الزهد ودرجاته وعلاماته
الزهد في اللغة : ترك الشيء والإعراض عنه ، يقال : زهد يزهد من باب منع وشرف ، في
الشيء وعن الشيء : رغب عنه وتركه . ويراد به في الشرع كثيراً ما ، ملكة الإعراض عن
الدنيا وعدم تعلق القلب بها ، وعدم الاعتناء بشأنها وإن كانت نفسها حاصلة للشخص من
طريق محلل ؛ وله مرتبتان : الزهد عن حرامها وعما نهى الله عنه من زخارفها ، والزهد
عن حلالها وما أباحه وسوغه ، وفي الآيات الكريمة والنصوص الواردة في الباب ما يوضح
حقيقته ومراتبه وما يترتب عليه من الآثار والثواب .
قال تعالى : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) (1) وقال : ( لكيلا
تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم ) (2) . ( فمن الواضح أنه إذا لم يتعلق القلب
بشيء لم يتأثر بالحزن عند فوته ، ولا بالفرح عند حصوله ) . وقد خاطب الله تعالى
النبي
____________
(1) الحديد : 23 .
(2) آل عمران : 153 .
الأقدس أو كل مخاطب له قلب ، وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم
) (1) ( ومد العين كناية عن النظر إليه إعجاباً ورغبة ) . والنهي إرشاد إلى وجود
المفسدة في ذلك ، فإنه يضاد الزهد ، وتركه يستلزم تحقق صفة الزهد . وورد في النصوص
أن حد الزهد ما ذكره تعالى ، فإنه بين كلمتين من الكتاب ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم
ولا تفرحوا بما آتاكم ) (2)
وأن الزهد في الدنيا قصر الأمل (3) .
وأنه ليس بإضاعة المال ولا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في
يدك أوثق منك بما في يد الله (4) .
وأن الزهد تنكب حرام الدنيا (5) .
وأنه لا زهد كالزهد في الحرام (6) .
وأن أزهد الناس من ترك الحرام (7) .
وأن الزاهد في الدنيا : الذي يتحرج من حلالها فيتركه مخافة حسابها ، ويترك حرامها
مخافة عقابها (8) .
وأنه ما تزين المتزينون بمثل الزهد في الدنيا (9) .
____________
(1) طه : 130 والحجر : 88 .
(2) بحار الأنوار : ج70 ، ص 311 .
(3) بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(4) منهج الصادقين : ج9 ، ص190 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(5) بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(6) بحار الأنوار : ج70 ، ص317 .
(7) بحار الأنوار : ج70 ، ص312 .
(8) بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(9) ارشاد القلوب : ص96 .
وأن حب الدنيا رأس كل خطيئة (1) ، فإنه قد أحب ما أبغضه الله ، وأي خطأ أشد جرماً
من هذا .
وأن الزاهد هو المتبلغ بدون قوته والمستعد ليوم موته والمتبرم بحياته (2) .
وأن أفضل الزهد إخفاء الزهد (3) .
وأن الزهاد كانوا قوماً من أهل الدنيا وليسوا من أهلها فكانوا فيها كمن ليس منها
يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظاماً لموت قلوبهم (4) .
وأن الناس ما تعبّدوا الله بشيء مثل الزهد في الدنيا (5) .
وان أعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع (6) .
وأن صلاح أول هذه الأمة كانوا بالزهد (7) .
وإذا رأيتم الرجل قد أعطى الزهد في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة (8) .
وإذا زهد الرجل فيما عند الناس أحبه الناس (9) . ومن زهد الدنيا أثبت الله الحكمة
في قلبه وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها (10) .
____________
(1) الخصال : ص25 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج3 ، ص395 ـ المحجة البيضاء : ج5 ، ص253
ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص308 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص239 ، وج73 ، ص7 .
(2) ارشاد القلوب : ص83 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص319 .
(3) نهج البلاغة : الحكمة 28 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج2 ، ص402 ـ بحار الأنوار :
ج70 ، ص316 و 319 .
(4) الوافي : ج4 ، ص26 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص320 .
(5) بحار الأنوار : ج70 ، ص322 .
(6) بحار الأنوار : ج70 ، ص 310 .
(7) مجمع البحرين : ج3 ، ص59 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(8) بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(9) بحار الأنوار : ج70 ، ، ص311 ـ مستدرك الوسائل : ج12 ، ص51 .
(10) بحار الأنوار : ج70 ، ص313 .
( 76 )
والله تعالى يبيح جنته للمتقرب إليه بالزهد (1) .
وأزهد الناس من لا يطلب المعدوم حتى ينفد الموجود (2) .
____________
(1) بحار الأنوار : ج70 ، ص314 .
(2) بحار الأنوار : ج70 ، 315 .
( 77 )
الزهد في اللغة : ترك الشيء والإعراض عنه ، يقال : زهد يزهد من باب منع وشرف ، في
الشيء وعن الشيء : رغب عنه وتركه . ويراد به في الشرع كثيراً ما ، ملكة الإعراض عن
الدنيا وعدم تعلق القلب بها ، وعدم الاعتناء بشأنها وإن كانت نفسها حاصلة للشخص من
طريق محلل ؛ وله مرتبتان : الزهد عن حرامها وعما نهى الله عنه من زخارفها ، والزهد
عن حلالها وما أباحه وسوغه ، وفي الآيات الكريمة والنصوص الواردة في الباب ما يوضح
حقيقته ومراتبه وما يترتب عليه من الآثار والثواب .
قال تعالى : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) (1) وقال : ( لكيلا
تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم ) (2) . ( فمن الواضح أنه إذا لم يتعلق القلب
بشيء لم يتأثر بالحزن عند فوته ، ولا بالفرح عند حصوله ) . وقد خاطب الله تعالى
النبي
____________
(1) الحديد : 23 .
(2) آل عمران : 153 .
الأقدس أو كل مخاطب له قلب ، وقال : ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم
) (1) ( ومد العين كناية عن النظر إليه إعجاباً ورغبة ) . والنهي إرشاد إلى وجود
المفسدة في ذلك ، فإنه يضاد الزهد ، وتركه يستلزم تحقق صفة الزهد . وورد في النصوص
أن حد الزهد ما ذكره تعالى ، فإنه بين كلمتين من الكتاب ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم
ولا تفرحوا بما آتاكم ) (2)
وأن الزهد في الدنيا قصر الأمل (3) .
وأنه ليس بإضاعة المال ولا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في
يدك أوثق منك بما في يد الله (4) .
وأن الزهد تنكب حرام الدنيا (5) .
وأنه لا زهد كالزهد في الحرام (6) .
وأن أزهد الناس من ترك الحرام (7) .
وأن الزاهد في الدنيا : الذي يتحرج من حلالها فيتركه مخافة حسابها ، ويترك حرامها
مخافة عقابها (8) .
وأنه ما تزين المتزينون بمثل الزهد في الدنيا (9) .
____________
(1) طه : 130 والحجر : 88 .
(2) بحار الأنوار : ج70 ، ص 311 .
(3) بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(4) منهج الصادقين : ج9 ، ص190 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(5) بحار الأنوار : ج70 ، ص310 .
(6) بحار الأنوار : ج70 ، ص317 .
(7) بحار الأنوار : ج70 ، ص312 .
(8) بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(9) ارشاد القلوب : ص96 .
وأن حب الدنيا رأس كل خطيئة (1) ، فإنه قد أحب ما أبغضه الله ، وأي خطأ أشد جرماً
من هذا .
وأن الزاهد هو المتبلغ بدون قوته والمستعد ليوم موته والمتبرم بحياته (2) .
وأن أفضل الزهد إخفاء الزهد (3) .
وأن الزهاد كانوا قوماً من أهل الدنيا وليسوا من أهلها فكانوا فيها كمن ليس منها
يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظاماً لموت قلوبهم (4) .
وأن الناس ما تعبّدوا الله بشيء مثل الزهد في الدنيا (5) .
وان أعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع (6) .
وأن صلاح أول هذه الأمة كانوا بالزهد (7) .
وإذا رأيتم الرجل قد أعطى الزهد في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة (8) .
وإذا زهد الرجل فيما عند الناس أحبه الناس (9) . ومن زهد الدنيا أثبت الله الحكمة
في قلبه وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها (10) .
____________
(1) الخصال : ص25 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج3 ، ص395 ـ المحجة البيضاء : ج5 ، ص253
ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص308 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص239 ، وج73 ، ص7 .
(2) ارشاد القلوب : ص83 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص319 .
(3) نهج البلاغة : الحكمة 28 ـ غرر الحكم ودرر الكلم : ج2 ، ص402 ـ بحار الأنوار :
ج70 ، ص316 و 319 .
(4) الوافي : ج4 ، ص26 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص320 .
(5) بحار الأنوار : ج70 ، ص322 .
(6) بحار الأنوار : ج70 ، ص 310 .
(7) مجمع البحرين : ج3 ، ص59 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(8) بحار الأنوار : ج70 ، ص311 .
(9) بحار الأنوار : ج70 ، ، ص311 ـ مستدرك الوسائل : ج12 ، ص51 .
(10) بحار الأنوار : ج70 ، ص313 .
( 76 )
والله تعالى يبيح جنته للمتقرب إليه بالزهد (1) .
وأزهد الناس من لا يطلب المعدوم حتى ينفد الموجود (2) .
____________
(1) بحار الأنوار : ج70 ، ص314 .
(2) بحار الأنوار : ج70 ، 315 .
( 77 )
تعليق