كما أن الحق المتعال هو ( جاعل ) المودة في نفوس الأزواج فكذلك هو ( الرافع ) لها ، فالجاعل المختار في جَـعْله هو المبطل لما جَـعَله أيضاً كما هو معلوم ..وهذا هو السر في انتكاس علاقات الأزواج بعد طول مودة وصحبة ..فإن كثرة الذنوب منهما وظلم أحدهما للآخر ، بما يؤول إلى ظلم من تحت أيديهم من النفوس البريئة المولودة على الفطرة ، لمن أعظم موجبات سلب هذه المودة المجعولة ، فيحل محلها البغض والنفور لأتفه الأسباب بما يؤدي إلى الطلاق أو العيش المنغّـص ..وواقع الأمر أن عنصر الألفة والمودة مفتقدٌ في كثيرٍ من العلاقات الزوجية ، وخاصة بعد مضي السنوات الأولى من الزواج ..وأما ما هو المتعارف مما يعتبره الخلق ( ألفةً ) ومودة ، إنما هو حبٌ ( للتلذذ ) والاستمتاع ، المستلزم لحب من يتلذذ بها ، والشاهد على ذلك ، إنقطاع تلك الألفة بانتفاء التلذذ منها ، أو العثور على من يتلذذ بها أكثر منها .
جعل المودة ورفعها
تقليص
X
تعليق