مشروعية الزيارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    مشروعية الزيارة

    قال الإمام الرضا (ع): ((إن لكلِّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد، وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة))(1).

    مشروعية الزيارة :
    لقد تواترت الأحاديث والروايات في استحباب زيارة قبور الرسل والأنبياء وأوصيائهم (ع) لا سيما قبر خاتم الرسل (ص) ، وقبور آله الطاهرين، وثبت بالطرق الصحيحة أن الرسول الأكرم (ص) كان يزور البقيع، وشهداء أُحُد، وعلى هداه سار أهل بيته (ع) وأصحابه المخلصين، بل يكاد هذا الأمر أن يكون مجمعاً عليه عند جميع المسلمين، ولم يشذ عن ذلك إلا ابن تيمية، ومن سار على نهج الوهابية، فقد روى ابن سعد في الطبقات بسنده إلى بن أبي مليكة قال: ((رحت من منزلي، وأنا أريد منزل عائشة فتلقتني على حمار فسألت بعض من كان معها قال: زارت قبر أخيها عبد الرحمن))(2).
    وعلق شيخ الإسلام تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة 756هـ على الرواية، فقال: ((ومقصودنا أن زيارة ما عدا قبر النبي مما يثاب الشخص على فعله وقد يتأكد بحسب بعض الأحوال فزيارة القريب آكد من غيره، وتَطَلِب لمعنى فيه مختص به؛ وهو القرابة، وزيارة غير القريب أيضاً مستحبة؛ للاعتبار، والترحم والدعاء؛ وذلك في كل المسلمين))(3).
    ثم قال: ((وإذا زار قبراً معيّناً، يكون مؤدياً للسنة بما تضمنه من زيارة جنس القبور، ولا نقول: إن زيارة ذلك القبر المعيَّن بخصوصه سُنَّة، حتى يرد فيها فضل خاص، أو نعرف صلاحه فإن زيارة جميع الصالحين قربة كما يقولون: إن الصلاة في المسجد مطلوبة، ولا نقول الصلاة في مسجد بعينه مطلوبة، إلا في الثلاثة التي شهد الشرع بها، ويقوم ما هو الأفضل منها كالمسجد الحرام عن غيره))(4).
    وقد جاء في استحباب زيارة القبور أحاديث كثيرة عن طريق أهل السنة فضلاً عما ورد في كتب الشيعة، ونحن نذكر بعضاً من تلك الأحاديث على ما جاء في كتب أهل السنة لإبطال مبتدعات الوهابية الضالة الذين كَفَّروا من يزور القبور ورموا كل من يزور قبر رسول الله (ص) بالشرك فضلاً عمن يزور القبور الأخرى: فعن عائشة أنها قالت: ((كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون))(5).
    وقال النووي: ((ويستحب للرجال زيارة القبور لما روى أبو هريرة قال: زار رسول الله (ص) قبر أمه فبكى، وأبكى مَن حوله...، ثم قال: فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت، والمستحب أن يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين ،وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويدعو لهم لما روت عائشة: أن النبي (ص) كان يخرج إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد))(6) .
    ومن حديث طويل عن عائشة أيضاً، قالت: قال (ص): ((فإن جبريل آتاني حين رأيتِ فناداني، فأخفاه منك، فأجبته، فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك... فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ...))(7) .
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): ((زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة))(8) .
    وعن عائشة: ((إن رسول الله (ص) رخص في زيارة القبور))(9) .
    وفي حديث آخر: ((إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها تذكركم الآخرة))(10) .
    وعن ثوبان: إن رسول الله (ص) قال: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم، واستغفاراً لهم))(11).
    وهذا غيض من فيض من الأحاديث الواردة في هذا الباب إضافة إلى ما ورد عن أئمة أهل البيت (ع) ، ويؤكد المؤرخون والمحدثون: أن فاطمة الزهراء (ع) كانت تزور قبر عمها حمزة ترمه، وتصلحه وقد تَعْلِمَنَهُ بحجر(12) فقد روي الحاكم عن علي (ع) أن ((فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي عنده وتبكي))(13).
    وروي عن الإمام الباقر (ع) أن ((فاطمة (ع) كانت تزور قبور الشهداء بين اليومين والثلاثة فتصلي هناك، وتدعو وتبكي حتى ماتت))(14).
    إذن كل هذه الأحاديث، والسيرة العملية لرسول الله (ص) تدل دلالة واضحة أن زيارة القبور بصورة عامة عمل مستحب ومشروع، ولا غبار عليه، خلافاً لما أفتى به ابن تيمية الذي خالف جميع المسلمين.
    وقد أورد السبكي خمسة عشر حديثاً استدل بها على مشروعية زيارة قبر الرسول (ص) وأبطل بها مبتدعات ابن تيمية بعد أن حقق أسانيدها، ونحن نذكر هذه الأحاديث ففيها الكفاية في دحض مفتريات ابن تيمية، قال (ص): ((من زار قبري وجبت له شفاعتي))(15) .
    ((من زار قبري حلت له شفاعتي))(16) .
    ((من جاءني زائراً لا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة))(17) .
    ((من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي))(18).
    ((من حج البيت، ولم يزرني فقد جفاني))(19) .
    ((من زار قبري)) أو((من زارني))، ((كنت شفيعاً له)) أو ((شهيداً))(20).
    ((من زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة))(21).
    ((من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي))(22).
    ((من حج حجة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة وصلّى عليَّ في بيت المقدس، لم يسأله الله عز وجلّ فيما افترض عليه))(23).
    ((من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حي))(24).
    ((من زارني في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً وشهيداً)) وفي رواية: ((من زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة))(25).
    ((ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر)) وعن أنس: ((من زارني ميتاً فكأنّما زارني حياً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني فليس له عذر))(26).
    ((من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً)) أو قال: ((شفيعاً))(27).
    ((من لم يزر قبري فقد جفاني))(28).
    ((من أتى المدينة زائراً لي، وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بُعث آمناً))(29).
    هذه الأحاديث قد رواها السبكي في شفاء السقام، وحققها سنداً، واستدل بها متناً على مشروعية زيارة الرسول الأكرم (ص) وقد رويت معظم هذه الأحاديث عن طرق أهل البيت (ع) مع اختلاف طفيف في متونها، ونذكر بعضها تأييداً وتيمناً بها:فعن هارون عن ابن صدقة،عن الصادق أن النبي (ص) قال: ((من زارني حياً وميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة))(30).
    عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: ((قال رسول الله (ص): من أتى مكة حاجاً، ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن جاءني زائرا،ً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي، وجبت له الجنة))(31) .
    وقال رسول الله (ص): ((من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة))(32).
    وعنه (ص): ((من زارني في حياتي، وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة))(33).
    وعن الإمام علي بن أبي طالب (ع) قال: ((قال رسول الله (ص): من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة))(34).
    والأحاديث في ذلك متواترة، وقد ذكر صاحب البحار سبعاً وثلاثين حديثاً إضافة إلى أحاديث أخرى فيما يجب أن يعمل في مسجد الرسول (ص) وبيان ثوابه وإعطاءه بعداً تربوياًً وفكرياً وروحياً وأخلاقياً.

    الهوامش: (1) ثقة الإسلام الكليني، الفروع من الكافي: 4/567، كامل الزيارات: 237، وعلل الشرايع:2/459، عيون أخبار الرضا: 1/292، من لا يحضره الفقيه:2/577، تهذيب الأحكام: 6/79.
    (2) شيخ الإسلام تقي الدين السبكي المصري الشافعي: شفاء السقام في زيارة خير الأنام:194.
    (3) المصدر نفسه: 195.
    (4) المصدر نفسه.
    (5) النووي، شرح صحيح مسلم: 7/41، ط/دار الكتاب العربي، بيروت 1987م و1407هـ.
    (6) محيي الدين النووي، المجموع: 5/309.
    (7) النووي، شرح صحيح مسلم: 44.
    (8) سنن ابن ماجة: 1/500، باب ما جاء في زيارة أهل القبور.
    (9) المصدر نفسه.
    (10) الهيثمي، مجمع الزوائد: 3/58.
    (11) المصدر نفسه: 59.
    (12) ابن أبي شيبة، وفاء الوفا: 2/112.
    (13) د.محمد بيومي مهران، السيدة فاطمة الزهراء (ع): 134.
    (14) المصدر نفسه.
    (15) رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما، راجع تحقيق السند في شفاء السقام: 65-66.
    (16) رواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز في مسنده، راجع شفاء السقام: 81 .
    (17) رواه الدار قطني في أماليه والطبراني في معجمه الكبير: 12/291، 13149.
    (18) رواه الدار قطني في سننه ورواه غيره أيضاً.
    (19) رواه ابن عدي في الكامل: 7/2480.
    (20) رواه أبو داود الطّياليسي: 1/12، وانظر منحة المعبود: 1/228.
    (21) رواه أبو جعفر العقيلي: 4/361، 1973.
    (22) في تلخيص الحبير: 7/415، ورواه الدار قطني، وفي طريق آخر بلفظ (وفاتي) بدل (موتي).
    (23) رواه الحافظ أبو الفتوح اليعقوبي في الجزء الثاني من فوائده.
    (24) رواه أبو الفتوح سعيد بن محمّد بن إسماعيل اليعقوبي في جزء له فيه فوائد.
    (25) تفصيل سند الحديث في شفاء السقام:110-112.
    (26) تفصيل سند الحديث في شفاء السقام: 112. (27) المصدر نفسه.
    (28) المصدر نفسه: 114.
    (29) لاحظ وفاء الوفى للسمهودي: 4/1348، والدرة الثمينة: 397، ورفع المنارة للممدوح المحمود: 327-329.
    (30) المحدث المجلسي بحار الانوار: 100/139.
    (31) المصدر نفسه : 100/130.
    (32) المصدر نفسه: 100/ 142.
    (33) المصدر نفسه: 143.
    (34) المصدر نفسه .
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم

    سلمت يمنـاك على
    هذه المشاركة القيمة
    أحسنت على الطرح
    في قمة الروعه
    سلمت أناملك

    تعليق

    يعمل...
    X