المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات غابرة في زمن عابر


محـب الحسين
11-06-2009, 09:05 PM
http://www.up-00.com/dqfiles/z4M88428.gif



**الشّـــــــــاعر**




ها أنت ذا ،

أيّها المفجوع بصمتك على عتبات الزّمان والأمكنة، تحتسي العمر أقداحا بلا نخب...

لا الأرض من خلفك استقرت ولا السماء أضاءت من أمامك الطريق...

على قلق تنحت في المجهول اسمك ...


برنس النسيان غطّى مياسم الأمل بداخلك ولفّك بذكرياتك المرهقة وهي تشتعل في هشيم صبرك بلا شفقة..

وأنت كما أنت دائما لا تتغيّر ولا تريد لنفسك أن تتجمّل ...

مهوس بقتل الورد في جنان عشقك لا تدرك ما ترسمه الأيام ولا تصغي إلى همسها...

فأين تمضي والمدن من حولك تتجمّل لزائريها ومتى يرسي بك الرحيل في ميناء العدم والفناء ...

كم دروبا قطعتها وحيدا في بلاد أضيق من خطوك...

كم مواعيد مع الفرح أخلفتها يا من يحترق بنار الأسئلة،

ولا ينطفئ كشمعة في ليلة مطر مهملة على قارعة طريق تلفّه الدّياجير...

ها أنت ذا تحاصرك السّنون الهازئة بأمانيك الحارقة، تسرق من الحلم أريجه ،

ومن الورد نداه في غفلة من عمره القصير،

و لا تبالي إن أزف الرحيل أو أخطأك لرحلة قادمة...

تمضي مكفنا بحلمك ساقطا من كل الحسابات،

ومرفوعا على نعش الوهم الذّي يتراقص برقا خلّباأمام ناظريك...

ستأكلك المواعيد وتستنزفك مراسم الفرحة المؤجّلة...

خذ من عمرك شهقة أو شهقتين للذّكرى وارتم في يمّ المستحيل...



هناك...



في محطّة الأحزان ..



لن تجد من ينتظرك فقطار عمرك مترهّل ولا سكّر ينتظر قهوتك العجلة...



**الحيــــــاة**

لم يبق في العمر متّسع من الضياع والتّيه حتّى أحبّك أكثر..

كلّ الدّروب أقفرت وفرّت من ثنايا عشقي..

أناالمقطوف من العمر ثمرة للنّسيان والمطحون بذكريات لا تأتي..


لم تخنّي الذّاكرة..



ولكنّ العمر قصير على طوله..

كلّ المواعيد مع الفرح أخلفتها في غفلة وها أنا أمضي في مسالك الصّمت..

جنوبي ينكر شمالي وغربي يتمشرق حدّ التّغرّب فيك..


كأنّي اللّعنة..


أتلفت العمر قهوة وجريدة ونارجيلة للوهم فقدت جمرها واشتعلت فيّ منّي.


**إلى جـــيل نريـــده**



بالأمل وحده-يا فتى- تتطهّر القلوب،

وتنبض أحلامك بلحن الحياة الخالد بعيدا عن عساكر الشّكّ .

وحدك تحارب عناكب اليأس في مرح طفوليّ...

وحدك تنتفض من نعش الوهن والضّعف إلى دروب الحياة الواسعة.

سابق حلمك...



وامرح...



دنيا الكآبة تكفّن الأحلام، وتدثّر مسالك النّور بالموت والضياع...

كن على ضعفك بركان أسئلة لا يهدأ،

وعلى ماضيك سوط استنطاق...

إنّك للحلم خُلقت،

وللبسمة زُرعت...


انظر


من حولك الأيام وهي تمضي مستهزئة بالزّمن الذّي يأسرنا،متطاولة على سعينا.

منها...


من خناجرها تعلو حناجر الأمل المشرق،

وتستقبل الغد المتفائل،

تعيشه على التّرقّب والانتظار ويعيشك سنابل تبتهل للغذاء ،

وزهرة تتفتّح في آفاق الرغبة.