المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقامات الزهراء - الدرس الثالث - الراضية المرضية الكوثر 3


العلوية ام موسى الاعرجي
22-01-2015, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح أسماء الزهراء : الراضية- المرضيّة - الكوثر

مقدمة البحث
مراتب الرضا في القرآن الكريم :
1- أن يرضى العبد عن الله : أن ترضى بما قـَسَم الله لك فتكون راضياً عن الله سبحانه وتعالى.
2- أن يرضى الله عن العبد : وهذا الرضا بالحد الأقصى لا يكون إلا لمحمد وآل محمد : أن يرضى الله سبحانه وتعالى عنك " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " سورة البقرة 195
"رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " سورة المجادلة آية 22
وهذه المرحلة مرهونة بشرط، ما هو هذا الشرط؟ الشرط هو: إتباع الرسول صلى الله عليه وآله قال تعالى " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " سورة آل عمران آية 31 ويظهر جلياً أن من يريد أن يرضى الله عنه عليه أن يتّبع فاطمة والأئمة من بيت فاطمة صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.

ربط الرضا الإلهي بفاطمة فهي الراضية المرضيّة من ربّها

قال الرسول صلى الله عليه وآله "إن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها" وبعبارات أهل العرفان "مظهر رضا الله ومظهر غضب الله هي فاطمة الزهراء عليها السلام."
فإذا رضيت مولاتي فاطمة ... يقول الله تعالى ... رضيتُ عن عبدي
وإذا غضبت مولاتي فاطمة... يقول تعالى ... غضبتُ على عبدي




مصير من يغضب عليه الله
يقول تعالى في سورة طه آية 81 " وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى "أي يسقط، وأين يسقط؟
" فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ " سورة الحج آية 31
فنحن لا نجد في القرآن ولا في الروايات أن الله سبحانه وتعالى جعل رضاه وغضبه تابعاً لرضا وغضب أحد من عباده إلاّ سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء البتول عليها السلام.

قال رسول الله "فاطمة بابها بابي وحجابها حجابي" وباب رسول الله هو بالطبع باب الله ، وبذلك جعل الله سبحانه وتعالى بابه الزهراء البتول ، فإن رضيت عن أحد رضي الله عنه.

3- والمرتبة الأعلى: تفرّد بها محمد وآل محمد ، أن الله يسأل العبد : عبدي ماذا أفعل لك حتى ترضي عنيّ!؟ وهي "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " سورة الضحى آية 5، وهذه مرتبة خاصة جـداً، وما يزيد الغرابة في تلك الآية هي أنها لم تورد ماذا سيعطي الله لرسول الله صلى الله عليه وآله فأين نجد جواب العطاء الإلهي الذي يوضح التميّز بالعطاء الإلهي لأن رسول الله له مقام "حبيب الله" فماذا يعطي الحبيب حبيبه حتى يرضى؟!

الجواب يأتي في سورة واحدة في القرآن : "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" فقط
معنى الكوثر :
1. هو الشيء الكثير في نفسه أي المبارك نفسه
2. والكثير والمبارك في عطائه

لهذا العطاء مراتب عديدة
1. عطاء في الدينا – النسل الكثير في الدنيا للرد على من قال على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه أبتر وهو عمرو بن العاص وأبوه عليهم لعائن الله
2. عطاء في الآخرة – نهر في الجنّة – الشفاعة
3. عطاء في الدنيا والآخرة معاً وهو أعلى عطاء إلهي ولا يبلغه إلا رسول الله صلى الله عليه ماذا أعطاه؟؟؟ أعطاه فاطمة : التي حقيقة روح الوجود الذي هو قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وأما البشر والنسل والنهر والشفاعة ليسوا إلا شئونات مخلوقة من حقائق فاطمة

المورد الأول – نهر الكوثر
رسول الله يسأل أصحابه كما نقرأ في حديث الثقلين " إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض" ولكن أتدرون ما الحوض؟
قال صلى الله عليه وآله : "نهر أعطانيه ربيّ فيه خيرٌ كثيرٌ هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء"
قال علي عليه السلام " إن هذا النهر شريفٌ ، فانعته لنا يا رسول الله" ( أي صف لنا هذا النهر)
قال: " نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت العرش ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد". والرسول صلى الله عليه وآله يستعمل هذه العبارات حتى نحن نستوعب الأمر – اللبن – العسل – الزبد ، قال تعالى " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ" سورة العنكبوت آية 43
وإلاّ الأمر أعظم مما نتصوّره نحن ولكن على قدر عقولنا. "أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم"
يتابع رسول الله صلى الله عليه وآله عن النهر "حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأَذفـَر، قواعده تحت عرش الله عزّ وجلّ"، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على جنب أمير المؤمنين وقال " يا علي هذا النهر لي و لك لمحبيك من بعدي"



نهر الكوثر وفاطمة
1. الكوثر من حقائق فاطمة وهو كثير في نفسه لأن فاطمة حقائقها عظيمة وكثيرة لا تدركها العقول
2. الكوثر لفاطمة لأن نهر الكوثر الذي يشرب منه المؤمنون هو لفاطمة لأن فاطمة كوثر بعطائها أي عطائها لا تبلغه العقول "كل يعطي على قدر قيمته"
3. الكوثر مبارك لأنه جعل لقاء بين رسول وأهل البيت يوم القيامة وفاطمة الزهراء من أسمائها المباركة وهل يوجد مكان يجمع بين المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وآله سوى بيت فاطمة

عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص صلى الغداة ثم التفت إلى علي صلوات الله عليه وقال : "يا علي ما هذا النور الذي أراه قد غشيك قال يا رسول الله أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي ولم أصب الماء فلما وليت ناداني مناد يا أمير المؤمنين فالتفت فإذا خلفي إبريق مملوء من ماء فاغتسلت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي أما المنادي فجبرئيل والماء من نهر يقال له الكوثر عليه اثنا عشر ألف شجرة كل شجرة لها ثلاثة مائة وستون غصنا فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح فما من شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا من الآخر ولولا أن الله تعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا فرحا من شدة حلاوة تلك الأصوات و هذا النهر في جنة عدن وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين وليس لأحد فيه شي‏ء"

مهر فاطمة

الأحاديث في مهر فاطمة الزهراء (عليها السلام) كثيرة، ذكر بعضها السيّد حسن ميرجهاني في كتاب الجنّة العاصمة : "سألت الملائكة إلى الله فقالوا: الهنا وسيّدنا اعلمنا ما مهر فاطمة لنعلم ونتبيّن أنّها أكرم الخلق عليك، فأوحى الله إليهم يا ملائكتي وسكّان سماواتي اُشهدكم أنّ مهر فاطمة بنت محمّد نصف الدنيا.
في البحار: أوحى الله تعالى: إنّي قد زوّجت عليّاً بفاطمة في سمائي تحت ظلّ عرشي وجعلت جبرئيل خطيبها وميكائيل دليلها وإسرافيل القابل عن عليّ وامرت شجرة طوبى، فنثرت عليهم اللؤلؤ الرّطب والدرّ والياقوت والزبرجد الأحمر والأخضر والأصفر والمناشير المخطوطة بالنور، فيها أمان للملائكة مذخوراً إلى يوم القيامة.
وجعلت نحلتها من عليّ خمس الدنيا، وثلثي الجنّة، وأربعة أنهار في الأرض: الفرات ودجلة ونيل [مصر] ونصر بلخ فزوّجها أنت يا محمّد بخمسائة درهم تكون سنّة لامّتك.
وفي البحار وعن أمالي الشيخ المفيد باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ الله تبارك وتعالى أمهر فاطمة ربع الدّنيا، فربعها لها، وامهرها: الجنّة والنار تدخل أعدائها النار: وتدخل أوليائها الجنّة.

المورد الثاني للكوثر: الشفاعة
في الروايات من معاني الكوثر "الشفاعة يوم القيامة" لرسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته، لذا ورد في القرآن الكريم " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" سورة الإسراء آية 79
جاء أحد المخالفين لمذهب أهل البيت الى الإمام الباقر عليه السلام وسأله : " أية آية في كتاب الله أرجى " أن يرجى الله فيها"
قال الإمام عليه السلام: فما يقول فيها قومك؟ من هنا يظهر أن السائل لم يكن من موالي أهل البيت، قلت يقولون: الآية التي هي أرجى هي:
" يا قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " سورة الزمر آية 53
قال عليه السلام : لكنـّا أهل بيت لا نقولُ بذلك.
قال: وأي شيء تقولون أنتم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال عليه السلام : إنا نقول " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " سورة الضحى آية 5 ويقصد أعظم رحمة في الوجود ليست مغفرة الذنوب فإن الله أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله رحمة كوثرية أي رحمة فاطمية وهي "الشفاعة" فقال الإمام عليه السلام والله الشفاعة، الشفاعة، الشفاعة.

أعظم ظهورات الشفاعة : مولاتنا فاطمة
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله لماذا سميت فاطمة فاطمة فقال : "إن الله سمّاها فاطمة لإنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن الشرور ، وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها ومكارم خصالها".
ونقل عن كشف الغمّة في حديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) مخاطباً للحسنين عليهما السلام: "أنتما الامامان ولاُمّكما الشفاعة".

علل الشرائع : ابن المتوكل ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : "لفاطمة عليها السلام وقفة على باب جهنم ، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبا فتقول : إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد فيقول الله عز وجل : صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك وليتبين ملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا فخذي بيده وأدخليه الجنة" .

وهنا تظهر مكانة الزهراء وعظمتها التي لم تعرف في الدنيا للملائكة والأنبياء والرسل وأهل الموقف فمن قرأت بين عينيه مؤمناً تأخذه بيده وتدخله الجنـّة. نفهم أن الله يريد أن يبين مقامها "بالشفاعة" يوم القيامة على رؤوس الخلائق أجمعين لأن أعداها ذلوها وذلّوا بيتها، انتهكوا حرمة هذا البيت.

المورد الثالث للكوثر : النسل
العطاء الإلهي على مستوى الدنيا : النسل الكثير

ذهبت تفاسير أهل السنّة أن الكوثر "أولاده" فحاولوا أن يجعلوها صفة عامة حتى يصرفوا الأذهان عن أن النسل أيضاً عائد الى فاطمة اعتماداً منهم أنهم يقولون بأن لرسول الله صلى الله عليه وآله له بنات غير فاطمة الزهراء ولكن أيضاً في هذه الحالة نرجع كلامهم إليهم بقولنا وهل بقي لرسول الله نسل من غير الزهراء وهل يستطيع أحد أن يثبت منهم أحد ؟

بالعودة مرّة أخرى إلى الفخر الرازي. (انتبهوا هذا ليس حديثنا، هذا حديث الآخرين) يقول : "الكوثر أولاده" صلى الله عليه وسلم، هنا نجد أنه لا يقول بأنها الزهراء فهو يريد أن يجعل الصفة عامة، ولا يريد أن يكشف عن مقام فاطمة؟ الألوسي في فخر المعاني، الرازي في تفسيره، يقولون المراد من الكوثر أولاده

هذا ويقول الفخر الرازيhttp://www.alqaaem.com/portal/images/smilies/frown.gif يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قـُتل من أهل البيت وثم ممتليء منهم (أي أن الأرض ممتلئة بآل بيت محمد) !!! ولم يبق من بني أمية أحدٌ يـُعبء به) عجيبة هذه الجملة !!! لو قرأنا هذا الكلام من عالم إمامي سيقال أنهم يمدحون أنفسهم،،،،، لا هذا القول للفخر الرازي
يتابع الرازي فيقول :
(ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والرضا عليهم الصلاة والسلام وفيهم النفس الزكية) فهو يعتبرهم من أكابر العلماء فقط ولا يعترف بأنهم سادة.

فمهما أرادوا أن يصرفوا الناس أن الكوثر هي فاطمة لن يستطيعوا وسوف يعودون الى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وهل لرسول الله نسل من غير الزهراء صلوات الله عليها ؟


اللهم اجعلنا من شيعتها ومحبيها واكسبنا شفاعتها وشفاعة أهل بيتها

عاشقة ام الحسنين
22-01-2015, 03:34 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
احسنت بارك الله فيك
على هذا الطرح الرائع
وابداعات المتميزة والرااااائعة

محـب الحسين
22-01-2015, 07:06 PM
أحسنتِ اختي الفاضله
جزاكِ الله خير الجزاء