المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقامات الزهراء - الدرس الثاني - الطاهرة - السيدة: 2


العلوية ام موسى الاعرجي
22-01-2015, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح إسماء مولاتنا وسيّدتنا فاطمة الزهراء : الطاهرة – المطهّرة – السيّدة "درجات تلك السيادة"

مقـدمة في مقام الأسماء الإلهية
عندما نسمي إسماً من الأسماء ، هل أسماؤنا هي أسماء حقيقية أم أسماء اعتبارية ؟ طبعاً أسماؤنا جميعاً أسماء اعتبارية أي أن أسماؤنا لا تستلزم الأثر الخارجي الذي تدلّ عليه صفة الإسم مثال لرجل :
اسمه عادل وهو ليس بعادل
ابني اسمه صالح وهو ليس بصالح
ابني اسمه جميل وهو ليس بجميل

أما أسماء الله سبحانه وتعالى وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام : هل هي كأسمائنا ؟ طبعاً لا أسماؤهم أسماء حقيقية أي متحققة الأثر في الخارج لأن الله سبحانه وتعالى اشتق لهم أسماء من أسمائه سبحانه وتعالى

لماذا أسماء الله لا تتخلّف؟ لأنها حقيقية
لأن كل اسم يرمز إلى مقام وجودي – إلى تأثير
الرازق هل من الممكن أن لا يرزق؟ لا

" قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى" سورة الإسراء آية 110

لماذا تعددت أسماؤه جلّ وعلا؟
لأن الله سبحانه وتعالى مقامه عظيم وتأثيره في الكون في كل شيء ، يرزق ، يحيي ، يميت ،
1- فكل فعل من أفعاله تظهر له إسماً من أسمائه متصف بصفة ذلك الفعل
2- كل اسم يدلّنا على جزء من معرفة الله سبحانه وتعالى
3- لأن الله لا يُعرف إلاّ بأسمائه التي تدل على أفعاله


أسماء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

للزهراء البتول تسعة أسماء :
1- فاطمة 2- المباركة 3- الزكية 4- المرضيّة
5- الصّـدّيقة 6- الطاهرة 7- الراضية 8- المحدّثة
9- الزهراء

لما تحمل الزهراء تسعة أسماء سمّاها بها الله؟
- لمقاماتها الوجودية المتعددة في كل الوجود استلزم تعدد الأسماء
- كل هذه الأسماء تدلّ على حقائقها بما تقدر عليه اللغة

قال الله عن " يحيي" في القرآن الكريم " يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا " سورة مريم آية 7.
كذلك الأمر في مواليد أهل البيت، رسول الله صلى الله عليه وآله عندما ولد الحسن والحسين وزينب، سأل الله عن أسمائهم، وقال لم أكن لأسبق ربي في تسميتهم.

في كل درس من هذه السلسلة سنتعرّف على مجموعة معيّنة من أسماء الزهراء سلام الله عليها.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله " فاطمة بهجة قلبي وأبناؤها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والأئمة من ولدها أمناء ربّـي وحبله الممدود بينه وبيني خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلف عنه هوى"

البحث القرآني بين مقام مريم عليها السلام ومقام فاطمة صلوات الله عليها

قال تعالى عن مريم " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ " سورة آل عمران آية 42
قال تعالى عن الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " سورة آل عمران آية 33
كذلك قال تعالى عن بني إسرائيل: " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" سورة البقرة آية 47
معنى الإصطفاء : التميّز بالمكانة أو السيادة ( كلمة سيّد يسود قومه )
اصطفاء مريم والأنبياء : أي كانوا المفضلين في زمانهم !!!.

من الواضح أن أفضل الأمم هي أمة رسول الله صلى الله عليه وآله مع ذلك يقول الله تعالى عن أمة بني إسرائيل: " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ. فهل يوجد تناقض؟ طبعاً لا لأن المقصود من التفضيل في هذه الآية لبني إسرائيل الله التفضيل على العالمين في زمانهم.
أما بمجيء رسول الله صلى الله عليه وآله الله فضّله وأهل بيته على جميع العوالم " على العالمين" بتفضيل مطلق عمّ جميع التفضيلات التي كانت قبله قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " سورة سبأ آية 28
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " سورة الأنبياء آية 107" فالمقصود بالعالمين الشامل الجامع الذي أصل الرحمة فيها ومظهرها ومعدنها رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك العالمين سيدته من؟ فاطمة.

لذلك لا بد أن نعرف بماذا اصطفى بني إسرائيل وبماذا اصطفى مريم ؟
1- بني إسرائيل : اصطفاهم بأنهم أعطيوا ميثاق آل محمد وهذا ما ميّزهم عن الأمم السابقة ((وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله))
2- اصطفاء مريم :
الاصطفاء في أمر محـدد فقط : أي أن تكليفها في أمر معيّن قال تعالى (( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ )) سورة آل عمران آية33
هل اصطفى الله الأنبياء في كل شيء؟ لا فالأنبياء لهم اصطفاء جزئي أي تكليف جزئي

سألوا الإمام الصادق عليه السلام: لما ذكرت الآية كلمة الاصطفاء مرتين" اصطفاك"؟
قال الصادق عليه السلام " أما الأولى فاصطفاها يعني اختارها، وأما الثانية بأنها حملت من غير ذكر"، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين.
إذن الاصطفاء اصطفاء " محدّد "- " مقيـّد"

الألوسي مجلد 3 يذكر هذه الحقيقة بوضوح:
1- الاصطفاء الأول من هبة عيسى عليه السلام من غير أب ولم يكن ذلك لأحد.
2- الاصطفاء الثاني، " وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ " سورة الأنبياء

بحث اصطفاء فاطمة
المشاع بين أهل العامة أن الله سبحانه وتعالى اصطفى مريم بصريح القرآن الكريم على العالمين، قال تعالى " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ " سورة آل عمران آية 42
ولكن هذا الرأي لا يجمع عليه أهل العامة لنقرأ ما قاله الآلوسي في مقارنة بين مريم وعائشة وفاطمة بنت محمد صلوات الله عليها.

تفسير الألوسي عند أهل العامة
يقول : "والذي أميل إليه إن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدّمات والمتأخرات أي إلى يوم القيامة، ويتهمون الشيعة أن بعض علماء الشيعة يُـغالون في أئمتهم، وهذا في الزهراء سائغ معقول حتى لو قلنا بنبوة مريم فإن فاطمة أفضل.
والدليل:
إذ البَضْعيّـة من روح الوجود وسيّد كل موجود لا أراها تقابل بشيء. لأن الزهراء قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله "فاطمة بضعة مني" ولا يقصد البضعة الجسدية (يد أو كتف) بل يقصد روحه، فاطمة روحي التي بين جنبي، وأشرف ما في الوجود روح محمد صلى الله عليه وآله.

النبي بدن
من أشرف ؟ طبعاً الروح

روح
بدن بدأ
في زمان
محـدّد
انتهى
في زمان




ويتابع الألوسي
وأين الثـّريا من الثـّرى؟ من يد المتناولين، لو لم يكن علي لم يكن لها كفؤ، وهنا يـُعلم أفضليتها على عائشة، والذاهب على مخالفتي من علمائنا كثيرون حيث قالوا " خذوا ثلثي دينكم من الحميراء" ولو علم أن فاطمة ستعيش بعده لقال " خذوا كل دينكم من فاطمة" ...
ثم يقول : "أن العلماء المخالفون لي يقولون:
1- عائشة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجنـّة
2- وفاطمة مع زوجها علي بالجنـّة
وبما أن رسول الله محمد أفضل من علي إذن فإن عائشة مقامها فوق مقام فاطمة ؟؟؟!!

فيردّ عليهم : "ولكن هنا تظهر مشكلة إذا كانت عائشة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجنـّة تصبح عائشة فوق إبراهيم ونوح وموسى ..... يعني تصبح أفضل منهم. وهذا لا نستطيع أن نقبله"

والقول بحديث الثقلين إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ....وهي سيّدة تلك العترة".يقوم مقام ذلك الخبر وزيادة يعني إذا قلتوا أن عائشة أفضل نقول أن حديث الثقليـّن يوضح على أن فاطمة أفضل وزيادة بعد كيف لا وفاطمة سيـّدة تلك العترة (وعترتي أهل بيتي) لأنها عدل القرآن لذا في آخر المطاف، وبعد هذا كلـه الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة، ثم أمها خديجة، ثم يقول: لو قال قائل أن سائر شباب النبي أفضل من عائشة لا أرى عليه بأساً.




أما المعتزلي ( ابن أبي حديد )
أكرم رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة إكراماً عظيماً أكثر مما كان الناس يظـّنون حتى خرج بها عن حب الآباء والأبناء، فقد قال مراراً : "إذا مـرّت في الموقف نادى مناد من خلف العرش يا أهل الموقف غضـّوا أبصاركم كي تمـرّ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم"،
• وإن انكاحه عليـّاً إياها ما كان إلا بعد أن أنكحه الله إياها في السماء بشهادة الملائكة .

نقول : من ولي أمر الزهراء في هذا الزواج النوراني؟ الله ولي أمرها والشهود الملائكة.
وعند الحديث عن أهل البيت قال تعالى في آية التطهير ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)) سورة الأحزاب آية 33
اصطفاء أهل البيت اصطفاء كُـلّي إصطفاهم واختارهم على العالمين ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)) وطهّرهم تطهير كلّي من جميع أنواع الرجس الظاهري والباطني وترك الأولى والسهو.

صلاة مريم وصلاة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام
1. صلاة مريم أنزلت الفاكهة من الجنّة الى الأرض ((فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) (37)
2. صلاة فاطمة أصعدت النور والهداية من الأرض الى السماء مع أن السماء هي أصل الهداية والنور

عن أبان بن تغلب قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) يا بن رسول الله لِمَ سمّيت الزهراء (عليها السلام) زهراء؟ قال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض"

وعن الصادق عليه السلام : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة ثمرة فؤادي متى قامت في محرابها بين يدي ربـّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ويقول الله عز وجلّ لملائكته: "يا ملائكتي أنظروا إلى آمتي فاطمة سيدة إيمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائسها من خيفتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار"

كذلك في حديث آخر قال صلوات الله عليه لأنها تزهر لأمير المؤمنين (عليه السلام) في النهار ثلاث مرات بالنور :
1. كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فرشهم فيدخل بياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة فتبيض حيطانهم فيعجبون من ذلك فيأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة (عليها السلام)، فيأتون منزلها فيرونها قاعدة في محرابها تصلّي والنور يسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أنّ الذي رأوه كان من نور فاطمة،
2. فإذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها (عليها السلام) بالصفرة فتدخل الصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم فيأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)فيسألونه عمّا رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة (عليها السلام) فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها صلوات الله عليها،
3. فإذا كان آخر النهار وغربت الشمس احمرّ وجه فاطمة (عليها السلام) فأشرق وجهها بالحمرة فرحاً وشكر لله عزّوجلّ فكان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمرّ حيطانهم فيعجبون من ذلك ويأتون النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ويسألونه عن ذلك، فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبّح الله وتمجّده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون أنّ الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة (عليها السلام)

عاشقة ام الحسنين
22-01-2015, 03:49 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
لك الف الشكر على طرحك المنير
باارك الله فيك
ويعطيك الله العافيه

محـب الحسين
22-01-2015, 07:06 PM
أحسنتِ اختي الفاضله
جزاكِ الله خير الجزاء