سجود العاشقين
بين العباد العاشقين للحق ثمّة اناس يبلغ بهم العشق بحيث يكون لهم سجود في صلاتهم في الليل والنهار يبلغ حدّاً بحيث انّهم يندكون في ذات الحق ، وفي هذا دلالة أكيدة على انّ للسجود دور كبير وفاعل في تعزيز علاقة الانسان بربّه .
فالسجود الطويل يؤدّي دوراً مصيريّاً في حياة الانسان وتجربته الروحيّة وثمّة مرويّات حول السجود الطويل تشجّع على تجربته لأنّه يسرّع من حركة الانسان التكامليّة .
عَن اَبِى بَصِير قَالَ لِى اَبُوعَبدَاللّه عليه السلام : عَلَيكُم بِطُولِ السُّجُودِ فَانَّ ذلِكَ مِنْ سُنَنِ (72) الاْءوَّابينَ1 .
والأوابين هم التوابين .
وقد سئل رسول اللّه صلي الله عليه و آله حول ستة أشياء إذ جاءه رجل فقال له : علّمني عملاً يحبني اللّه عليه ويحبّني المخلوقون ويثري اللّه مالي ويصحّ بدني ويطيل عمري ويحشرني معك !
قال صلي الله عليه و آله : هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال . . . وإذا أردت أن يحشرك اللّه معي فأطل السجود بين يدي اللّه الواحد القهّار2 .
ولذا فان عباد اللّه الهائمين بعشق الحق الوالهين بحبه يواظبون على السجود الطويل ، ولنا في الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام اسوة ومثال فقد لقّب بـ« سيّد الساجدين » يروي أحد أصحابه انّه رآه وقد وضع جبهته على صخرة صمّاء وكان يبكي في حضرة الخالق تبارك وتعالى ويقول :
لا إلهَ إلاّ اللّهُ حَقّاً حَقّا ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ تَعَبُّداً وَرِقّا لا إله إلاّ اللّهُ ايماناً وَصِدْقاً3 .
وجاء في كتاب الكافي عن أحد أصحاب الأئمّة قدس سرهما قال :
رأيت أبا عبداللّه ( الصادق عليه السلام ) يتخلّل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضّأ عندها ثمّ ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمسمئة تسبيحة ثمّ استند إلى النخلة فدعا بدعوات4 .
وجاء في الأثر عن الامام الكاظم عليه السلام انّه :
1 ـ بحار الأنوار : 82/166 باب 29 ، حديث 18 .
2 ـ بحار الأنوار : 82/164 ، باب 29 ، حديث 12 .
3 ـ بحارالأنوار : 82/166 ، باب 29 ، حديث 17 .
4 ـ الكافي : 8/143 ، حديث محاسبة النفس ، حديث 111 ؛ وسائل الشيعة : 6/379 ، باب 23 ، حديث 8234 .
(73)
حَليفُ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ1 .
فاذا تجاوزنا الأئمّة الأطهار والأوصياء الأبرار ونأتي الى أصحابهم وعباد اللّه الصالحين نجده أنهم كانوا يتبعون خطى الأنبياء والأوصياء وكانوا يقتدون بهم ، فهذا محمد بن أبي عمير الثقة الجليل القدر روى عنه الفضل بن شاذان قال :
دخلت على محمّد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود جداً فلما رفع رأسه قال له :
ـ أطلت السجود !
فقال محمد :
ـ فكيف لو رأيت محمّد بن خربوذ .
وروى أيضاً قال : دخلت العراق فرأيت واحداً يعاتب صاحبه ويقول له :
ـ أنت رجل وعليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم وما آمن أن تذهب عيناك بطول سجودك ، فلمّا أكثر عليه قال : أكثرت عليّ ويحك ، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين أبن أبي عمير ، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلاّ عند الزوال2 .
سألت شيخي وكان من العلماء العرفاء لم أر له نظيراً في مرتبته وعلو شأنه عن عمل يؤثر في الاصلاح وجلب المعرفة !
فقال لي : لم أر عملاً مؤثراً أكثر من أن تسجد في اليوم والليلة سجدة طويلة وتردّد فيها :
لاَّ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 3 . يتبع
بين العباد العاشقين للحق ثمّة اناس يبلغ بهم العشق بحيث يكون لهم سجود في صلاتهم في الليل والنهار يبلغ حدّاً بحيث انّهم يندكون في ذات الحق ، وفي هذا دلالة أكيدة على انّ للسجود دور كبير وفاعل في تعزيز علاقة الانسان بربّه .
فالسجود الطويل يؤدّي دوراً مصيريّاً في حياة الانسان وتجربته الروحيّة وثمّة مرويّات حول السجود الطويل تشجّع على تجربته لأنّه يسرّع من حركة الانسان التكامليّة .
عَن اَبِى بَصِير قَالَ لِى اَبُوعَبدَاللّه عليه السلام : عَلَيكُم بِطُولِ السُّجُودِ فَانَّ ذلِكَ مِنْ سُنَنِ (72) الاْءوَّابينَ1 .
والأوابين هم التوابين .
وقد سئل رسول اللّه صلي الله عليه و آله حول ستة أشياء إذ جاءه رجل فقال له : علّمني عملاً يحبني اللّه عليه ويحبّني المخلوقون ويثري اللّه مالي ويصحّ بدني ويطيل عمري ويحشرني معك !
قال صلي الله عليه و آله : هذه ست خصال تحتاج إلى ست خصال . . . وإذا أردت أن يحشرك اللّه معي فأطل السجود بين يدي اللّه الواحد القهّار2 .
ولذا فان عباد اللّه الهائمين بعشق الحق الوالهين بحبه يواظبون على السجود الطويل ، ولنا في الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام اسوة ومثال فقد لقّب بـ« سيّد الساجدين » يروي أحد أصحابه انّه رآه وقد وضع جبهته على صخرة صمّاء وكان يبكي في حضرة الخالق تبارك وتعالى ويقول :
لا إلهَ إلاّ اللّهُ حَقّاً حَقّا ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ تَعَبُّداً وَرِقّا لا إله إلاّ اللّهُ ايماناً وَصِدْقاً3 .
وجاء في كتاب الكافي عن أحد أصحاب الأئمّة قدس سرهما قال :
رأيت أبا عبداللّه ( الصادق عليه السلام ) يتخلّل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضّأ عندها ثمّ ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمسمئة تسبيحة ثمّ استند إلى النخلة فدعا بدعوات4 .
وجاء في الأثر عن الامام الكاظم عليه السلام انّه :
1 ـ بحار الأنوار : 82/166 باب 29 ، حديث 18 .
2 ـ بحار الأنوار : 82/164 ، باب 29 ، حديث 12 .
3 ـ بحارالأنوار : 82/166 ، باب 29 ، حديث 17 .
4 ـ الكافي : 8/143 ، حديث محاسبة النفس ، حديث 111 ؛ وسائل الشيعة : 6/379 ، باب 23 ، حديث 8234 .
(73)
حَليفُ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ1 .
فاذا تجاوزنا الأئمّة الأطهار والأوصياء الأبرار ونأتي الى أصحابهم وعباد اللّه الصالحين نجده أنهم كانوا يتبعون خطى الأنبياء والأوصياء وكانوا يقتدون بهم ، فهذا محمد بن أبي عمير الثقة الجليل القدر روى عنه الفضل بن شاذان قال :
دخلت على محمّد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود جداً فلما رفع رأسه قال له :
ـ أطلت السجود !
فقال محمد :
ـ فكيف لو رأيت محمّد بن خربوذ .
وروى أيضاً قال : دخلت العراق فرأيت واحداً يعاتب صاحبه ويقول له :
ـ أنت رجل وعليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم وما آمن أن تذهب عيناك بطول سجودك ، فلمّا أكثر عليه قال : أكثرت عليّ ويحك ، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين أبن أبي عمير ، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلاّ عند الزوال2 .
سألت شيخي وكان من العلماء العرفاء لم أر له نظيراً في مرتبته وعلو شأنه عن عمل يؤثر في الاصلاح وجلب المعرفة !
فقال لي : لم أر عملاً مؤثراً أكثر من أن تسجد في اليوم والليلة سجدة طويلة وتردّد فيها :
لاَّ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 3 . يتبع
تعليق