وصايا منيرية لطلاب العلوم الشرعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    وصايا منيرية لطلاب العلوم الشرعية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

    💗قلق المؤمن حالةٌ إيجابيةٌ💥

    📌سماحة العﻻمة الجليل الحجة السيد منير الخباز دامت تأييداته .

    💥قال جل وعلا: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾

    لقد دلَّت الآية المباركة على إناطة قبول العمل بالتّقوى ؛ حيثُ حصرت القبول بالمتقين ، إذ قالت:*﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾[1]*،

    والتّقوى لها درجاتٌ ومراتب: ٌ أعلاها العصمة المانعة من ارتكاب الرذيلة ، وأدناها الخوف من الله - عزّ وجلّ - كما قال تعالى:*﴿إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾[2]*.

    وما بين هاتين المرتبتين مرتبةٌ يليق بالمؤمن وبأهل العلم أن يتحلّوا بها ، وهذه المرتبة هي ”مرتبة الرجاء“، التي عُبّر عنها في بعض الروايات بعبادة الرجاء ، وهي عبارةٌ عن أن يعيش المؤمن قلقاً دائما ، ً فلا يستقرّ له بالٌ ولا يهدأ ، ونتيجة هذا الفزع أن يكون العقل المسيطر على المؤمن هو الحذر في أن تقترن أعماله بما يمنع من قبولها ، فهذه الحالة ”حالة القلق من جهة العمل“ مطلوبةٌ ، وحالةٌ راجحةٌ ، وهي مثال التّقوى الذي هو الشرط في قبول العمل ، فإنَّ هناك فريقين من المؤمنين:

    💥فريقٌ مطمئنٌ لوضعه:

    وكأنَّه أحرز أنَّ صفحة أعماله نقيةٌ صافيةٌ لا يشوبها شيء ٌ، لذلك يقول أنا واثقٌ من أنَّني في رضا الله ، ومقبولٌ عند الله ، لأنَّني لا أفعل المحرّمات ، ولا أترك الواجبات ، وهذا النوع من الشعور غرورٌ بالنّفس ، وافتتانٌ بالعمل ، فإنَّ الإنسان مهما بلغ من الحيطة والحذر ، والمراقبة لعمله ؛ فإنَّه يحتمل بعض اللَّمم ، وربَّما تغزوه بعض شوائب حبِّ الدُّنيا وحبِّ المقام التي تفسد عمله ، وتجعله غير مؤهلٍ للقبول، فالاطمئنان التام غرورٌ بالعمل قد يمنع من قبوله.

    💥وهناك فريقٌ آخر يعيش حالة الحذر:

    لا يدري على أيِّ وجهٍ يقابل الله ؟! فهو يقول: أنا سائرٌ في هذه الدنيا بالعمل ، والطاعة ، والحذر ، ولكن.. لا أدري هل تَحسن خاتمتي أم لا ؟! وهل يحالفني التوفيق للإخلاص في أعمالي أم لا ؟! وأن تكون هذه الآية ماثلةً نصب عينيه:*﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[3]*.

    💐فالمؤمن الحقيقيّ هو من كان شعاره باطناً وظاهراً ، شعوراً وسلوكاً ، هو الحذر من المصير ، فقد نقل الشهيد المطهري «رحمه الله» في كتابه[4]*، عن بعض من كان حاضراً عند المقدس السيد البروجردي قدس سره ، في مرضه الذي توفي فيه ، أنه كان حزيناً جدّاً ، وأنَّه قال: وأخيراً انتهى عمرنا وسوف نرحل ولم نستطع أن نقدّم لأنفسنا خيراً !
    فوقف شخص يمدح إنجازاته: لماذا تقول هذا يا سيدي ؟
    نحن المساكين يجب أن نقول هذا ، فأنتم تركتم آثاراً خيَّرةً كثيرةً بحمد الله ، وخرَّجتم طلاباً كثيرين ، وكتبتم كتباً كثيرة ، وبنيتم مسجداً عظيماً ، ومدارس .

    🎯فقال السيد طاب ثراه : قف عن هذا المديح ”خلِّص العمل فإنَّ الناقدَ بصيرٌ بصيرٌ“ ، فماذا تقول أنت ؟ إنّك تصورت أنَّ ما يوجد عند النّاس وفي منطقهم هو كذلك عند الله ، إنَّ مَن خلق العامل والعمل ناقدٌ بصيرٌ عارفٌ بصالحه وطالحه ، فقد يختار اللؤلؤة من ركام الأحجار السوداء ، وقد لا يرى في عمل العبد إلاّ الفحم المحترق النتن !

    💥إنَّ هذه الكلمة إذا اتّخذها المؤمن درعاً له ؛ جعلته وصيَّرته في حالة فقرٍ ، ورجاءٍ حثيثٍ ، منتظراً من ربّه فيضَ الرّحمة والمنّ والفضل ، وهناك آية واضحة الدّلالة على ما ينبغي أن يعيشه المؤمن من حالة القلق:*﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾[5]*.

    💥ومفاد هذه الآية أنَّ المؤمن في حالة قلق دائم ، فتراه يتوسَّل بالوسائل المتنوعة ليحصل على قسط من الرّحمة ، حيث قال:*﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ﴾ ، فهم يعيشون على مائدة الرّجاء ، والأمل ،*﴿وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾ ، وهذه الحالة فيهم ناشئةٌ عمّا ذكرته الآية في ذيلها*﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾، لأنَّهم يعيشون حالة الحذر ، يعيشون حالة القلق ، 📌وقد ورد عن أبي عبدالله عليه السلام*: ”لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو“*[6]*

    🔴فالحريُّ بنا - خصوصاً الدُّعاة ، والمصلحين ، والعلماء، والمُبلِّغين - أن نعيش هذه الحالة ، وهي حالة القلق من أعمالنا ، راجين القبول والتفضُّل علينا بقطرةٍ من فيض الرَّحمة والتوفيق ، للبُعد عن مزالق الأقدام وشبكات الشَّيطان ، خصوصاً أنَّنا نعيش تحت ظلال مولانا صاحب الأمر والزَّمان عجل الله تعالى فرجه الشريف .

    ✋ونعيش على فتات مائدته ، وقد جعله الله علينا شاهداً وشهيداً ورقيباً ، فمقتضى إحساس الإنسان بأنَّه يعيش تحت رقابة هذا الشاهد الشهيد صلوات الله وسلامه عليه وعلى أبائه الطاهرين ؛ أن يجعله تحت حالة قلقٍ من أنَّ أعماله وطريقه في إطار رضاه*، أم أنَّه في طريق سخطه وإعراضه ، ورضاه رضا الله ، وسخطه سخط الله عزّ وجلّ .

    🙏نسأل الله أن ينبهنا من نومة الغافلين ، وأن يبصِّرنا بعيوبنا ، وأن يجعلنا من الحذرين على أعمالنا، الرّاجين لرحمة ربنا .

    💥والحمد لله ربّ العالمين ، والصﻻة والسﻻم على محمد وآله الطاهرين .
  • خادمة فضه

    • Nov 2008
    • 5466

    #2
    موفقه لكل خير اختي العزيزه
    في ميزان اعمالك ان شاء الله تعالى

    تعليق

    • ندى الحزينة
      • Aug 2014
      • 1411

      #3
      طرح مبارك
      بوركتي اختي العزيزة
      تحيااتي

      تعليق

      • عاشقة ام الحسنين
        كبار الشخصيات

        • Oct 2010
        • 16012

        #4
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

        بارك الله فيك على


        الطرح الراااقي


        يعطيك العافية

        تعليق

        يعمل...
        X