قبل أن ندخل إلى صميم البحث لا بد وأن نشير إلى معنى الثورة لغة واصطلاحاً.
أما لغة: فالثورة من الثوران والهياج والوثوب العنيف ضد واقع معين أو حالة يراد تغييرها أو تحطيمها.
فالثائر هو: (الغضبان، ويقال للغضبان أهيج ما يكون: ثار ثائره، وفار فائره)، وقال الأصمعي: (رأيت فلاناً ثائِرَ الرأس إذا رأيته قد اشْعانَّ شعره أي انتشر وتفرق، وفي الحديث: جاءه رجلٌ من أهل نَجْدٍ ثائرَ الرأس يسأله عن الإيمان، أي منتشر شعر الرأس قائمَهُ)(1)
وأما معنى الثورة اصطلاحاً فقد اختلف في تعريفها حسب الاتجاه السياسي، أو المذهبي فكلٌ عرفها وفق مذهبه واتجاهه السياسي أو الفكري...
وأما في الإسلام فلم يرد تعريف محدد يصح أن يكون مصطلحاً علمياً، اللهم إلا ما ورد في كتاب اقتصادنا للشهيد الصدر قدس سره الذي عدَّ الدين كله (ثورة لقلب الواقع الفاسد وتحويله إلى واقع سليم)(2)
وقد عُرفت الثورة بتعاريف كثيرة نذكر منها: (تغييرات فجائية وجذرية، تتم في الظروف الاجتماعية والسياسية).
وعرفها بعض مفكري اليسار أنها انتفاضة جماهيرية موجهة ضد الحكام المستبدين، وهادفة إلى إقامة حكم حر ديموقراطي.
وأما أصحاب النزعة السيكولوجية كنيتشه وغوستاف لوبون فقد قالوا: (أن الثورات هي انفجارات شبه بربرية خارجة عن السيطرة، وانفعالات جماهيرية مدمرة...) ووصفها بعضهم أنها (سيكولوجية الحشد).
وأما في التعريف الاجتماعي (السوسيولوجي) أو الوضعي فيذهب أن للاصطلاح معنى وصفياً، ولا يحمل مضمون قيمة، فكل تغيير فجائي جذري وعنيف في نظام الحكم والمجتمع يشكل ثورة .
وفي التفسير الشيوعي أن الثورات تحدث نتيجة ضرورات اقتصادية.
ويذهب - لينين بالإضافة إلى ما قاله ماركس - أن الثورة (ضرورة لخلق تنظيم سري منضبط ومركزي من ثوريين محترفين ذوي خبرة ودراية نظرية للإعداد للانتفاضات المسلحة، ولتوجيه حركات الجماهير الثورية).
وذهب بعض علماء الاجتماع بأنها: (تغيير مفاجئ وسريع وعنيف نسبياً للقانون الرسمي البالي للجماعات، أو المؤسسات ولنظام القيم التي تمثلها).
وعرفها سيغموند نيومان بأنها: (تغيير أساسي كاسح في التنظيم السياسي، والبنيان الاجتماعي، والتحكم في الملكية الاقتصادية، والأسطورة السائدة عن نظام اجتماعي مما يسير إلى حدوث انكسار رئيسي في استمرار التطور)(3)
وأما الثورة في الإسلام فلكي نصل إلى تعريف دقيق لمعناها لا بد وأن نقرر أولاً: إن الإسلام إنما جاء لتغيير الواقع الاجتماعي فكرياً وسياسياً... في أعماق النفس وفي جميع مرافق الحياة، فله حركتان: حركة في داخل النفس لمقاومة الأهواء والشهوات، وحركة في المجتمع لمقاومة الطاغوت، وما يتفرع عنه من انحرافات...
وتأسيساً على ذلك أن الثوري هو الذي ينطلق من داخل نفسه فأول ما يثور يثور على نفسه؛ ليخضعها لعقله ولمنطقه كي يُعَبّدها لله تعالى بالتهذيب، والتزكية، والتربية، والإعداد، فإذا انتصر على نفسه استطاع أن يثور على الواقع الفاسد ويقلبه إلى واقع سليم، وما لم ينتصر على نفسه، ويخضعها، ويذللها لحكم الشرع المقدس لا يمكن أن يسمى ثورياً في منطق الإسلام؛ وذلك لأنه إذا لم يخضع نفسه لله فإن ثورته على الواقع لا تكون لإصلاح الواقع، وإنما لأجل الاستحواذ عليه واستثماره لأغراضه الشخصية، وأهوائه المادية أو المعنوية...
ومن هنا يكون منطق الثورة هو تغيير الواقع الفاسد إلى واقع صحيح سليم، ويتحقق بهذا الهدف أساليب عديدة فكرية وسياسية واجتماعية، فعندما ينطلق الثائر لتغيير هذا الواقع لا بد أن يكون ذات مستوى فكري رفيع، ونضوج انفعالي، ووعي سياسي اجتماعي يؤهله لذلك، فالنضوج الفكري في العقائد الإسلامية يحدد وجهة نظره للكون والحياة، والنضوج الانفعالي يفتح أمامه القلوب والنفوس، والوعي السياسي يعرفه كيف يتعامل مع الواقع الاجتماعي والسياسي. وبناء على ذلك يصح تعريف الثورة على ما جاء في قلم الرائد الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله:
(إن الثورة تعني التحرك نحو تحقيق الشروط الموضوعية لتحضير الأرض، وتنقيتها من كل العوامل المضادة للتغيير، وتهيئة الأوضاع الملائمة في الجوانب السلبية والإيجابية، لحركة الدولة في تنظيم الأوضاع الإنسانية والحياتية على أساس الواقع الرسالي)(4)
ولكن هذا التعريف ينطبق على وجود دولة ولربما يصح في حالة عدم وجودها، ولكنه لا يعطي صورة دقيقة للثائر في الكفاح السلبي لإيجاد الدولة ومكافحة الظالمين... فكل ما في الإسلام من عقيدة ونظام هو ثورة كما يقول الثائر الحسيني الشهيد الصدر: (فالتوحيد هو جوهر العقيدة الإسلامية، وبالتوحيد يحرِّر الإسلامُ الإنسانَ من عبودية غير الله (لا إله إلا الله)، ويرفض كل أشكال الألوهية المزيفة على مر التأريخ، وهذا هو تحرير الإنسان من داخل، ثم يقرر - كنتيجة طبيعية لذلك - تحرير الثروة والكون من أي مالك سوى الله، وهذا هو تحرير الإنسان من خارج... وبذلك حطم الإسلام كل القيود المصطنعة والحواجز التاريخية التي كانت تعوق تقدم الإنسان وكدحه إلى ربه وسيره الحثيث نحوه...)(5)
وهكذا نصل إلى تعريف دقيق أن الثورة في الإسلام هي حركة نحو الله، وتحطيم لكل الحواجز الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي تعيق حركة الإنسان نحو بارئه وخالقة؛ وذلك لأن الإسلام (ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وعلى ألوان الاستغلال والاستعباد)(6)
أو قل: هي القيام والتحرك المخطط المدروس ضمن قواعد الشرع المقدس لاجتثاث جذور الظلم والطغيان وكل أنواع الاستعباد.
وبناء على هذا التعريف تكون ثورة الحسين (ع) - والتي تمثلت بها كل أبعاد الرسالة الإلهية - هي الثورة الأم لكل الثورات التي جاءت بعدها ورسمت الطريق إلى الله بأسلوب المقاومة المسلحة بعد أن استنفذت كل والوسائل والأساليب الأخرى .
فهي ثورة مدروسة ومخطط لها منذ الأزل ودليل هذا معاملة الرسول (ص) مع الحسين (ع) وإبداء عواطفه من البكاء والحب والتصريح بمقتله والحسين لم يزل في مهده رضيعاً، وتصريحات أمير المؤمنين (ع) وهو يمر بأرض الغاضرية، كما أن خطط الحسين (ع) المدروسة والمتقنة والمقننة بدقة متناهية دليل آخر على ذلك؛ (فأحاديث الإمام الحسين (ع) وخطبه - ليس فقط تلك التي أوردها أثناء تحركه، بل ومنذ اليوم الذي توفي فيه معاوية - إضافة إلى الرسائل المتبادلة بينه وبين معاوية، والخطب التي ألقاها (ع) في المواقع المختلفة، لا سيما تلك الخطبة الشهيرة التي ألقاها في منى، وهو يحدّث جمعاً من صحابة النبي، والتي تروى عنه في (تحف العقول)، وهي خطبة مفصلة وغراء، كل ذلك يدل على أن هذه النهضة كانت نهضة واعية تماماً، وهي ثورة بالفعل لكنها ليست انفجاراً، نعم ثورة إسلامية وليست انفجاراً انفعالياً)(7) إذن لا بد لنا (أن نعرف بأن ثورة الإمام الحسين (ع) هي ثورة واعية، كان يدرك أهدافها جميع من اشترك فيها، هو مع أهل بيته وأنصاره، وليست انفجاراً عفوياً، والثورة الواعية يمكن لها أن تحمل في طياتها ماهيات مختلفة ومتعددة، وفي الحقيقة فإن العوامل المؤثرة في تكوين النهضة الحسينية متعددة، الأمر الذي جعل ثورة الحسين ذات أبعاد مختلفة، وسمات متعددة، وليست ثورة البعد الواحد)(8)
وهكذا بقي الحسين (ع) ثورة ملتهبة في قلوب شيعته وكل دعاة التحرر والإصلاح كما جاء في حديث الإمام الصادق (ع): (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً)(9)
الهوامش:
(1) ابن منظور، لسان العرب: 4/108 .
(2) الشهيد الصدر، اقتصادنا: 331 .
(3) ينظر في التعاريف السابقة موسوعة السياسة: 1/870-875 .
(4) الحركة الإسلامية هموم وقضايا: 211 .
(5) الإسلام يقود الحياة: 32 .
(6) المصدر نفسه: 33 .
(7) الشهيد المطهري، الملحمة الحسينية: 2/229 .
(8) المصدر نفسه: 2/231.
(9) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل: 10/318.
أما لغة: فالثورة من الثوران والهياج والوثوب العنيف ضد واقع معين أو حالة يراد تغييرها أو تحطيمها.
فالثائر هو: (الغضبان، ويقال للغضبان أهيج ما يكون: ثار ثائره، وفار فائره)، وقال الأصمعي: (رأيت فلاناً ثائِرَ الرأس إذا رأيته قد اشْعانَّ شعره أي انتشر وتفرق، وفي الحديث: جاءه رجلٌ من أهل نَجْدٍ ثائرَ الرأس يسأله عن الإيمان، أي منتشر شعر الرأس قائمَهُ)(1)
وأما معنى الثورة اصطلاحاً فقد اختلف في تعريفها حسب الاتجاه السياسي، أو المذهبي فكلٌ عرفها وفق مذهبه واتجاهه السياسي أو الفكري...
وأما في الإسلام فلم يرد تعريف محدد يصح أن يكون مصطلحاً علمياً، اللهم إلا ما ورد في كتاب اقتصادنا للشهيد الصدر قدس سره الذي عدَّ الدين كله (ثورة لقلب الواقع الفاسد وتحويله إلى واقع سليم)(2)
وقد عُرفت الثورة بتعاريف كثيرة نذكر منها: (تغييرات فجائية وجذرية، تتم في الظروف الاجتماعية والسياسية).
وعرفها بعض مفكري اليسار أنها انتفاضة جماهيرية موجهة ضد الحكام المستبدين، وهادفة إلى إقامة حكم حر ديموقراطي.
وأما أصحاب النزعة السيكولوجية كنيتشه وغوستاف لوبون فقد قالوا: (أن الثورات هي انفجارات شبه بربرية خارجة عن السيطرة، وانفعالات جماهيرية مدمرة...) ووصفها بعضهم أنها (سيكولوجية الحشد).
وأما في التعريف الاجتماعي (السوسيولوجي) أو الوضعي فيذهب أن للاصطلاح معنى وصفياً، ولا يحمل مضمون قيمة، فكل تغيير فجائي جذري وعنيف في نظام الحكم والمجتمع يشكل ثورة .
وفي التفسير الشيوعي أن الثورات تحدث نتيجة ضرورات اقتصادية.
ويذهب - لينين بالإضافة إلى ما قاله ماركس - أن الثورة (ضرورة لخلق تنظيم سري منضبط ومركزي من ثوريين محترفين ذوي خبرة ودراية نظرية للإعداد للانتفاضات المسلحة، ولتوجيه حركات الجماهير الثورية).
وذهب بعض علماء الاجتماع بأنها: (تغيير مفاجئ وسريع وعنيف نسبياً للقانون الرسمي البالي للجماعات، أو المؤسسات ولنظام القيم التي تمثلها).
وعرفها سيغموند نيومان بأنها: (تغيير أساسي كاسح في التنظيم السياسي، والبنيان الاجتماعي، والتحكم في الملكية الاقتصادية، والأسطورة السائدة عن نظام اجتماعي مما يسير إلى حدوث انكسار رئيسي في استمرار التطور)(3)
وأما الثورة في الإسلام فلكي نصل إلى تعريف دقيق لمعناها لا بد وأن نقرر أولاً: إن الإسلام إنما جاء لتغيير الواقع الاجتماعي فكرياً وسياسياً... في أعماق النفس وفي جميع مرافق الحياة، فله حركتان: حركة في داخل النفس لمقاومة الأهواء والشهوات، وحركة في المجتمع لمقاومة الطاغوت، وما يتفرع عنه من انحرافات...
وتأسيساً على ذلك أن الثوري هو الذي ينطلق من داخل نفسه فأول ما يثور يثور على نفسه؛ ليخضعها لعقله ولمنطقه كي يُعَبّدها لله تعالى بالتهذيب، والتزكية، والتربية، والإعداد، فإذا انتصر على نفسه استطاع أن يثور على الواقع الفاسد ويقلبه إلى واقع سليم، وما لم ينتصر على نفسه، ويخضعها، ويذللها لحكم الشرع المقدس لا يمكن أن يسمى ثورياً في منطق الإسلام؛ وذلك لأنه إذا لم يخضع نفسه لله فإن ثورته على الواقع لا تكون لإصلاح الواقع، وإنما لأجل الاستحواذ عليه واستثماره لأغراضه الشخصية، وأهوائه المادية أو المعنوية...
ومن هنا يكون منطق الثورة هو تغيير الواقع الفاسد إلى واقع صحيح سليم، ويتحقق بهذا الهدف أساليب عديدة فكرية وسياسية واجتماعية، فعندما ينطلق الثائر لتغيير هذا الواقع لا بد أن يكون ذات مستوى فكري رفيع، ونضوج انفعالي، ووعي سياسي اجتماعي يؤهله لذلك، فالنضوج الفكري في العقائد الإسلامية يحدد وجهة نظره للكون والحياة، والنضوج الانفعالي يفتح أمامه القلوب والنفوس، والوعي السياسي يعرفه كيف يتعامل مع الواقع الاجتماعي والسياسي. وبناء على ذلك يصح تعريف الثورة على ما جاء في قلم الرائد الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله:
(إن الثورة تعني التحرك نحو تحقيق الشروط الموضوعية لتحضير الأرض، وتنقيتها من كل العوامل المضادة للتغيير، وتهيئة الأوضاع الملائمة في الجوانب السلبية والإيجابية، لحركة الدولة في تنظيم الأوضاع الإنسانية والحياتية على أساس الواقع الرسالي)(4)
ولكن هذا التعريف ينطبق على وجود دولة ولربما يصح في حالة عدم وجودها، ولكنه لا يعطي صورة دقيقة للثائر في الكفاح السلبي لإيجاد الدولة ومكافحة الظالمين... فكل ما في الإسلام من عقيدة ونظام هو ثورة كما يقول الثائر الحسيني الشهيد الصدر: (فالتوحيد هو جوهر العقيدة الإسلامية، وبالتوحيد يحرِّر الإسلامُ الإنسانَ من عبودية غير الله (لا إله إلا الله)، ويرفض كل أشكال الألوهية المزيفة على مر التأريخ، وهذا هو تحرير الإنسان من داخل، ثم يقرر - كنتيجة طبيعية لذلك - تحرير الثروة والكون من أي مالك سوى الله، وهذا هو تحرير الإنسان من خارج... وبذلك حطم الإسلام كل القيود المصطنعة والحواجز التاريخية التي كانت تعوق تقدم الإنسان وكدحه إلى ربه وسيره الحثيث نحوه...)(5)
وهكذا نصل إلى تعريف دقيق أن الثورة في الإسلام هي حركة نحو الله، وتحطيم لكل الحواجز الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية التي تعيق حركة الإنسان نحو بارئه وخالقة؛ وذلك لأن الإسلام (ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وعلى ألوان الاستغلال والاستعباد)(6)
أو قل: هي القيام والتحرك المخطط المدروس ضمن قواعد الشرع المقدس لاجتثاث جذور الظلم والطغيان وكل أنواع الاستعباد.
وبناء على هذا التعريف تكون ثورة الحسين (ع) - والتي تمثلت بها كل أبعاد الرسالة الإلهية - هي الثورة الأم لكل الثورات التي جاءت بعدها ورسمت الطريق إلى الله بأسلوب المقاومة المسلحة بعد أن استنفذت كل والوسائل والأساليب الأخرى .
فهي ثورة مدروسة ومخطط لها منذ الأزل ودليل هذا معاملة الرسول (ص) مع الحسين (ع) وإبداء عواطفه من البكاء والحب والتصريح بمقتله والحسين لم يزل في مهده رضيعاً، وتصريحات أمير المؤمنين (ع) وهو يمر بأرض الغاضرية، كما أن خطط الحسين (ع) المدروسة والمتقنة والمقننة بدقة متناهية دليل آخر على ذلك؛ (فأحاديث الإمام الحسين (ع) وخطبه - ليس فقط تلك التي أوردها أثناء تحركه، بل ومنذ اليوم الذي توفي فيه معاوية - إضافة إلى الرسائل المتبادلة بينه وبين معاوية، والخطب التي ألقاها (ع) في المواقع المختلفة، لا سيما تلك الخطبة الشهيرة التي ألقاها في منى، وهو يحدّث جمعاً من صحابة النبي، والتي تروى عنه في (تحف العقول)، وهي خطبة مفصلة وغراء، كل ذلك يدل على أن هذه النهضة كانت نهضة واعية تماماً، وهي ثورة بالفعل لكنها ليست انفجاراً، نعم ثورة إسلامية وليست انفجاراً انفعالياً)(7) إذن لا بد لنا (أن نعرف بأن ثورة الإمام الحسين (ع) هي ثورة واعية، كان يدرك أهدافها جميع من اشترك فيها، هو مع أهل بيته وأنصاره، وليست انفجاراً عفوياً، والثورة الواعية يمكن لها أن تحمل في طياتها ماهيات مختلفة ومتعددة، وفي الحقيقة فإن العوامل المؤثرة في تكوين النهضة الحسينية متعددة، الأمر الذي جعل ثورة الحسين ذات أبعاد مختلفة، وسمات متعددة، وليست ثورة البعد الواحد)(8)
وهكذا بقي الحسين (ع) ثورة ملتهبة في قلوب شيعته وكل دعاة التحرر والإصلاح كما جاء في حديث الإمام الصادق (ع): (إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً)(9)
الهوامش:
(1) ابن منظور، لسان العرب: 4/108 .
(2) الشهيد الصدر، اقتصادنا: 331 .
(3) ينظر في التعاريف السابقة موسوعة السياسة: 1/870-875 .
(4) الحركة الإسلامية هموم وقضايا: 211 .
(5) الإسلام يقود الحياة: 32 .
(6) المصدر نفسه: 33 .
(7) الشهيد المطهري، الملحمة الحسينية: 2/229 .
(8) المصدر نفسه: 2/231.
(9) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل: 10/318.
تعليق