دعاء (اللهم لقنِّي حجتي يوم القاك)[1]
من الاذكار المصاحبة لأفعال الوضوء الدعاء عند المضمضة (اللهم لقنِّي حجتي يوم القاك) أي اللهم علّمني وعرفّني بالحجة التي انتفع بها وادافع بها عن نفسي يوم القيامة حين القاك وحين اقف للحساب على كل ما صدر مني في حياتي، والحاكم المطلق يومئذٍ هو الله تبارك وتعالى (مالك يوم الدين)، فالله تعالى يعلمنا أن نسأله تزويدنا بالحجج والاعذار والأدلة التي نقدّمها بين يديه تبارك وتعالى لنتخلص من التبعات والاوزار التي جنيناها على أنفسنا.
إنه مظهر من مظاهر الرحمة والكرم الإلهي، فأيُّ قاضٍ وأيُّ خصم يعلّم خصمه الجاني الظالم ما يخلصّه من صاحب الحق، واذكر لكم بعض ما علمنا الله تعالى من هذه الحجج.
منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الانفطار:6)، ففي الوقت الذي يعاتب الانسان بما هو انسان عاقل مدرك قد أختاره الله تعالى لخلافته وأكرمه وفضّله على كثير ممن خلق وأغدق عليه ما لا يعدُّ ولا يحصى من النعم، ويسأله ما الذي دعاك أيها الانسان الى العصيان والتمرد وتجاوز الحدود، وما الذي اغراك بمخالفة ما أمرك به ربّك الذي توّلى تربيتك ورعايتك وصنعك بأحسن تقويم، في نفس الوقت يعلّمه العذر لأنه تعالى يعلم ان الانسان لا يملك حجة يدافع بها عن نفسه وهو في حالة ذهول وخوف فعلمه الجواب الذي يعتذر به بان يطلق على نفسه سبحان وصف (الكريم) ليجيب الانسان على الفور (غرّني كرمك يا الهي) وسترك المرخى عليَّ وحلمك الطويل عني وعدم مؤاخذتي، ولو كانت العقوبة تأتي مباشرةً لارتدع الناس، فالله تعالى يعلم أن العبد لا عذر له ولا حجة (فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ) (الأنعام:149) وفي دعاء امير المؤمنين (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل (فَلَكَ اَلْحُجَّةُ عَلي في جَميعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ وَاَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ )[2].
(ومنها) ما في دعاء الامام السجاد (عليه السلام) المعروف بدعاء أبي حمزة بقوله (إلهي ان ادخلتني الجنة ففيه سرور نبيك(صلى الله عليه وآله) وان أدخلتني النار ففيه سرور عدوّك، وانا اعلم ان سرور نبيك (صلى الله عليه وآله) أحبُّ اليك من سرور عدوّك) لاحظ كيف يعلّمك ماذا تقول بين يدي الله تعالى لتشملك الرحمة الإلهية لان الله تعالى كتب على نفسه الرحمة، فإنني يا الهي وان كنت مثقلاً باوزاري وذنوبي التي احتطبتها على ظهري الا انني محسوب على نبيك (صلى الله عليه وآله) لأنني مسلم وموحّد فان أدخلتني النار سيشمت بي الكافر والمشرك ويقولان ما فرقك عنا وماذا نفعك اسلامك وتوحيدك الذي كنت تدعونا اليه وأنت معنا في النار وان الله تعالى لا يرضى ان يسبّب الحرج والذلة والاهانة لعبد آمن به.
(ومنها) البيتان اللذان روي ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كتبهما على كفن سلمان الفارسي عند وفاته في المدائن من المدينة المنورة وهما:
وفدتُ على الكريم بغير زاد
من الحسنات والقلب السليم
فحمل الزاد اقبح كل شيء
من الاذكار المصاحبة لأفعال الوضوء الدعاء عند المضمضة (اللهم لقنِّي حجتي يوم القاك) أي اللهم علّمني وعرفّني بالحجة التي انتفع بها وادافع بها عن نفسي يوم القيامة حين القاك وحين اقف للحساب على كل ما صدر مني في حياتي، والحاكم المطلق يومئذٍ هو الله تبارك وتعالى (مالك يوم الدين)، فالله تعالى يعلمنا أن نسأله تزويدنا بالحجج والاعذار والأدلة التي نقدّمها بين يديه تبارك وتعالى لنتخلص من التبعات والاوزار التي جنيناها على أنفسنا.
إنه مظهر من مظاهر الرحمة والكرم الإلهي، فأيُّ قاضٍ وأيُّ خصم يعلّم خصمه الجاني الظالم ما يخلصّه من صاحب الحق، واذكر لكم بعض ما علمنا الله تعالى من هذه الحجج.
منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الانفطار:6)، ففي الوقت الذي يعاتب الانسان بما هو انسان عاقل مدرك قد أختاره الله تعالى لخلافته وأكرمه وفضّله على كثير ممن خلق وأغدق عليه ما لا يعدُّ ولا يحصى من النعم، ويسأله ما الذي دعاك أيها الانسان الى العصيان والتمرد وتجاوز الحدود، وما الذي اغراك بمخالفة ما أمرك به ربّك الذي توّلى تربيتك ورعايتك وصنعك بأحسن تقويم، في نفس الوقت يعلّمه العذر لأنه تعالى يعلم ان الانسان لا يملك حجة يدافع بها عن نفسه وهو في حالة ذهول وخوف فعلمه الجواب الذي يعتذر به بان يطلق على نفسه سبحان وصف (الكريم) ليجيب الانسان على الفور (غرّني كرمك يا الهي) وسترك المرخى عليَّ وحلمك الطويل عني وعدم مؤاخذتي، ولو كانت العقوبة تأتي مباشرةً لارتدع الناس، فالله تعالى يعلم أن العبد لا عذر له ولا حجة (فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ) (الأنعام:149) وفي دعاء امير المؤمنين (عليه السلام) المعروف بدعاء كميل (فَلَكَ اَلْحُجَّةُ عَلي في جَميعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ وَاَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ )[2].
(ومنها) ما في دعاء الامام السجاد (عليه السلام) المعروف بدعاء أبي حمزة بقوله (إلهي ان ادخلتني الجنة ففيه سرور نبيك(صلى الله عليه وآله) وان أدخلتني النار ففيه سرور عدوّك، وانا اعلم ان سرور نبيك (صلى الله عليه وآله) أحبُّ اليك من سرور عدوّك) لاحظ كيف يعلّمك ماذا تقول بين يدي الله تعالى لتشملك الرحمة الإلهية لان الله تعالى كتب على نفسه الرحمة، فإنني يا الهي وان كنت مثقلاً باوزاري وذنوبي التي احتطبتها على ظهري الا انني محسوب على نبيك (صلى الله عليه وآله) لأنني مسلم وموحّد فان أدخلتني النار سيشمت بي الكافر والمشرك ويقولان ما فرقك عنا وماذا نفعك اسلامك وتوحيدك الذي كنت تدعونا اليه وأنت معنا في النار وان الله تعالى لا يرضى ان يسبّب الحرج والذلة والاهانة لعبد آمن به.
(ومنها) البيتان اللذان روي ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كتبهما على كفن سلمان الفارسي عند وفاته في المدائن من المدينة المنورة وهما:
وفدتُ على الكريم بغير زاد
من الحسنات والقلب السليم
فحمل الزاد اقبح كل شيء
تعليق