حب المدح ( 2 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    حب المدح ( 2 )

    3. عن الإمام علي (عليه السلام): (اللَّهُمَّ!.. إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ.. اللَّهُمَّ!.. اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ).. إن بعض الناس لا يحب المديح، ولكن إنْ مُدح فعليه بهذا الدعاء!.. فإن كان مدحهم صادقاً، فليسل الله المزيد.. وإن كان المدح كاذباً؛ يستغفر الله مما هو فيه.

    مدح النفس..
    أولاً: هل يجوز أن يمدح الإنسان نفسه، وخاصة إذا كان في صدد تقديم طلب للعمل، ويقدم ما يُسمى بـ:"السيرة الذاتية"؟.. إن الأئمة (عليهم السلام) أصحاب الواقعية، فقد جاء في تفسير العياشي، قال سليمان: قال سفيان: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟.. قال: (نعم، إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ وقول العبد الصالح: ﴿أَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾)؛ فهذا مدح حتى يثبت نفسه في هذا الموقع، وهو من أبواب الاستثناء!..

    ثانياً: إن الإنسان إذا أراد أن يمدح نفسه، عليه أن يكون حذراً!.. فها هو النبي الأعظم () يعلمنا درس المراقبة والمحاسبة، تقول الرواية: سمعت أبا عبد الله الصّادق (عليه السلام) يقول: «أتى يهودي إلى النبي () فقام بين يديه يحد النظر إليه، فقال: يا يهودي، ما حاجتك؟.. فقال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي، الذي كلمه الله تعالى، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام؟.. فقال له النبي: أنه يكره للعبد أن يزكي نفسه، ولكن أقول: إنَّ آدم (عليه السّلام) لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال: اللهم إِني أسالك بحق محمّد وآل محمّد، لمّا غفرتَ لي؛ فغفر الله له.. وأن نوحاً لما ركب في السفينة وخاف الغرق، قال: اللهم إني أسالك بحق محمّد وآل محمد (لمّا أنجيتني) من الغرق؛ فنجاه الله عنها.. وأنّ إبراهيم (عليه السّلام) لما ألقي في النار، قال: اللهم!.. إني أسألك بحق محمد وآل محمّد لما أنجيتني منها؛ فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.. وأن موسى لمّا ألقى عصاة فأوجس في نفسه خيفة، قال: اللهم!.. إني أسألك بحق محمّد وآل محمّد (لما آمنتني) منها؛ فقال الله جل جلاله: ﴿لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الأَعْلَى﴾.. يا يهودي، إنَّ موسى (عليه السلام) لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي، ما نفعه إيمانه شيئاً، ولا نفعته النبوة.. يا يهودي، ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته، فقدمه وصلى خلفه)..

    -(أتى يهودي إلى النبي () فقام بين يديه يحد النظر إليه).. أي ينظر إلى رسول الله () نظرة حادة.

    -(فقال: يا يهودي، ما حاجتك)؟.. أي لماذا تنظر هذا النظر؟!..

    -(فقال: أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي).. أخذ اليهودي يفصل في مزايا موسى بن عمران (عليه السلام).

    -(الذي كلمه الله تعالى، وأنزل عليه التوراة والعصا، وفلق له البحر، وأظله بالغمام)؟.. هو الآن في مقام السؤال، ولكن كأنه يريد أن يتحدى رسول الله ()!..

    -(فقال له النبي: أنه يكره للعبد أن يزكي نفسه).. تزكية النفس مكروهة.

    -(ولكن أقول:).. أجاب بشكل غير مباشر.

    -(إنَّ آدم (عليه السّلام) لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال).. وهذه بشارة لنا جميعاً: فما الذي جعل رب العالمين يتوب على آدم (عليه السلام) لما أصاب الخطيئة؟.. يقول تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.. والنبي () يفصل هذه الكلمات، وهي:

    -(اللهم!.. إِني أسألك بحق محمّد وآل محمّد، لمّا غفرتَ لي؛ فغفر الله له).. أي؛ يا يهودي!.. آدم وهو أبو البشر، رب العالمين تفضل عليه ببركة النبي وآله؛ فاقرأ ما بين السطور!.. فالنبي () بهذه العبارة بيّن فضله وفضل آله صلوات الله عليهم أجمعين.

    ثالثاً: إن تزكية النفس والمديح، تثير في النفس شيئاً!.. فعندما يمدح الإنسان نفسه، كأن هنالك شيئاً من الرياح الخبيثة تنبعث من نفسه.. عن الإمام علي (عليه السلام): (احْتَرِسُوا مِنْ سَوْرَةِ (أي الحدّة) الْإِطْرَاءِ وَالْمَدْحِ؛ فَإِنَّ لَهُمَا رِيحاً خَبِيثَةً فِى الْ
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاكِ الله خير جزاء المحسنين

    تعليق

    • عاشقة ام الحسنين
      كبار الشخصيات

      • Oct 2010
      • 16012

      #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
      بارك الله فيك على الطرح
      يعطيك العافية

      تعليق

      يعمل...
      X