المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شذرات من حياة الامام الحسن المظلوم


العلوية ام موسى الاعرجي
09-03-2015, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
عظم الله تعالى أُجورنا وأُجوركم إخوتي وأخواتي المؤمنين والمؤمنات بذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)
وهذه نبذةمختصرة عن حياة الإمامـ عليه السَّلام ـ
ولد إمام الشيعةالثاني ـ و هو الثمرة الأُولى لزواج علي الميمون من كريمة النبي ـ في النصف من شهررمضان للسنة الثالثة من الهجرة في المدينة. (1)لم يدرك الحسن بن علي من حياة جدّه العظيم إلاّ سنين قليلةحيث كان في حوالي السابعة من عمره عندما توفّـي النبي، وقد عاصر أباه أمير المؤمنين حوالي ثلاثين عاماً بعد جدّه، وتولّى الإمامة بعد استشهاد علي عام أربعين مدة 10سنوات، واستشهد ، و بمؤامرة من معاوية ـ مسموماً عام 50أو 49 هـ في 7من صفر الخير أو17منه في الثامنة والأربعين من عمره الشريف ، ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة.
ملاذ المساكين
يتحمّل الأثرياء في الدين الإسلامي مسؤولية كبيرة تجاه الفقراء والمساكين في المجتمع، وبموجب الأواصرالروحية العميقة والعلاقات الأخوية الدينية المترسّخة بين المسلمين يجب عليهم بذل قصارى جهدهم لسد حاجات الفقراء والمساكين في المجتمع، ولم يكتف نبي الإسلام وأئمّة ديننا بالتأكيد على ذلك فقط، بل كان كلّ واحد منهم مثالاً بارزاً ورائعاً لحب الإنسانية ورعاية المحتاجين. لم
يكن الإمام الثاني يتمتع بمكانة راقية من ناحيةالعلم والتقوى والزهد والعبادة فقط، بل كان أيضاً في قمّة السخاء والجود، وأشهر مننار على علم في الاعتناء بالمساكين والفقراء في عصره. كان وجوده باعثاً على الشعوربالأمان في القلوب المنكسرة وملاذاً للفقراء والمساكين وبارقة أمل للمستضعفين، وماعاد فقير طرق بابه يوماً خالي الوفاض من عنده، ولا رجع مهموم منكسر القلب حمل شكواه إليه إلاّ وقد وضع له بلسماً على جراحه، وكان كثيراً ما يحدث انّ الإمام يبادر هوبتقديم يد العون للآخرين وسد حاجاتهم قبيل أن يسأله الفقير ويتصبّب منه عرق الحياء وتبدو عليه مذلّة السؤال.
وكتب السيوطي في تاريخ الخلفاء: كان الحسن له مناقب كثيرة، سيداً حليماً، ذا سكينة ووقار وحشمة،جواداً ممدوحاً.(2)
درس وعبرة
كان الإمام الحسن المجتبى ـ عليه السَّلام ـيهب الفقراء مبالغ طائلة دفعة واحدة أحياناً ممّا يثير استغراب الآخرين، والذي يبعث الإمام على ذلك هو انّه يريدأن يغني الفقير إلى الأبد بحيث يستطيع أن يسد جميع حاجاته ويعيش حياة كريمة أويستثمرها لصالحه. ولم يكن الإمام ليرضى بإعطاء الفقير مالاً ليوم واحد يسد حاجته به بصعوبة بالغة، لأجل ألاّ يضطر إلى مد يده إلى هذا وذاك لكي يضمن الكفاف لنفسه.
أهل بيت العلم والفضيلة
مرّ رجل بعثمان بن عفان يوماً وهو قاعد على باب المسجد، فسأله، فأصر له
بخمسة دراهم، فقال له الرجل: أرشدني، فقال له عثمان: دونك الفتية الذين ترى، وأومأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبداللّه بن جعفر، فمضى الرجل نحوهم حتى سلّم عليهم وسألهم، فقال له الحسن ـ عليه السَّلام ـ:«يا هذا انّ المسألة لا تحل إلاّفي إحدى ثلاث: دم مفجع، أو دين مقرع، أو فقر مدقع، ففي أيّها تسأل؟» فقال الرجل في وجه من هذه الثلاثة، فأمر له الحسنـ عليه السَّلام ـبخمسين ديناراً، وأمر له الحسين بتسعة وأربعين ديناراً ،وأمر له عبد اللّه بن جعفر بثمانية وأربعين ديناراً، فانصرف الرجل، فمرّ بعثمان فقال له: ماصنعت؟ فقال: سألتك، فأمرت بما أمرت ولم تسألني فيما أسأل، وانّ صاحب الوفرة ـ الحسن ـ لمّا سألته سألني فيما أسأل، فأعطاني كذا والثاني والثالث كذا وكذا، فقال عثمان: و من لك بمثل هؤلاء الفتية، أُولئك فطموا العلم فطماً وحازواالخير والحكمة.(3)
السخاء النادر
بذل الإمام الحسن قصارى جهده في الأعمال الخيرية والتي ترضي اللّه تعالى، وقد أنفق أموالاً طائلة في سبيل اللّه، وقد سجّل المؤرّخون والعلماء في حياته المفعمة بالفخروالاعتزاز سخاءه الفريد وعطاءه العظيم وهو ما لم يلحظ في سيرة أيّ من العظماء،ويدلّ ذلك أيضاً على عظمة نفسه وعلى عدم مبالاته بمظاهر الدنيا المخادعة، فقد كتبواانّه خرج من ماله للّه مرتين، وقاسم اللّه ماله ثلاث مرات حتى كان يعطي نعلاً ويمسك نعلاً.(4)
مساعدة غير مباشرة
إنّ طبع الإمام الرقيق وعزة نفسه وكرمها لم يكونا ليسمحا بأن يعود أحد خائباً يائساً من داره، وكان يصادف أحياناً انّه لا يمكنه تقديم المساعدة مباشرة فيحاول أن يقدمها بصورة غيرمباشرة، ويقضي للآخرين حاجتهم، كما اتّفق وهو في عنفوان شبابه أيّام الخليفة الثاني أن جاءه رجل فقير وسأله، فصادف عدم وجود شيء من المال في حوزته، و كان ـ عليه السَّلام ـمن ناحية أُخرى يستحيي أن يخرج الرجل من بيته خائباً فقال له:
»أرشدك إلى أمر تنال به ما أردت؟» فقال الرجل :وماهو؟ قال الإمام : «ماتت اليوم ابنة الخليفة، وهو حزين عليها، ولم يعزّيه أحد، فاذهب إليه وعزّه بما سأقوله لك فتنال ما أردت. قال الرجل: وكيف ذلك؟ إن قدمت إليه فقل: «الحمد للّه الذي سترها بجلوسك على قبرها، ولا هتكهابجلوسها على قبرك». ففعل، وأثّرت هذه الكلمات العاطفية في نفس الخليفة بشكل كبيروقلّلت من حزنه، فأمر له بجائزة، ثمّ سأله: أمنك هذا الكلام؟ قال: لا، علّمنيه الحسن بن علي، فقال الخليفة: صدقت انّه ذو فصاحة وحلاوة في الكلام.(5)
والحمد لله ربِّ العالمين

* || نور على نور ||*
20-03-2015, 10:47 PM
أحسنتِ في خواتيمِ أعمالكِ

عاشقة ام الحسنين
17-06-2015, 04:22 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

جزاك الله خير على


الموضوع القيم


بارك الله فيك