تويت
سؤال وجواب عن الجزع
كيف نجمع بين جزع زينب (
) وبين وصية الإمام لها بالعدم؟ السؤال :
أردت أن أسئل عن وصية الإمام لاخته العقيلة الحوراء زينب سلام الله عليهما: " يا اخية، إني اقسم عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا، ولا تخمشي على وجها، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا انا هلكت"،
كيف يمكن جمع هذه الوصية مع رواية ضرب العقلية الحوراء
جبينها على عمود المحمل حتى سالت الدماء من رأسها الشريف؟الجواب :
النهي عن الجزع في الرواية إنما هو ظرفي مؤقت لمكان قوله
: "إذا أنا هلكت" لا أنه دائم مستمر، وإنما نهى (صلوات الله عليه) عن ذلك في لحظات ما بعد استشهاده لأن في جزع زينب (صلوات الله عليها) وهي الراعية لمن تبقى من نسائه وذراريه ما قد يعرّضهن إلى الهتك من قبل جيش الكفر الأموي في ذلك الموقف العصيب على أرض المعركة، فأراد أن يؤكد على أخته ضرورة ربط الجأش وحبس المشاعر في تلك اللحظات الحرجة حتى لا يكون مسوّغ للأعداء على ارتكاب ما هو أعظم مما قد يمسّ حرمات بنات الرسالة سلام الله عليهن.أما حين زالت تلك اللحظات وانقضت المعركة وابتعدت القافلة عن أرض كربلاء بما فيها من حراجة وخوف ضرر فيرتفع المنع المؤقت ويعود الأصل في جواز بل استحباب الجزع على الحسين
كما دلّت عليه الأدلة المتضافرة. وضرب الجبين بعمود المحمل وإسالة الدماء إنما يندرج تحت عنوان إظهار الجزع فيكون مشمولا بالاستحباب المؤكد.وهذا نظير ما وقع من رسول الله (
وسلم) بالنسبة إلى ابنته الزهراء (صلوات الله عليه) حين أوصاها بعدم الجزع عليه حين استشهاده، أما بعد ذلك فلا مانع، وقد فصّلنا القول في هذه المسألة في جواب سؤال سابق فارجع إليه إن أردت.
تعليق