تويت
قال تعالى في سورة آل عمران (85)
بسم الله الرحمن الرحيم
:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
بعد إتساع الآفاق المعرفية في السنوات الأخيرة رغب أصحاب كل ثقافة تركيز وتأكيد ثقافتهم وفلسفتهم الحياتية ومن ثم تصديرها الى الثقافات الأخرى تارة بعنوان الغزو الفكري وتارة بعنوان الحوار الحضاري , ألأمر الذي جعل الثقافة الإسلامية أمام كم ونوع ثقافي مقابل بآلات وأساليب تستدعي إنشاء معمل فكري حضاري يأخذ على عاتقه تفسير وتحليل الفكر الآخر ليتم إصلاح الخطأ وإجراء التعديل على القابل للتعديل وفق ميزان الثقافة الإسلامية وطرح المعارض الذي لا يتلاءم مع هذه الثقافة عن الإعتبار .
وهذا الكلام هو الجاري على ألسنة المفكرين المسلمين وهو واقعي صحيح ولا مشكلة فيه.
هذا من حيث المفهوم أما من حيث التطبيق فقد نشأت مشكلة ربما تكون محرجة بعض الشيء للمفكرين الإسلاميين وهي الخوض في مهمة الحوار الحضاري الإسلامي من غير أهل الإختصاص وخصوصاً مسألة الحداثة والتراث وأعني بغير أهل الإختصاص طبقتين من الكتاب :
الطبقة الأولى : تلك التي تقبع في قارورة الجهل المركب فتسمع محاضرة من التلفاز أو النت أو غيرهما وتعلق بعض الألفاظ في ذاكرتهم فيظن واحدهم أنه قد صار قطباً في هذا المشروع فيأتي بعد العشاء ويردد بعض المصطلحات المسموعة ويركبها مع مبتدآت وأخبار ينشرها مباشرة بين الناس والذي يساعد على تجهيل هذه الطبقة زيادة على جهلها الموضوعي قلة كلفة النشر على صفحات الفيس بوك وعدم وجود ضابطة للنشر كالتي في دور الطباعة الورقية .
الطبقة الثانية : هي الطبقة التي وافقت الأفكار الحداثية المستوردة مفردات حياتهم الإجتماعية والأسرية والأخلاقية فهذا يكون مستقبلاً لكل ما يؤيد ويوافق الحاصل الموجود في ثقافته الشخصية كيفما كان كما يكون منكراً للمخالف كيفما كان أيضاً فتتراقص انامله على لوحة المفاتيح لينشر واقعه الذي أمضته اللمسات الفكرية الجديدة ويقود هجوم النقد والنكران على الآخر بألفاظ هو يعتقد بصدقها على مسمياتها بصورة شخصية .
هاتان الطبقتان بهذا المنهج الجهلي {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} ولكن بتنوير بسيط نكتشف منشأ الفوضى اللفظية التي أحدثوها الراجعة الى ما أشرنا إليه من الجهل أو البحث ما بين الأفكار عن إمضاء الواقع الحياتي المضطرب الذي يعيشونه .
هذا تشخيصنا لهذه الحالة المؤسفة لبعض الكتاب الذين وجدوا في عشوائية الفيس بوك مجالاً ليقنعوا أنفسهم بالعلم والفهم لموضوع معين .
وعلى أي حال نذكر إجمالاً المعالم الحقيقية للفكر الجديد (الحداثي) الذي بات يواجه الفكر الإسلامي والذي أثر على الجانب الإجتماعي والتربوي والأسري حتى عند من يصف نفسه بالدين والإتزام .
من خلا تعاريف الغرب والعرب تتلخص المعالم الفكرية للمشروع الحداثي بأمور :
1-إيجاد تعريفات أخرى جديدة لمفردات العلوم ومرتكزاتها غير تلك المعتمدة على الموروث الديني الميتافيزيقي.
2- الخروج من سجن تقليد الماضي وإنكار تقاليده وعاداته مطلقاً.
3- عدم الإعتماد على النقل في فهم الحياة ومعطياتها مهما كان مستوى المنقول من النفع .
4- رفض لجميع العقائد والتصورات وأشكال التنظيم الاجتماعي التي لا تستند الى العقل والعلم .
5- عدم الإعتراف بالفكر العربي عامة والإسلامي خاصة .
وهذا الأخير هو المحرك الباعث الأول لنشأة الفكر الحداثي في عقول المفكرين العرب .
فتنظيم الحياة على نحو العقلانية والعلمية والمنطقية بعناوينها المجردة هو المحقق لذات المنهج الجديد في التعامل مع فكرة تجديد المفردة الإسلامية وهو كما ترى إلغاء للفكر الإسلامي ومباديء الدين والأخلاق .
ومع الأسف وجدت كلمات متناثرة عند البعض تشير الى تبني هذا الفكر اللا إسلامي ومن خلال التعابير الركيكة لم أجدها تحكي الإحاطة والإطلاع بالفكرة مما يرجح المنشأ الجهلي أو تقريرالواقع الحياتي .
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
تعليق