بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الأجيال السالفة أو المستقبلة لا تستطيع أن تنهض بأعباء حياتها ما لم يوجد في صفوفها نفر يحملون الممّيزات الأخلاقية العظيمة ،ليكونوا جديرين بحمل الرّسالة أو ليكونوا قدوةً يحتذى بها في السلوك الفردي أو الاجتماعي.
في حياة بعض الناس ومضات يحار العقل البشري عند إستذكارها والتفكير بها ، وحين يقف المرء عندها، تخشع جوانحه حيرة وإكباراً لصانعيها. والأجيال السالفة أو المستقبلة لا تستطيع أن تنهض بأعباء حياتها ما لم يوجد في صفوفها نفر يحملون هذه الممّيزات العظيمة ،ليكونوا جديرين بحمل الرّسالة أو ليكونوا قدوةً يحتذى بها في السلوك الفردي أو الاجتماعي. وكثيراً ما ينهض بهذه الأعباء نفر من الرجال ممن توفّرت فيهم بعض المؤهلات التي رفعتهم إلى مستوى المسؤولية ـ مسؤولية إنقاذ مجتمعاتهم أو الإنسانية بكاملها ـ أحياناً ـ كما هو عليه الرُّسل ( عليهم السلام ). وإلى جانب هذه الشُّموع التي أضاءت للبشرية طريقها ـ عبر التاريخ ـ برزت بعض النّساء ليؤلفن مناخاً دافئاً لخلق أجيال مهذّبة ؛ ولكنّ تأريخ البشرية لم يحظ إلا بقليل من هذه الشموع الجديدة . ولهذه الحقيقة أشار الرسول القائد محمد ( صلى الله عليه وآله ) بقوله :
"كمل من الرّجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد(صلي الله عليه وآله)".
فهؤلاء النُّسوة قد تربين في أحضان الوحي حتى بلغن مرحلة النُّضوج للشخصية لا تبلغها غيرهنّ من العنصر النسائي في المجموعة البشرية ، فضلاً عن الرّجال سوى الأنبياء والأوصياء منهم.
ونحن في هذه الصّفحات الوجيزة بودّنا أن نمارس حديثاً عن صفات طفحت بها شخصية فاطمة بنت محمد ( عليها السلام ) لتبقى نبراساً تهتدي بها الاُمم والشُّعوب التي تتطلع إلى المجد والعزة . وها نحن ـ أُولاء ـ نرسم بعض النقاط المضيئة النابضة بالحياة التي اتّسمت بها حياة الزهراء ( عليها السلام ) :
1- في أشدّ الأيام التي مرّت بها دولة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) في يثرب الفتية عسرة ، حيث الضّائقة المالية وانحطاط الحالة الإقتصادية التي ولّدتها كثرة الحروب التي دارت رحاها بين دولة المنهج الإلهي والدُّول القائمة على أُسس جاهلية ، حيث أنّ طبيعة الحروب تفرض بطبيعتها سياسة تقشُّف تفرضها الظروف العسكرية سيما لدى الدولة التي تبتلى بغزو أعدائها الكثار الذين يعملون على انتهاز كلّ فرصة للإطاحة بهذه الدّولة.
أجل الضّائقة المالية تلعب دورها في حياة المجتمع الفتي في يثرب ، والموارد المالية لا تتعدّى بعض الغنائم التي يكسبها المحاربون من الأعداء أو بعض الزّكوات التي يدفعها أغنياء الأُمّة الى دولتهم ، أمّا سوى ذلك فلا وجود له، فلا زراعة يعتمد عليها حيث تمتاز أرض الحجاز إلا ما ندر ـ بجدبها وصحراويتها وجفافها ـ ولا صناعة تذكر غير حياكة يدوية لبعض الملابس وحدادة لبعض الآت الحرب من سيوف ودروع ورماح ونحوها ، كما لم تهتد البشرية يومذاك لمعرفة إستخراج النفط ونحوه من خيرات الأرض ، كلّ ذلك غير متوفّر بهذه الدّولة الفتية فلابد أن تكون محصّلة هذه الأحاديث ضائقة مالية وعسراً اقتصادياً يعمُّ جميع طبقات الأُمّة. وفضلاً عن كلّ ذلك فالفتوحات ما زالت مقصورة على أرض الجزيرة العربية التي تمتاز بندرة مواردها المالية حيث لم تصل جيوش محمد( صلى الله عليه وآله ) بعد إلى أرض السّواد أو أرض الكنانة أو الهلال الخصيب لكي تدرّ هذه البقاع بعضاً من مواردها على مركز الدّولة في ( يثرب).
في مثل هذه الأيام القاسية ـ اقتصادياً ـ يدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيخ كبير تبدو الفاقة على ملامح شخصيته كلها ـ فالثياب رثّة مهلهلة ، والظهر محدودب، والوهر بارز على تقاسيم وجهه، وقد جاء يحمل مطالبه لرسول الله محطّ أنظار المعوزين وأبي الفقراء والمحتاجين ـ فقال(1):" يا رسول الله أنا جائع الكبد فأطعمني ، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فآثرني" ولكنّ الضائقة المالية التي تحياها دولة محمد( صلى الله عليه وآله ) بسبب التعبئة العسكرية وقلة الموارد المالية في الحجاز جعلته يعتذر ، فيقول له: " ما أجد لك شيئاً ، ولكنّ الدّالّ على الخير كفاعله، إنطلق إلى ابنتي فاطمة."
وأمر بلالاً أن يدلّه على بيت الزهراء ( عليها السلام )، ويبلغ الشيخ بيت الزهراء ، وعلى الباب يرفع صوته :"السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومختلف الملائكة ، يا بنت محمد أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة، عاري الجسد ، جائع الكبد ، فارحميني يرحمك الله" يتبع
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الأجيال السالفة أو المستقبلة لا تستطيع أن تنهض بأعباء حياتها ما لم يوجد في صفوفها نفر يحملون الممّيزات الأخلاقية العظيمة ،ليكونوا جديرين بحمل الرّسالة أو ليكونوا قدوةً يحتذى بها في السلوك الفردي أو الاجتماعي.
في حياة بعض الناس ومضات يحار العقل البشري عند إستذكارها والتفكير بها ، وحين يقف المرء عندها، تخشع جوانحه حيرة وإكباراً لصانعيها. والأجيال السالفة أو المستقبلة لا تستطيع أن تنهض بأعباء حياتها ما لم يوجد في صفوفها نفر يحملون هذه الممّيزات العظيمة ،ليكونوا جديرين بحمل الرّسالة أو ليكونوا قدوةً يحتذى بها في السلوك الفردي أو الاجتماعي. وكثيراً ما ينهض بهذه الأعباء نفر من الرجال ممن توفّرت فيهم بعض المؤهلات التي رفعتهم إلى مستوى المسؤولية ـ مسؤولية إنقاذ مجتمعاتهم أو الإنسانية بكاملها ـ أحياناً ـ كما هو عليه الرُّسل ( عليهم السلام ). وإلى جانب هذه الشُّموع التي أضاءت للبشرية طريقها ـ عبر التاريخ ـ برزت بعض النّساء ليؤلفن مناخاً دافئاً لخلق أجيال مهذّبة ؛ ولكنّ تأريخ البشرية لم يحظ إلا بقليل من هذه الشموع الجديدة . ولهذه الحقيقة أشار الرسول القائد محمد ( صلى الله عليه وآله ) بقوله :
"كمل من الرّجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد(صلي الله عليه وآله)".
فهؤلاء النُّسوة قد تربين في أحضان الوحي حتى بلغن مرحلة النُّضوج للشخصية لا تبلغها غيرهنّ من العنصر النسائي في المجموعة البشرية ، فضلاً عن الرّجال سوى الأنبياء والأوصياء منهم.
ونحن في هذه الصّفحات الوجيزة بودّنا أن نمارس حديثاً عن صفات طفحت بها شخصية فاطمة بنت محمد ( عليها السلام ) لتبقى نبراساً تهتدي بها الاُمم والشُّعوب التي تتطلع إلى المجد والعزة . وها نحن ـ أُولاء ـ نرسم بعض النقاط المضيئة النابضة بالحياة التي اتّسمت بها حياة الزهراء ( عليها السلام ) :
1- في أشدّ الأيام التي مرّت بها دولة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) في يثرب الفتية عسرة ، حيث الضّائقة المالية وانحطاط الحالة الإقتصادية التي ولّدتها كثرة الحروب التي دارت رحاها بين دولة المنهج الإلهي والدُّول القائمة على أُسس جاهلية ، حيث أنّ طبيعة الحروب تفرض بطبيعتها سياسة تقشُّف تفرضها الظروف العسكرية سيما لدى الدولة التي تبتلى بغزو أعدائها الكثار الذين يعملون على انتهاز كلّ فرصة للإطاحة بهذه الدّولة.
أجل الضّائقة المالية تلعب دورها في حياة المجتمع الفتي في يثرب ، والموارد المالية لا تتعدّى بعض الغنائم التي يكسبها المحاربون من الأعداء أو بعض الزّكوات التي يدفعها أغنياء الأُمّة الى دولتهم ، أمّا سوى ذلك فلا وجود له، فلا زراعة يعتمد عليها حيث تمتاز أرض الحجاز إلا ما ندر ـ بجدبها وصحراويتها وجفافها ـ ولا صناعة تذكر غير حياكة يدوية لبعض الملابس وحدادة لبعض الآت الحرب من سيوف ودروع ورماح ونحوها ، كما لم تهتد البشرية يومذاك لمعرفة إستخراج النفط ونحوه من خيرات الأرض ، كلّ ذلك غير متوفّر بهذه الدّولة الفتية فلابد أن تكون محصّلة هذه الأحاديث ضائقة مالية وعسراً اقتصادياً يعمُّ جميع طبقات الأُمّة. وفضلاً عن كلّ ذلك فالفتوحات ما زالت مقصورة على أرض الجزيرة العربية التي تمتاز بندرة مواردها المالية حيث لم تصل جيوش محمد( صلى الله عليه وآله ) بعد إلى أرض السّواد أو أرض الكنانة أو الهلال الخصيب لكي تدرّ هذه البقاع بعضاً من مواردها على مركز الدّولة في ( يثرب).
في مثل هذه الأيام القاسية ـ اقتصادياً ـ يدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيخ كبير تبدو الفاقة على ملامح شخصيته كلها ـ فالثياب رثّة مهلهلة ، والظهر محدودب، والوهر بارز على تقاسيم وجهه، وقد جاء يحمل مطالبه لرسول الله محطّ أنظار المعوزين وأبي الفقراء والمحتاجين ـ فقال(1):" يا رسول الله أنا جائع الكبد فأطعمني ، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فآثرني" ولكنّ الضائقة المالية التي تحياها دولة محمد( صلى الله عليه وآله ) بسبب التعبئة العسكرية وقلة الموارد المالية في الحجاز جعلته يعتذر ، فيقول له: " ما أجد لك شيئاً ، ولكنّ الدّالّ على الخير كفاعله، إنطلق إلى ابنتي فاطمة."
وأمر بلالاً أن يدلّه على بيت الزهراء ( عليها السلام )، ويبلغ الشيخ بيت الزهراء ، وعلى الباب يرفع صوته :"السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومختلف الملائكة ، يا بنت محمد أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة، عاري الجسد ، جائع الكبد ، فارحميني يرحمك الله" يتبع
تعليق