ثالثاً: ﴿كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾..
-﴿كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾.. ﴿كَفَّرَ﴾؛ أي غطى.. هؤلاء في مقام العمل، رب العالمين يغطي ويزيل عنهم السيئات.. وفي آية أخرى هناك وعد بتبديل السيئات إلى حسنات، يقول تعالى: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.. هناك بحث عند العلماء حول ما المراد بهذه الآية: هل التائب المستقيم على الطريق، يبدل الله سيئاتهم حسنات؛ أي أن كل سرقة تتحول إلى صدقة مثلا!.. والزنا يتحول إلى زواج شرعي!.. هناك تفسيران:
1. التفسير الأول: إن بعض العلماء يقول: نعم، ما المانع في ذلك؟.. إن رب العالمين في عالم الطبيعة، يحوّل السماد النتن إلى رائحة طيبة، كما هو الحال في الورود الفواحة، فهذا السماد يتحوّل إلى رائحة تباع بأغلى الأثمان!.. وفي عالم التكوين كذلك، يحوّل رب العالمين السيئات إلى حسنات: فالنطفة القذرة النجسة، تتحول إلى طفل وسيم وجميل؛ رب العالمين هو هو ما المانع في ذلك؟!..
2. التفسير الثاني: ولكن هناك من يقول: لا، ليس المراد أن كل سرقة تتحول إلى صدقة، وإنما هم في مقام العمل يُكفّرون: فمن كان سارقاً ثم تاب، يصير مصدّقاً؛ هذا معنى تبديل السيئات إلى حسنات.. هذا في مقام التكفير!..
-﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾.. هذا الذي يبحث عنه الناس هذه الأيام فلا يجدونه، حيث أن أثرى الأثرياء لا يشعرون بالاستقرار الباطني، وتعلوهم الكآبة والقلق والاضطراب دائماً.. هذا البال لا يصلح إلا بفضل الله عز وجل، وهو القائل في آية أخرى: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾!.. فالذي خلق القلب هو الذي يطمئنه، ويصلح باله.. فمن يلجأ إلى: الخمرة، والأفيون، والطعام اللذيذ، ومعاشرة النساء، و.. الخ؛ هذه أدوات استمتاع تصلح بال الإنسان مؤقتاً، فهو في ساعة القيام بها متلذذ فقط!.. ولكن المؤمن ليس هكذا: المؤمن قلبه مطمئن في كل آنٍ؛ لا يطمئن ساعة ويضطرب أخرى.. فالقلب إذا اطمأن بذكر الله عز وجل، استمر الاطمئنان إلى يوم لقائه: فهو في البرزخ مطمئن، وفي عرصات القيامة مطمئن، ويجتاز نار جهنم وهو مطمئن ألا يقول تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾ ويصل إلى باب الجنة وهو مطمئن!.. فرق بين اطمئنان المتع المادية، وبين اطمئنان هذه الآية ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾!..
-﴿كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾.. ﴿كَفَّرَ﴾؛ أي غطى.. هؤلاء في مقام العمل، رب العالمين يغطي ويزيل عنهم السيئات.. وفي آية أخرى هناك وعد بتبديل السيئات إلى حسنات، يقول تعالى: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾.. هناك بحث عند العلماء حول ما المراد بهذه الآية: هل التائب المستقيم على الطريق، يبدل الله سيئاتهم حسنات؛ أي أن كل سرقة تتحول إلى صدقة مثلا!.. والزنا يتحول إلى زواج شرعي!.. هناك تفسيران:
1. التفسير الأول: إن بعض العلماء يقول: نعم، ما المانع في ذلك؟.. إن رب العالمين في عالم الطبيعة، يحوّل السماد النتن إلى رائحة طيبة، كما هو الحال في الورود الفواحة، فهذا السماد يتحوّل إلى رائحة تباع بأغلى الأثمان!.. وفي عالم التكوين كذلك، يحوّل رب العالمين السيئات إلى حسنات: فالنطفة القذرة النجسة، تتحول إلى طفل وسيم وجميل؛ رب العالمين هو هو ما المانع في ذلك؟!..
2. التفسير الثاني: ولكن هناك من يقول: لا، ليس المراد أن كل سرقة تتحول إلى صدقة، وإنما هم في مقام العمل يُكفّرون: فمن كان سارقاً ثم تاب، يصير مصدّقاً؛ هذا معنى تبديل السيئات إلى حسنات.. هذا في مقام التكفير!..
-﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾.. هذا الذي يبحث عنه الناس هذه الأيام فلا يجدونه، حيث أن أثرى الأثرياء لا يشعرون بالاستقرار الباطني، وتعلوهم الكآبة والقلق والاضطراب دائماً.. هذا البال لا يصلح إلا بفضل الله عز وجل، وهو القائل في آية أخرى: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾!.. فالذي خلق القلب هو الذي يطمئنه، ويصلح باله.. فمن يلجأ إلى: الخمرة، والأفيون، والطعام اللذيذ، ومعاشرة النساء، و.. الخ؛ هذه أدوات استمتاع تصلح بال الإنسان مؤقتاً، فهو في ساعة القيام بها متلذذ فقط!.. ولكن المؤمن ليس هكذا: المؤمن قلبه مطمئن في كل آنٍ؛ لا يطمئن ساعة ويضطرب أخرى.. فالقلب إذا اطمأن بذكر الله عز وجل، استمر الاطمئنان إلى يوم لقائه: فهو في البرزخ مطمئن، وفي عرصات القيامة مطمئن، ويجتاز نار جهنم وهو مطمئن ألا يقول تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا﴾ ويصل إلى باب الجنة وهو مطمئن!.. فرق بين اطمئنان المتع المادية، وبين اطمئنان هذه الآية ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾!..
تعليق