الفرص في الحياة ( 2 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    الفرص في الحياة ( 2 )

    2. عن الإمام علي (عليه السلام): (انتهزوا فُرص الخير؛ فإنّها تمرّ مرّ السحاب).. فكما أن هناك غضباً تراكمياً: أي أن الإنسان قد يرتكب ذنباً واحداً، فلا ينزل عليه العذاب؛ ولكن بعد أن يصل إلى الذنب الرابع أو الخامس؛ تهبط درجة الميزان، فيحلل عليه الغضب، يقول تعالى: ﴿وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾.. هنالك أيضاً منح تراكمية: قد يقوم الإنسان بعمل صالح عشرات المرات، فلا يُعطى جائزة؛ ولكنه يقوم بعمل صالح آخر؛ فيُعطى منحة الإقبال!.. هذه فرصة رب العالمين لم يعطه إياها إلا بعد عشرات الأعمال الصالحة؛ لذا عليه أن يغتنمها!..

    3. عن الإمام المجتبى (عليه السلام): (يا ابن آدم!.. إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فجد بما في يديك.. فإن المؤمن يتزود، والكافر يتمتع)!..

    -(إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك).. أكبر الناس سناً هو الرضيع؛ لأن الفرصة أمامه طويلة.. وكلما تقدم في العمر، يقلّ عمره لا يكبر!.. والمؤمن له في ختام كل ليلة حالة من حالات الحزن -إن كان يلتفت- لأنه كل يوم يقترب خطوة إلى القبر أكثر فأكثر!..

    -(فجد بما في يديك).. هذه عبارة جميلة، إذا أراد الإنسان أن يستمتع استمتاعاً محرماً أو استمتاعاً يشغله عن عبادة، كأن يُؤذَّن لصلاة الظهر، والإنسان مشغول بطبق شهي، أو في جلسة ساهية لاهية؛ عليه أن يجعل هذه الرواية أمامه دائماً وأبداً، ولا بأس أن تكتب هذه الرواية في غرفة الطعام، لتكون مذكرة!..

    -(فإن المؤمن يتزود، والكافر يتمتع).. فرق بين التمتع والتزود: فالإنسان الذي يذهب إلى محطة البنزين، ويتزود بالوقود؛ فإنه يُكمل سيره، لا ليقف في مكانه، ويشتغل بالأكل والشرب، وهو في ذلك المكان.. المؤمن هكذا يتزود: فنومه هو زاد لآخرته، لأنه إذا لم ينم لن يستيقظ نشطاً لصلاة الليل.. بعض الناس ينام مبكراً لا لأجل الصحة والعافية فقط، فمن موجبات العافية؛ النوم المبكر، ولكنه يخشى إن نام متأخراً ألا يستيقظ لصلاة لليل، ولو استيقظ فإنه يخاف أن يتكلم وهو من غير وعي، فلا يُعطي صلاة الليل حقها؛ هذا شعار المؤمن في كل تقلباته!..

    4. عن الإمام علي (عليه السلام): (بادر الفرصة، قبل أن تكون غصة).. هناك أنواع من العذاب في القبر، ومن أشد أنواع عذاب القبر على ما يُفهم من بعض القضايا: هو الحزن على ما فات الإنسان من الفرص، وتضييع العمر، حتى لو بالحلال، لأنه كان بإمكان الإنسان أن يتزود لآخرته، ولكنه اشتغل بالمباح عن المستحب، يقول تعالى: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾.
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    جزاكِ الله خير جزاء المحسنين

    تعليق

    • عاشقة ام الحسنين
      كبار الشخصيات

      • Oct 2010
      • 16012

      #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
      بارك الله فيك على الطرح
      يعطيك العافية

      تعليق

      يعمل...
      X