، وكانت عنواناً للثبات والإخلاص ، والبسالة والتضحية ، والفداء والشرف ،والعزّة والكرامة في سبيل الحقّ والعدالة .
    هذه السيّدة المصون ما إنْ بلغها مقتل الحسين (عليه السلام) يومعاشوراء [ حتى ] خنقتها العبرة ، فكانت تبكي بكاء الثكالى ، صباح مساء ، تعبيراً عنمشاعرها وأحزانها . فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، وليضجّ الضاجّون .
    إنّ في حياة هذه السيّدة الجليلة أخباراً طريفة ، وآثاراً ممتعة ،جعلتها مثالاً صالحاً ، وقدوة حسنة في المعارف والصلاح ، وإجابة لله وللرسول الكريمحين أمر محمداً (صلّى الله عليه وآله) بودّ أهل البيت وحبّهم ، وولايتهم والاتّباعلهم ، والتمسّك بعروتهم .
    وجدير بكلّ مسلم أنْ يتبع ، ويتمثل أمر ربّه ، وأمر رسوله الناصحالأمين ، وأن لا يعدل عن هذا الأمر قيد أنملة .
    وثمّة شيء ينبغي أن يعرف ، وهو قد كان لسعة اطّلاعها في الأمور ،وإخلاصها الكريم ، وماضيها المجيد ، أثر حاسم في تعلّق الناس بها ، وثقتهم ومحبّتهمالتي لا حدّ لها بشخصها ، فاستطاعت بحكمتها وصبرها ، وبُعد نظرها التغلب على كلّالصعاب .
    وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ [ على ] حنكتها وجلدها ،ومعدنها الأصيل ضمن إطار الأخلاق العربية ، والتربية الإسلامية الأصيلة ، وتقاليدهافي التعامل مع الجمهور في احترامها لهم ؛ لأنّ المرأة عظيمة المنزلة عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) في العلم والحلم ، والمعارف والصلاح . عظيمة المنزلة عندالناس .
    ويظهر للمتتبّع لأخبار أمّ البنين إنّها كانت مخلصة لأهل البيت ،متمسّكة بولايتهم ، عارفة بشأنهم ، مستبصرة بأمرهم ، فكانت هذه المبجّلة قد أضاءتطريق الإصلاح ، والإصلاح لحالها من دور مهمّ في أحداث التاريخ العربي والإسلامي .
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

    سلمت يمنـاك على
    هذه المشاركة القيمة
    أحسنت على الطرح
    في قمة الروعه
    سلمت أناملك

    تعليق

    يعمل...
    X