من المسائل المهمة في حياة الإنسان مسألة العِصَم والستر، وهما أمران أساسيان في حياته، ومن دونهما لا يستطيع العيش فالله هو العاصم وهو الساتر.
ما هي هذه الأستار والعصم التي تحمي الإنسان؟
وما هو دورهما في حياة ابن آدم؟
وكيف تهتك الذنوبُ تلك العصم؟
العصمة هي الوقاية التي تحمي الإنسان من المؤثرات الخارجية، والنوازع النفسية، والدوافع الشهوانية؛ لكي لا يتأثر بها قلب الإنسان وروحه وضميره،وقد جعل الله علينا أستاراً، وحصانات ووقايات تقينا من ارتكاب الذنوب.
عندما تخترق الذنوب هذه الأستار يبقى الإنسان عارياً من دون وقاية له من الشياطين، والمغريات والهوى، وحينئذ يقع تحت سيطرة المغريات والشياطين، لأن الذنوب هتكن العصمة التي كانت عليه فأصبح فريسة الشيطان.
إن الأستار المادية تؤدي دورين مهمين في حياتنا اليومية: تسترنا عن الناظرين، وتحمينا من الحر والبرد، وهذا ينطبق على ما نحن فيه، فالأستار المعنوية لها أيضاً دورين أساسين في حياتنا:
الأول: إنها تستر عيوبنا وقبائحنا عن أعين الناظرين.
الثاني: تحمينا من الوقوع في الذنوب والمعاصي، والله تعالى قد ألقى علينا كلا السترين.
الستر الأول: ستر سوءاتنا، ورغباتنا،وشهواتنا،ونزواتنا، وكل ما يتنافى مع الذوق الإنساني السليم إن الحيوان عاري الجسم، والروح، والنفس، وشهواته مكشوفة في كل حالاته أكلاً، ونزواً وافتراساً...الخ. أما الإنسان فيستطيع أن يخفي ويستر ميوله: حبه، وكراهيته، وجوعه...الخ، فالله جعل عليه ستراً يستر عوراته، يقول تعالى: ((يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)) (الأعراف:26)
والستر الذي جعله الله للإنسان على قسمين:
1- ستر تكويني.
2- عناية خاصة من الله يستر بها على الإنسان، فالله بعنايته الخاصة يستر على عباده المؤمنين فيستر عوراتهم، وقبائح أعمالهم عن الناس، بل أحياناً يستر عليهم حتى عن الملكين المراقبين له وهما: الرقيب، والعتيد فقد ورد في الحديث عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: (إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله، ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما: مغفورا لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المسألة، قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما فإن لهما سراً، وقد ستر الله عليهما، قال إسحاق: فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما، وقد قال الله عز وجل: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) (ق:18) قال: فتنفس أبو عبد الله (ع) الصعداء، ثم بكى حتى أخْضَلت دموعُه لحيته وقال: يا إسحاق إن الله تبارك وتعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالاً لهما، وإنه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما، ولا تعرف كلامهما فإنه يعرفه، ويحفظه عليهما عالِمُ السر وأخفى)
أهمية الستر:
لولا هذا الستر لما استطاع الإنسان أن يعيش مع الآخرين، فلو عراه الله عن هذا الستر الخاص فضلاً عن العام ؛ لكشفت سرائر الناس بعضهم لبعض، ولاضطربت الحياة الاجتماعية، ولأختل نظام حياة الإنسان، وهذا الستر هو مظهر من مظاهر صفات الله، وأسمائه الحسنى فهو تعالى الجميل والستار.
الذنوب التي يرتكبها الإنسان تُسقط هذا الستر عنه بمعناه الخاص يعني تُسقط عنه العناية الخاصة، يقول الإمام الصادق (ع): (إن لله تبارك وتعالى جعل على عبده المؤمن أربعين جُنّة، فمتى أذنب ذنباً كبيراً رفع عنه جنة، فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجُنَن عنه ويبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة، وفي الأرض على ألسنة الناس، ولا يرتكب ذنباً إلا ذكروه، ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر وقد أمرتنا بحفظه، فيقول (ع): ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيراً "ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يؤول بعدها إلى خير أبداً")
وعن أمير المؤمنين (ع) قال: (قال رسول الله (ص): للمؤمن اثنان وسبعون ستراً، فإذا أذنب ذنباً إنهتك عنه ستر، فإن تاب رده الله (عليه وسبعين معه)، فإن أبى إلا قدماً في المعاصي، تهتك عنه أستاره فإن تاب ردها الله، ومع كل ستر منها سبعة أستار، فإن أبى إلا قدماً قدماً في المعاصي، تهتكت أستاره وبقي بلا ستر، وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة: أن استروا عبدي بأجنحتكم، فإن بني آدم يُعَيرون، ولا يُغَيرون، وأنا أُغير ولا أُعير، فإن أبى إلا قدماً في المعاصي، شكت الملائكة إلى ربها، ورفعت أجنحتها وقالت: أي رب، إن عبدك هذا قد آذانا مما يأتي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال: فيقال لهم: كفوا عنه أجنحتكم، فلو عمل بخطيئة في سواد الليل، أو في وضح النهار، أو في مفازة، أو في قعر بحر، لأجراه على ألسنة الناس، فاسألوا الله أن لا يهتك أستاركم)
الستر الثاني: العِصم التي يعصمنا الله بها مهمتها الوقاية من ثلاثة أشياء: تحمي الإنسان من أهوائه، وشهواته أولاً، وعن المثيرات الخارجية ثانياً، ففي مقابل كل غريزة في النفس يوجد لها ملائم في واقع الحياة، ففي النفس غريزة حب التسلط والجاه، وفي الحياة توجد الكراسي والمناصب، وفي نفس الإنسان توجد غريزة حب التملك، وفي واقع الحياة بريق الأموال يسلب الألباب، وتحمي الإنسان من الشيطان ثالثاً، الذي يقوم بدور السمسار بين ما في النفس من أهواء وشهوات، وبين بهارج الحياة الدنيا وزخارفها.
وهذه العصم بعبارة موجزة: تعصم الإنسان عن السيئات، والذنوب، والمغريات، والأهواء وعندما يواجه الإنسان هذه الأمور مجرداً عن العصم فسوف يسقط في مستنقعاتها مثلاً لو أردنا أن نمسك حديدة محماة، فلكي لا نحترق لابد أن نستعمل واقياً ؛لكي لا تؤذينا، كذلك في التفاعل مع مغريات الدنيا لا يستطيع أن يتعرض لها بدون وقاية، فإذا تعرضنا لها من دون واقية فإنها ستؤذينا وبالعكس المتسلح بالتقوى لا تؤذيه ولا ترديه يقول أمير المؤمنين (ع): (ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا)
ومهمة هذه العصم تكيف وتلطيف هذه الغرائز الملتهبة في داخل النفس، فلو تعرضنا لها مباشرة بلا لباس التقوى لاحترقنا، ولاحترقت الحياة الاجتماعية، أو على الأقل اختلت حياة الناس أجمع.
ولو أسقط الله عن الإنسان هذه العصم لما أمكن للإنسان أن يكون خليفة الله في الأرض.
ما هي هذه الأستار والعصم التي تحمي الإنسان؟
وما هو دورهما في حياة ابن آدم؟
وكيف تهتك الذنوبُ تلك العصم؟
العصمة هي الوقاية التي تحمي الإنسان من المؤثرات الخارجية، والنوازع النفسية، والدوافع الشهوانية؛ لكي لا يتأثر بها قلب الإنسان وروحه وضميره،وقد جعل الله علينا أستاراً، وحصانات ووقايات تقينا من ارتكاب الذنوب.
عندما تخترق الذنوب هذه الأستار يبقى الإنسان عارياً من دون وقاية له من الشياطين، والمغريات والهوى، وحينئذ يقع تحت سيطرة المغريات والشياطين، لأن الذنوب هتكن العصمة التي كانت عليه فأصبح فريسة الشيطان.
إن الأستار المادية تؤدي دورين مهمين في حياتنا اليومية: تسترنا عن الناظرين، وتحمينا من الحر والبرد، وهذا ينطبق على ما نحن فيه، فالأستار المعنوية لها أيضاً دورين أساسين في حياتنا:
الأول: إنها تستر عيوبنا وقبائحنا عن أعين الناظرين.
الثاني: تحمينا من الوقوع في الذنوب والمعاصي، والله تعالى قد ألقى علينا كلا السترين.
الستر الأول: ستر سوءاتنا، ورغباتنا،وشهواتنا،ونزواتنا، وكل ما يتنافى مع الذوق الإنساني السليم إن الحيوان عاري الجسم، والروح، والنفس، وشهواته مكشوفة في كل حالاته أكلاً، ونزواً وافتراساً...الخ. أما الإنسان فيستطيع أن يخفي ويستر ميوله: حبه، وكراهيته، وجوعه...الخ، فالله جعل عليه ستراً يستر عوراته، يقول تعالى: ((يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)) (الأعراف:26)
والستر الذي جعله الله للإنسان على قسمين:
1- ستر تكويني.
2- عناية خاصة من الله يستر بها على الإنسان، فالله بعنايته الخاصة يستر على عباده المؤمنين فيستر عوراتهم، وقبائح أعمالهم عن الناس، بل أحياناً يستر عليهم حتى عن الملكين المراقبين له وهما: الرقيب، والعتيد فقد ورد في الحديث عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: (إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله، ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما: مغفورا لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المسألة، قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما فإن لهما سراً، وقد ستر الله عليهما، قال إسحاق: فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما، وقد قال الله عز وجل: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)) (ق:18) قال: فتنفس أبو عبد الله (ع) الصعداء، ثم بكى حتى أخْضَلت دموعُه لحيته وقال: يا إسحاق إن الله تبارك وتعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالاً لهما، وإنه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما، ولا تعرف كلامهما فإنه يعرفه، ويحفظه عليهما عالِمُ السر وأخفى)
أهمية الستر:
لولا هذا الستر لما استطاع الإنسان أن يعيش مع الآخرين، فلو عراه الله عن هذا الستر الخاص فضلاً عن العام ؛ لكشفت سرائر الناس بعضهم لبعض، ولاضطربت الحياة الاجتماعية، ولأختل نظام حياة الإنسان، وهذا الستر هو مظهر من مظاهر صفات الله، وأسمائه الحسنى فهو تعالى الجميل والستار.
الذنوب التي يرتكبها الإنسان تُسقط هذا الستر عنه بمعناه الخاص يعني تُسقط عنه العناية الخاصة، يقول الإمام الصادق (ع): (إن لله تبارك وتعالى جعل على عبده المؤمن أربعين جُنّة، فمتى أذنب ذنباً كبيراً رفع عنه جنة، فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجُنَن عنه ويبقى مهتوك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة، وفي الأرض على ألسنة الناس، ولا يرتكب ذنباً إلا ذكروه، ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك الستر وقد أمرتنا بحفظه، فيقول (ع): ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيراً "ما فضحته فارفعوا أجنحتكم عنه فو عزتي لا يؤول بعدها إلى خير أبداً")
وعن أمير المؤمنين (ع) قال: (قال رسول الله (ص): للمؤمن اثنان وسبعون ستراً، فإذا أذنب ذنباً إنهتك عنه ستر، فإن تاب رده الله (عليه وسبعين معه)، فإن أبى إلا قدماً في المعاصي، تهتك عنه أستاره فإن تاب ردها الله، ومع كل ستر منها سبعة أستار، فإن أبى إلا قدماً قدماً في المعاصي، تهتكت أستاره وبقي بلا ستر، وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة: أن استروا عبدي بأجنحتكم، فإن بني آدم يُعَيرون، ولا يُغَيرون، وأنا أُغير ولا أُعير، فإن أبى إلا قدماً في المعاصي، شكت الملائكة إلى ربها، ورفعت أجنحتها وقالت: أي رب، إن عبدك هذا قد آذانا مما يأتي من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال: فيقال لهم: كفوا عنه أجنحتكم، فلو عمل بخطيئة في سواد الليل، أو في وضح النهار، أو في مفازة، أو في قعر بحر، لأجراه على ألسنة الناس، فاسألوا الله أن لا يهتك أستاركم)
الستر الثاني: العِصم التي يعصمنا الله بها مهمتها الوقاية من ثلاثة أشياء: تحمي الإنسان من أهوائه، وشهواته أولاً، وعن المثيرات الخارجية ثانياً، ففي مقابل كل غريزة في النفس يوجد لها ملائم في واقع الحياة، ففي النفس غريزة حب التسلط والجاه، وفي الحياة توجد الكراسي والمناصب، وفي نفس الإنسان توجد غريزة حب التملك، وفي واقع الحياة بريق الأموال يسلب الألباب، وتحمي الإنسان من الشيطان ثالثاً، الذي يقوم بدور السمسار بين ما في النفس من أهواء وشهوات، وبين بهارج الحياة الدنيا وزخارفها.
وهذه العصم بعبارة موجزة: تعصم الإنسان عن السيئات، والذنوب، والمغريات، والأهواء وعندما يواجه الإنسان هذه الأمور مجرداً عن العصم فسوف يسقط في مستنقعاتها مثلاً لو أردنا أن نمسك حديدة محماة، فلكي لا نحترق لابد أن نستعمل واقياً ؛لكي لا تؤذينا، كذلك في التفاعل مع مغريات الدنيا لا يستطيع أن يتعرض لها بدون وقاية، فإذا تعرضنا لها من دون واقية فإنها ستؤذينا وبالعكس المتسلح بالتقوى لا تؤذيه ولا ترديه يقول أمير المؤمنين (ع): (ألا وبالتقوى تقطع حمة الخطايا)
ومهمة هذه العصم تكيف وتلطيف هذه الغرائز الملتهبة في داخل النفس، فلو تعرضنا لها مباشرة بلا لباس التقوى لاحترقنا، ولاحترقت الحياة الاجتماعية، أو على الأقل اختلت حياة الناس أجمع.
ولو أسقط الله عن الإنسان هذه العصم لما أمكن للإنسان أن يكون خليفة الله في الأرض.