حب المدح ( 1 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    حب المدح ( 1 )

    المراقبة..
    إن المؤمن إذا تكلم، فإنه يدرس ما يقول دراسة عبد مراقب لنفسه، ويضع دائماً نصب عينيه هذه الآية الكريمة: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.. فالإنسان عندما يريد أن يذّم، لابد أن يعلم أن الذم قريب للغيبة؛ لأن الغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكرهه.. وبالنسبة إلى المدح أيضاً يجب أن يكون المؤمن مراقباً لنفسه، فلا يمدح من لا يستحق المديح، حيث أن هناك ضوابط شرعية لهذا الأمر.

    أثر المدح..
    1. عن رسول الله (): (إذَا مُدَحَ الْفَاجِر: اهْتَزَّ الْعَرْشَ، وَغَضَبَ الرَّبِّ)!.. إن الفاجر ينبغي ألا يُمدح، لأنه إنسان يخالف رب العالمين، ويتحداه بمعصيته؛ فأي مدح يستحق هذا الفاجر؟!.. وكلما زاد فجوره، كانت المسؤولية أعظم!.. فإن كان يخاف من الفاجر؛ عليه ألا يذّمه ولكنه أيضاً ليس ملزماً بمدحه!.. بعض الناس يتعجب من قساوة قلبه، رغم أنه لم يعص الله عز وجل؛ ولكن عندما يتأمل جيداً، يرى أنه تورط في مدح الفجار، وهذا من موجبات غضب الله عز وجل.

    2. يقول الإمام علي (عليه السلام): (مَن مَدَحَك؛ فقد ذَبَحك).. أي: احذر المدح؛ فإنه في حكم الذبح!.. فلو عملنا بهذه الروايات؛ لكنا على خير!.. هناك من يدفع المال ليُمدح كأيام الانتخابات وغيره، بينما المؤمن إذا مُدح أخذته القشعريرة، يخاف من المدح؛ لأنه يخاف أن يُصدق ما يُقال فيه!.. فمثلاً: لو أن هناك إنساناً ذهب إلى السوق، فارتكب معصية، ثم بعد ذلك ذهب إلى الحمام واغتسل وترطب وتطيب بالبخور، فيراه أحدهم فيقول له: ما أشد النور في وجهك!.. أو أنك أصبحت نورانياً!.. هذا النور هو نور الحمام والنظافة، ولكن ذاك الشخص يتعدى من نظافة الظاهر إلى نظافة الباطن.. رغم أن هذا المؤمن قد ارتكب معصية في ذلك اليوم، ولكن ذاك الشخص لا علم له بالأمر.. وإذا بالممدوح كأنه يصدق ما يُقال عنه.

    الميزان..
    1. يقول الإمام علي (عليه السلام): (أيها الناس!.. اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه).. إن بعض الناس مبتلى بمرض الحساسية، كحساسية الجلد وغيره.. وبعضهم مبتلى بحساسية في القول؛ فيتأثر بكل كلام يقال فيه سواء كان إيجاباً أو سلباً!..

    -(اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه).. إن كان ذاك الإنسان يقول كلاماً باطلاً؛ فلمَ الانزعاج!.. عليه أن ينظر إلى الواقع: إن كان مقصراً؛ فلينزعج، وإلا فلا!..

    -(ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه).. هذه عادة الملوك، عندما يُمدحون يصدقون ما يُقال فيهم، فـ "أعذب الشعر أكذبه" كما يقولون!.. ولكن العاقل لا يهتم بثناء الناس ولا بذمهم؛ إنما يهتم بواقعه!..

    2. عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يصير العبد عبداً خالصاً لله عز وجل؛ حتى يصير المدح والذم عنده سواء!.. لأن الممدوح عند الله عز وجل لا يصير مذموماً بذمهم، وكذلك المذموم.. فلا تفرح بمدح أحد؛ فإنه لا يزيد في منزلتك عند الله، ولا يغنيك عن المحكوم لك والمقدور عليك.. ولا تحزن أيضاً بذم أحد؛ فإنه لا ينقص عنك به ذره).. يا له من حديث!.. إذا أراد الإنسان أن يعلم إخلاصه من عدمه، فإن هناك ضابطة ومعادلة، هي أن يصبح المدح والذم عنده سواء، ولكن قلّ من وصل إلى هذه الدرجة!.. فالمدح إن كشف عن واقع؛ هذا أمر طيب.. والذم إن كشف عن عيب؛ فإنه يتابعه ويصلحه.. وإلا فإن الذم والمدح عنده سواء!..
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاكِ الله خير جزاء المحسنين

    تعليق

    • عاشقة ام الحسنين
      كبار الشخصيات

      • Oct 2010
      • 16012

      #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
      بارك الله فيك على الطرح
      يعطيك العافية

      تعليق

      يعمل...
      X