العلوية ام موسى الاعرجي
14-01-2015, 06:44 PM
الإمام الحسن عليه السلام واللؤلؤ
مقدمة البحث
إذا أردنا أن نعرّف الإمام الحسن عليه السلام يجب أن نعرّفه إما من خلال معصومٍ مثله من أهل بيته أو من بوابة القرآن الكريم لأن القرآن مساوٍ للإمام الحسن المجتبى لذلك يستطيع التعريف به .
وفي هذا الدرس سنحاول أن نعرّف الإمام الحسن عليه السلام من باب القرآن والعترة.
فالقرآن يصف الإمام الحسن عليه السلام تارةً باللؤلؤ وأخرى بالتين.
نريد أن نفهم كيف أن الإمام الحسن المجتبى (ع) وصف باللؤلؤ ؟
القرآن كلام الله تبارك وتعالى وسعة الكلمة بسعة المتكلّم فهذا العمق والسعة لا يتجلّى في عالم واحد فقط ولا في مرحلة واحدة فهو يأتي الى العوالم المختلفة الى أن يصل الى آخر مرحلة وهو عالم الدنيا فيتجلّى ذلك المعنى العميق بحسب سعة هذا العالم، عالم الدنيا المحدود، وليس بسعة الكلمة.
ومثال على ذلك : السماء تمطر فهذا المطر كلّه في غمامة واحدة ولكن عندما ينزل هذا المطر الى الأرض، الأرض تستوعب من المطر بقدرها لا بقدر المطر وسعته.
كذلك الكلمة الإلهية إذا جاءت من عالم اللّدن فهي بسعة ذلك العالم وإذا تنزّلت من عالم اللّدن الى "أم الكتاب" فهي بسعة "أم الكتاب" والى "اللوح المحفوظ" فهي أيضاً بسعة اللوح المحفوظ وتناسب عالم اللوح المحفوظ، وإذا جاءت الى قلب سيّدنا جبرائيل عليه السلام فهي بسعة قلبه الى أن تهبط على قلب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ثم لسانه ثم مسامع الناس، فالكلمة إذا وصلت الى العربية تجسدت بعالم الأحرف الأبجدية.
ومثال على ذلك : أن الموضوع العلمي الموجود في الذهن إذا أراد صاحب الفكرة تنزيله الى عالم اللفظ واللسان ثم الى عالم الكتابة فهذا الموضوع العلمي يتشكّل بخصائص ذلك العالم، فهذا الموضوع ما دام في العقل والذهن فهو يناسب عالم العقل والذهن والفكر وإذا ظهر على اللسان يتشكل بالكلمات والألفاظ وإذا تنزّل بالورق يتحلّى بحليّ الخطوط والحروف فالمعنى واحد ولكن في كل عالم يتشكّل بذلك الشكل.
القرآن كذلك ((بل هو قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسّه إلا المطهرون)) فالكتاب المكنون لا ينكشف إلا للإنسان الذي شاهد عالم الملكوت بل أعلى من عالم الملكوت.
من هو المطلع على العوالم العلوية للقرآن ؟
• عالم اللوح المحفوظ
• عالم أم الكتاب
إنه المعصوم لأنه الأقرب الى الله سبحانه وتعالى ولأنه الطاهر المطهّر لذلك يحق له الإطلاع على تلك العوالم ((لا يمسّه إلا المطهرون)) .
النتيجة :
إذن كل كلمة تمرّ معنا في اللغة العربية لها عدّة صور ووجودات ومعانٍ.
الآن إذا وضحت المقدمة نبدأ بالبحث :
لكشف التناسب بين اللؤلؤ والإمام الحسن المجتبى عليه السلام يجب أن نعرف
فالطاهر الإمام الصادق عليه السلام أخبرنا بأن اللؤلؤ هو الإمام الحسن سلام الله عليه.
ولكن بنفس الوقت نحن عرب ونعلم بأن الإمام الحسن مختلف باللفظ عن اللؤلؤ فاللؤلؤ شيء والإمام الحسن شيء آخر فكيف يلتقيان ؟
الصادق المصدّق مولانا وسيّدنا ومقتدانا جعفر بن محمد صلوات الله عليه وعلى آله قال لنا بأن في اللوح المحفوظ وأم الكتاب " اللؤلؤ هو الإمام الحسن".
ونحن بما أننا نعتقد بعصمته نصدّق بكل ما يقول ولكن لم نصل الى مرحلة لنشاهد حقيقة الإمام الحسن واللؤلؤ الحقيقي.
• اللؤلؤ لا يقتصر على الذي يستخرج من البحر للحليّ وما شابه لأن هذا المعنى للفظ اللؤلؤ الدنيوي فقط .
فالإمام الصادق لا يقصد أن الإمام الحسن هو لؤلؤ البحر بما هو لؤلؤ.
وإنما لؤلؤ البحر ما هو إلا مظهر صغير جداً من مظاهر جمال اللؤلؤ الحقيقي الذي هو الإمام الحسن المجتبى.
لؤلؤ الإمام الحسن عليه السلام هو لؤلؤ الجمال والصفاء والنور الذي يتناسب مع اللوح المحفوظ وأم الكتاب ثم لؤلؤ الأسماء الإلهية الجمالية ثم جمال الكرم الإلهي وجمال العفو الإلهي ثم آخر جمال هو الجمال الدنيوي بعد أن يمرّ بكل مراحل الجمال في العوالم العلوية :
يقال عن الإمام الحسن إذا فرش بساطه أمام بيته ينقطع المارّة فكل من يشاهد وجهه لا يستطيع أن يخطي خطوات أمامه لحُسن وجهه وجماله وبياضه كبياض اللؤلؤ في عالم الدنيا ونوره هو نور لؤلؤة درّية في عوالم الغيب والملكوت بل أكثر.
لذلك فالحَسن مظهر تام للحُسن والجمال الإلهي بكل عوالم الوجود.
فالصلاة والسلام عليك سيدي يا أبا محمد الحسن المجتبى ما نبض في الوجود عرق لموجود وبعدد أنفاس الخلائق وبعدد من صلى عليك ومن لم يصلي عليك وبعدد خلق ربّنا مما يرى ومما لا يرى.
نحبّك سيدي فاشهد على ما في قلوبنا ونعتذر من هذه الكلمة لأنها كلمة غير واقعية، فصفة المحب الفناء فاقلبنا بجهلنا وتقصيرنا وأوساخنا فأنت أهل الجود والكرم يا كريم.
اللهم عجّل لوليّك الفرج والعافية والنصر
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم واهلك أعداءهم.
مقدمة البحث
إذا أردنا أن نعرّف الإمام الحسن عليه السلام يجب أن نعرّفه إما من خلال معصومٍ مثله من أهل بيته أو من بوابة القرآن الكريم لأن القرآن مساوٍ للإمام الحسن المجتبى لذلك يستطيع التعريف به .
وفي هذا الدرس سنحاول أن نعرّف الإمام الحسن عليه السلام من باب القرآن والعترة.
فالقرآن يصف الإمام الحسن عليه السلام تارةً باللؤلؤ وأخرى بالتين.
نريد أن نفهم كيف أن الإمام الحسن المجتبى (ع) وصف باللؤلؤ ؟
القرآن كلام الله تبارك وتعالى وسعة الكلمة بسعة المتكلّم فهذا العمق والسعة لا يتجلّى في عالم واحد فقط ولا في مرحلة واحدة فهو يأتي الى العوالم المختلفة الى أن يصل الى آخر مرحلة وهو عالم الدنيا فيتجلّى ذلك المعنى العميق بحسب سعة هذا العالم، عالم الدنيا المحدود، وليس بسعة الكلمة.
ومثال على ذلك : السماء تمطر فهذا المطر كلّه في غمامة واحدة ولكن عندما ينزل هذا المطر الى الأرض، الأرض تستوعب من المطر بقدرها لا بقدر المطر وسعته.
كذلك الكلمة الإلهية إذا جاءت من عالم اللّدن فهي بسعة ذلك العالم وإذا تنزّلت من عالم اللّدن الى "أم الكتاب" فهي بسعة "أم الكتاب" والى "اللوح المحفوظ" فهي أيضاً بسعة اللوح المحفوظ وتناسب عالم اللوح المحفوظ، وإذا جاءت الى قلب سيّدنا جبرائيل عليه السلام فهي بسعة قلبه الى أن تهبط على قلب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ثم لسانه ثم مسامع الناس، فالكلمة إذا وصلت الى العربية تجسدت بعالم الأحرف الأبجدية.
ومثال على ذلك : أن الموضوع العلمي الموجود في الذهن إذا أراد صاحب الفكرة تنزيله الى عالم اللفظ واللسان ثم الى عالم الكتابة فهذا الموضوع العلمي يتشكّل بخصائص ذلك العالم، فهذا الموضوع ما دام في العقل والذهن فهو يناسب عالم العقل والذهن والفكر وإذا ظهر على اللسان يتشكل بالكلمات والألفاظ وإذا تنزّل بالورق يتحلّى بحليّ الخطوط والحروف فالمعنى واحد ولكن في كل عالم يتشكّل بذلك الشكل.
القرآن كذلك ((بل هو قرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسّه إلا المطهرون)) فالكتاب المكنون لا ينكشف إلا للإنسان الذي شاهد عالم الملكوت بل أعلى من عالم الملكوت.
من هو المطلع على العوالم العلوية للقرآن ؟
• عالم اللوح المحفوظ
• عالم أم الكتاب
إنه المعصوم لأنه الأقرب الى الله سبحانه وتعالى ولأنه الطاهر المطهّر لذلك يحق له الإطلاع على تلك العوالم ((لا يمسّه إلا المطهرون)) .
النتيجة :
إذن كل كلمة تمرّ معنا في اللغة العربية لها عدّة صور ووجودات ومعانٍ.
الآن إذا وضحت المقدمة نبدأ بالبحث :
لكشف التناسب بين اللؤلؤ والإمام الحسن المجتبى عليه السلام يجب أن نعرف
فالطاهر الإمام الصادق عليه السلام أخبرنا بأن اللؤلؤ هو الإمام الحسن سلام الله عليه.
ولكن بنفس الوقت نحن عرب ونعلم بأن الإمام الحسن مختلف باللفظ عن اللؤلؤ فاللؤلؤ شيء والإمام الحسن شيء آخر فكيف يلتقيان ؟
الصادق المصدّق مولانا وسيّدنا ومقتدانا جعفر بن محمد صلوات الله عليه وعلى آله قال لنا بأن في اللوح المحفوظ وأم الكتاب " اللؤلؤ هو الإمام الحسن".
ونحن بما أننا نعتقد بعصمته نصدّق بكل ما يقول ولكن لم نصل الى مرحلة لنشاهد حقيقة الإمام الحسن واللؤلؤ الحقيقي.
• اللؤلؤ لا يقتصر على الذي يستخرج من البحر للحليّ وما شابه لأن هذا المعنى للفظ اللؤلؤ الدنيوي فقط .
فالإمام الصادق لا يقصد أن الإمام الحسن هو لؤلؤ البحر بما هو لؤلؤ.
وإنما لؤلؤ البحر ما هو إلا مظهر صغير جداً من مظاهر جمال اللؤلؤ الحقيقي الذي هو الإمام الحسن المجتبى.
لؤلؤ الإمام الحسن عليه السلام هو لؤلؤ الجمال والصفاء والنور الذي يتناسب مع اللوح المحفوظ وأم الكتاب ثم لؤلؤ الأسماء الإلهية الجمالية ثم جمال الكرم الإلهي وجمال العفو الإلهي ثم آخر جمال هو الجمال الدنيوي بعد أن يمرّ بكل مراحل الجمال في العوالم العلوية :
يقال عن الإمام الحسن إذا فرش بساطه أمام بيته ينقطع المارّة فكل من يشاهد وجهه لا يستطيع أن يخطي خطوات أمامه لحُسن وجهه وجماله وبياضه كبياض اللؤلؤ في عالم الدنيا ونوره هو نور لؤلؤة درّية في عوالم الغيب والملكوت بل أكثر.
لذلك فالحَسن مظهر تام للحُسن والجمال الإلهي بكل عوالم الوجود.
فالصلاة والسلام عليك سيدي يا أبا محمد الحسن المجتبى ما نبض في الوجود عرق لموجود وبعدد أنفاس الخلائق وبعدد من صلى عليك ومن لم يصلي عليك وبعدد خلق ربّنا مما يرى ومما لا يرى.
نحبّك سيدي فاشهد على ما في قلوبنا ونعتذر من هذه الكلمة لأنها كلمة غير واقعية، فصفة المحب الفناء فاقلبنا بجهلنا وتقصيرنا وأوساخنا فأنت أهل الجود والكرم يا كريم.
اللهم عجّل لوليّك الفرج والعافية والنصر
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم واهلك أعداءهم.