فالمنتصر في معركته الحتمية الدائمة الشاملة معها يستحق الجائزة الكبرى وهي الجنة، والوصول الى الجنة يستحق من الإنسان كل ذلك التعب والمشقة والعناء . . 2 ــ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال : أن رسول الله (ص) بعث سرية ــ قوة عسكرية ــ فلما رجعوا قال : ( مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر ) قيل يا رسول اله وما الجهاد الأكبر ؟ قال : ( جهاد النفس ) ثم قال : ( أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه ) ولعل الفقرة الأخيرة إشارة الى أحد جوانب خطورة المعركة مع النفس، وهو التداخل والإلتصاق الذي تحدثنا عنه، فهي عدو داخل الإنسان وبين جنبيه ! 3 ــ وبقول الإمام علي (ع) : ( أشجع الناي من غلب هواه )4 ــ وعن الامام علي (ع) : ( املكوا انفسكم بدوام جهادها )5 ــ وعنه ايضاً (ع) : ( صلاح النفس مجاهدة الهوى )6 ــ ويتحدث الإمام علي (ع) عن بعض التكتيكات في المعركة مع النفس قائلاً: ( إذا صعبت عليك نفسك فأصعب لها تذل لك، وخادع نفسك عن نفسك تنقذ لك ) فعلى الإنسان أن لا ينهزم بسرعة امام صعوبة المعركة، ولا ان يستجيب لخداع العدو، وبصموده تنهزم أهواء النفس وتنهار ذليلة خانعة، وبوعيه يفوت الفرصة على الإغراءات ويخدعها . 7 ــ ويقول الإمام علي (ع) : ( أقبل على نفسك بالإدبار عنها ) (6) ذلك ان الأقبال على النفس بالإستجابة لرغبتها مهلك للإنسان ونفسه، بينما التعامل مع النفس بالإستجابة لرغباتها مهلك للإنسان ونفسه، بينما التعامل مع النفس بالتنكر لأهوائها هو لمصلحة النفس .
الحلقة الثانية : الجهاد الأكبر . . جهاد النفس
تقليص
X
تعليق