السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعجل فرجهم ياكريم
وهي المرأة وسمو الأخلاق *.. السيدة زينب نموذجاً
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعجل فرجهم ياكريم
وهي المرأة وسمو الأخلاق *.. السيدة زينب نموذجاً
🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃🌹🍃
عبادة الخالق والقرب منه،* هي* المرتكز والمحور في* الشخصية الإيمانية،* بل هي* مقياس الإنسانية والتحرّر في* شخصية الإنسان،* فالبديل عن التعبد لله،* والخضوع له،* هو العبودية للشهوات،* وللمصالح المادية الزائلة. إنّ* التعبّد لله* يعني* انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة،* واستجابته لنداء عقله الصادق،* بأنّ* للحياة خالقاً* يمسك بأزمتها،* وإليه مصيرها*.
والتعبّد لله،* هو النبع الذي* يروي* منه الإنسان ظمأه الروحي،* ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح*. فكلّما أقبل الإنسان على ربّه،* وأخلص في* عبادته،* تجلّت إنسانيته أكثر،* وتجسّدت القيم الخيّرة في* شخصيته*.
ففي* الحديث القدسي* الذي* ينقله الرسول الأعظم عن الله* (سبحانه*) أنّه قال*: *«لا* يزال عبدي* يتقرّب إلى بالنوافل،* حتى أحبّه،* فأكون أنا سمعه الذي* يسمع به،* وبصره الذي* يبصر به،* ولسانه الذي* ينطق به،* وقلبه الذي* يعقل به،* فإذا دعاني* أجبته،* وإذا سألني* أعطيته»*.
والسيدة زينب وهي* العالمة بالله و ﴿إنما* يَخْشَى الله من عِبَادهِ* العُلَمَاءُ*﴾ وهي* الناشئة في* أجواء الإيمان والعبادة والتقوى،* كانت قمة سامقة في* عبادتها وخضوعها للخالق -عزّوجلّ-..كانت ثانية أمها الزهراء (عليها السلام) في* العبادة*. وكانت تؤدي* نوافل الليل كاملة في* كل أوقاتها حتى أنّ* الحسين* (عليه السلام*) عندما ودّع عياله الوداع الأخير* يوم عاشوراء،* قال لها*: يا أختاه لا تنسيني* في* نافلة الليل*. كما ذكر ذلك البيرجندي،* وهو مدوّن في* كتب السّير*..وعن عبادة السيدة زينب،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* يقول الشيخ محمد جواد مغنية*: وأيّ* شيء أدلّ* على هذه الحقيقة،* من قيامها بين* يدي* الله للصلاة،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض،* تسفي* عليهم الرياح،* ومن حولها النساء والأطفال،* في* صياح وبكاء ودهشة وذهول،* وجيش العدو* يحيط بها من كل جانب*.. إنّ* صلاتها في* مثل هذه الساعة،* تماماً* كصلاة جدّها رسول الله في* المسجد الحرام،* والمشركون من حوله* يرشقونه بالحجارة،* ويطرحون عليه رحم شاة،* وهو ساجد لله* (عزّ وعلا*)،* وكصلاة أبيها أمير المؤمنين،* في* قلب المعركة بصفين،* وصلاة أخيها سيد الشهداء* يوم العاشر،* والسهام تنهال عليه كالسيل*..
ولا تأخذك الدهشة إذا قلت*: إنّ* صلاة السيدة زينب،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* كانت شكراً* لله على ما أنعم،* وأنّها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنّها نعمة خصّ* الله بها أهل بيت النبوة،* من دون الناس أجمعين،* وأنّه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس*.. وروي* عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها*: «وأمّا عمّتي* زينب،* فإنّها لم تزل قائمة في* تلك الليلة في* محرابها،* تستغيث إلى ربّها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنّة»*..
صبر وشجاعة
معروف أنّ* المرأة تمتاز برقّة المشاعر،* وشفّافية العواطف،* ممّا* يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية،* لذلك* يكون تأثيرها العاطفي* أسرع وأعمق من الرجل* غالباً*.. وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي* في* نفس المرأة،* فلا* يعني* ذلك أنّها تأسر المرأة،* وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية*.. فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة،* ونفاذ الوعي،* وسموّ* الهدف،* أن تضرب أروع الأمثلة في* الصبر والشجاعة،* أمام المواقف الصعبة القاسية*.. وهذا ما أثبتته السيدة زينب،* في* مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة،* التي* صدمتها في* باكر حياتها،* وكانت هي* الختام لسنوات عمرها*..لقد أبدت السيدة زينب تجلداً* وصبراً* قياسياً،* في* واقعة كربلاء،* وما أعقبها من مصائب*.. وإلاّ* فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين،* ممزّق الأشلاء،* يسبح في* بركة من الدماء،* وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها،* من أخوتها وأبناء أخوتها،* وأبناء عمومتها وأبنائها،* ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها،* لتقول كلمة لا* يقولها الإنسان إلاّ* في* حالة التّأنّي* والثّبات والاطمئنان،* وهي* قولها*: اللهمّ* تقبّل منا هذا القليل من القربان*..
وأكثر من ذلك فهي* تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين،* حينما رأته مضطرباً،* بالغ* التأثّر،* عند مروره على جثث القتلى*.. ويُعبّر الشيخ النقدي* عن فظيع مصائب السيدة زينب،* وعظيم تحمّلها لها،* بقوله*: وبالجملة فإنّ* مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد،* أضعافاً* مضاعفة،* فإنّها شاركته في* جميع مصائبه،* وانفردت عنه* (عليها السلام*) بالمصائب التي* رأتها بعد قتله،* من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام،* والأسر،* وشماتة الأعداء*..أمّا القتل فإنّ* الحسين قتل ومضى شهيداً* إلى روح وريحان،* وجنّة ورضوان،* وكانت زينب في* كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً* معنوياً،* بين أولئك الظالمين،* وتذري* دماء القلب من جفونها القريحة*..وأيّ* مستوى من الصبر عند السيدة زينب،* حينما تصف ما رأته من مصائب،* بأنّه شيء جميل*: والله ما رأيت إلاّ* جميلاً*. رداً* على سؤال ابن زياد لها*: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟*!..
عفّة ومهابة
عفّة المرأة لا تعني* الانكفاء والانطواء،* ولا تعني* الجمود والإحجام عن تحمّل المسؤولية،* وممارسة الدور الاجتماعي،* وقد رأينا السيدة زينب وهي* تمارس دورها الاجتماعي* في* أعلى المستويات*.. لكن العفّة تعني* عدم الابتذال،* وتعني* حفاظ المرأة على رزانتها وجدّية شخصيتها أمام الآخرين*.. فإذا استلزم الأمر أن تخرج المرأة إلى ساحة المعركة،* فلا تتردّد في* ذلك،* وإذا كانت هناك مصلحة في* التخاطب مع الرجال،* فلا مانع،* وهكذا في* سائر المجالات النافعة والمفيدة*.. أما الابتذال،* واستعراض القوام والمفاتن أمام الرجال،* فهو مناف للعفّة والحشمة*..
وبعد أن استقرأنا دور السيدة زينب،* ومواقفها العلمية والسياسية والاجتماعية،* فلنتأمل الآن ما* يقوله أحد المعاصرين لها،* والمجاورين لمنزلها برهة من الزمن،* ليتّضح لنا معنى العفّة والاحتشام عند السيدة زينب*.. حدّث* يحيى المازني* قال*: كنت في* جوار أمير المؤمنين في* المدينة،* مدة مديدة،* وبالقرب من البيت الذي* تسكنه زينب ابنته،* فلا والله ما رأيت* لها شخصاً،* ولا سمعت لها صوتاً*..
زهد وعطاء
كانت زينب تعيش في* كنف زوجها عبد الله بن جعفر في* المدينة،* وهو رجل موسر* غني،* وباذل كريم* لكن حياة الراحة والرفاه،* حيث البيت الواسع،* والخدم والحشم،* والمال والثروة،* لم تتمكّن من قلب السيدة زينب،* فتخلّت عن كلّ* تلك الأجواء المريحة،* واختارت السفر مع أخيها الحسين،* حيث المصاعب والمشاق،* والآلام المتوقعة،* لم* يكن قلب زينب متعلقاً* بشيء من متاع الدنيا،* بل كانت نفسها منشدّة إلى آفاق السّموّ* والرفعة*..ورُوي* عن الإمام زين العابدين أنّه قال عنها*: «أنّها ما ادّخرت شيئاً* من* يومها لغدها أبداً*.. » ونُقل عنها*: أنّها كانت أثناء سفر الأسر إلى الشام،* تتنازل في* غالب الأيّام عن حصّتها من الطعام،* لصالح الأطفال الجائعين،* والجائعات من الأسارى،* وتطوي* يومها جائعة،* حتى أنّ* الجوع كان* يقعد بها عن التمكّن من أداء صلاة الليل قياماً،* فتؤدّيها وهي* جالسة*.. وحينما رجعت إلى المدينة،* مع قافلة السبايا،* نزعت حليّها،* وحليّ* أختها،* لتقدمه هدية للنعمان بن بشير،* مكافأة له على حسن صحبته ورفقته*..
عبادة الخالق والقرب منه،* هي* المرتكز والمحور في* الشخصية الإيمانية،* بل هي* مقياس الإنسانية والتحرّر في* شخصية الإنسان،* فالبديل عن التعبد لله،* والخضوع له،* هو العبودية للشهوات،* وللمصالح المادية الزائلة. إنّ* التعبّد لله* يعني* انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة،* واستجابته لنداء عقله الصادق،* بأنّ* للحياة خالقاً* يمسك بأزمتها،* وإليه مصيرها*.
والتعبّد لله،* هو النبع الذي* يروي* منه الإنسان ظمأه الروحي،* ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح*. فكلّما أقبل الإنسان على ربّه،* وأخلص في* عبادته،* تجلّت إنسانيته أكثر،* وتجسّدت القيم الخيّرة في* شخصيته*.
ففي* الحديث القدسي* الذي* ينقله الرسول الأعظم عن الله* (سبحانه*) أنّه قال*: *«لا* يزال عبدي* يتقرّب إلى بالنوافل،* حتى أحبّه،* فأكون أنا سمعه الذي* يسمع به،* وبصره الذي* يبصر به،* ولسانه الذي* ينطق به،* وقلبه الذي* يعقل به،* فإذا دعاني* أجبته،* وإذا سألني* أعطيته»*.
والسيدة زينب وهي* العالمة بالله و ﴿إنما* يَخْشَى الله من عِبَادهِ* العُلَمَاءُ*﴾ وهي* الناشئة في* أجواء الإيمان والعبادة والتقوى،* كانت قمة سامقة في* عبادتها وخضوعها للخالق -عزّوجلّ-..كانت ثانية أمها الزهراء (عليها السلام) في* العبادة*. وكانت تؤدي* نوافل الليل كاملة في* كل أوقاتها حتى أنّ* الحسين* (عليه السلام*) عندما ودّع عياله الوداع الأخير* يوم عاشوراء،* قال لها*: يا أختاه لا تنسيني* في* نافلة الليل*. كما ذكر ذلك البيرجندي،* وهو مدوّن في* كتب السّير*..وعن عبادة السيدة زينب،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* يقول الشيخ محمد جواد مغنية*: وأيّ* شيء أدلّ* على هذه الحقيقة،* من قيامها بين* يدي* الله للصلاة،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* ورجالها بلا رؤوس على وجه الأرض،* تسفي* عليهم الرياح،* ومن حولها النساء والأطفال،* في* صياح وبكاء ودهشة وذهول،* وجيش العدو* يحيط بها من كل جانب*.. إنّ* صلاتها في* مثل هذه الساعة،* تماماً* كصلاة جدّها رسول الله في* المسجد الحرام،* والمشركون من حوله* يرشقونه بالحجارة،* ويطرحون عليه رحم شاة،* وهو ساجد لله* (عزّ وعلا*)،* وكصلاة أبيها أمير المؤمنين،* في* قلب المعركة بصفين،* وصلاة أخيها سيد الشهداء* يوم العاشر،* والسهام تنهال عليه كالسيل*..
ولا تأخذك الدهشة إذا قلت*: إنّ* صلاة السيدة زينب،* ليلة الحادي* عشر من المحرم،* كانت شكراً* لله على ما أنعم،* وأنّها كانت تنظر إلى تلك الأحداث على أنّها نعمة خصّ* الله بها أهل بيت النبوة،* من دون الناس أجمعين،* وأنّه لولاها لما كانت لهم هذه المنازل والمراتب عند الله والناس*.. وروي* عن ابنة أخيها فاطمة بنت الحسين قولها*: «وأمّا عمّتي* زينب،* فإنّها لم تزل قائمة في* تلك الليلة في* محرابها،* تستغيث إلى ربّها فما هدأت لنا عين ولا سكنت لنا رنّة»*..
صبر وشجاعة
معروف أنّ* المرأة تمتاز برقّة المشاعر،* وشفّافية العواطف،* ممّا* يساعدها على القيام بدور الأمومة الحانية،* لذلك* يكون تأثيرها العاطفي* أسرع وأعمق من الرجل* غالباً*.. وإذا كانت تلك الحالة تمثّل الاستعداد الأوّلي* في* نفس المرأة،* فلا* يعني* ذلك أنّها تأسر المرأة،* وتقعد بها عن درجات الصمود والصبر العالية*.. فبإمكان المرأة حينما تمتلك قوة الإرادة،* ونفاذ الوعي،* وسموّ* الهدف،* أن تضرب أروع الأمثلة في* الصبر والشجاعة،* أمام المواقف الصعبة القاسية*.. وهذا ما أثبتته السيدة زينب،* في* مواجهتها للآلام والأحداث العنيفة،* التي* صدمتها في* باكر حياتها،* وكانت هي* الختام لسنوات عمرها*..لقد أبدت السيدة زينب تجلداً* وصبراً* قياسياً،* في* واقعة كربلاء،* وما أعقبها من مصائب*.. وإلاّ* فكيف استطاعت أن تنظر إلى أخيها الحسين،* ممزّق الأشلاء،* يسبح في* بركة من الدماء،* وحوله بقيّة رجالات وشباب أسرتها،* من أخوتها وأبناء أخوتها،* وأبناء عمومتها وأبنائها،* ثم تحتفظ بكامل السيطرة على أعصابها وعواطفها،* لتقول كلمة لا* يقولها الإنسان إلاّ* في* حالة التّأنّي* والثّبات والاطمئنان،* وهي* قولها*: اللهمّ* تقبّل منا هذا القليل من القربان*..
وأكثر من ذلك فهي* تصبّر ابن أخيها الإمام زين العابدين،* حينما رأته مضطرباً،* بالغ* التأثّر،* عند مروره على جثث القتلى*.. ويُعبّر الشيخ النقدي* عن فظيع مصائب السيدة زينب،* وعظيم تحمّلها لها،* بقوله*: وبالجملة فإنّ* مصائب هذه الحرّة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد،* أضعافاً* مضاعفة،* فإنّها شاركته في* جميع مصائبه،* وانفردت عنه* (عليها السلام*) بالمصائب التي* رأتها بعد قتله،* من النّهب والسلب والضرب وحرق الخيام،* والأسر،* وشماتة الأعداء*..أمّا القتل فإنّ* الحسين قتل ومضى شهيداً* إلى روح وريحان،* وجنّة ورضوان،* وكانت زينب في* كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً* معنوياً،* بين أولئك الظالمين،* وتذري* دماء القلب من جفونها القريحة*..وأيّ* مستوى من الصبر عند السيدة زينب،* حينما تصف ما رأته من مصائب،* بأنّه شيء جميل*: والله ما رأيت إلاّ* جميلاً*. رداً* على سؤال ابن زياد لها*: كيف رأيت صنع الله بأخيك؟*!..
عفّة ومهابة
عفّة المرأة لا تعني* الانكفاء والانطواء،* ولا تعني* الجمود والإحجام عن تحمّل المسؤولية،* وممارسة الدور الاجتماعي،* وقد رأينا السيدة زينب وهي* تمارس دورها الاجتماعي* في* أعلى المستويات*.. لكن العفّة تعني* عدم الابتذال،* وتعني* حفاظ المرأة على رزانتها وجدّية شخصيتها أمام الآخرين*.. فإذا استلزم الأمر أن تخرج المرأة إلى ساحة المعركة،* فلا تتردّد في* ذلك،* وإذا كانت هناك مصلحة في* التخاطب مع الرجال،* فلا مانع،* وهكذا في* سائر المجالات النافعة والمفيدة*.. أما الابتذال،* واستعراض القوام والمفاتن أمام الرجال،* فهو مناف للعفّة والحشمة*..
وبعد أن استقرأنا دور السيدة زينب،* ومواقفها العلمية والسياسية والاجتماعية،* فلنتأمل الآن ما* يقوله أحد المعاصرين لها،* والمجاورين لمنزلها برهة من الزمن،* ليتّضح لنا معنى العفّة والاحتشام عند السيدة زينب*.. حدّث* يحيى المازني* قال*: كنت في* جوار أمير المؤمنين في* المدينة،* مدة مديدة،* وبالقرب من البيت الذي* تسكنه زينب ابنته،* فلا والله ما رأيت* لها شخصاً،* ولا سمعت لها صوتاً*..
زهد وعطاء
كانت زينب تعيش في* كنف زوجها عبد الله بن جعفر في* المدينة،* وهو رجل موسر* غني،* وباذل كريم* لكن حياة الراحة والرفاه،* حيث البيت الواسع،* والخدم والحشم،* والمال والثروة،* لم تتمكّن من قلب السيدة زينب،* فتخلّت عن كلّ* تلك الأجواء المريحة،* واختارت السفر مع أخيها الحسين،* حيث المصاعب والمشاق،* والآلام المتوقعة،* لم* يكن قلب زينب متعلقاً* بشيء من متاع الدنيا،* بل كانت نفسها منشدّة إلى آفاق السّموّ* والرفعة*..ورُوي* عن الإمام زين العابدين أنّه قال عنها*: «أنّها ما ادّخرت شيئاً* من* يومها لغدها أبداً*.. » ونُقل عنها*: أنّها كانت أثناء سفر الأسر إلى الشام،* تتنازل في* غالب الأيّام عن حصّتها من الطعام،* لصالح الأطفال الجائعين،* والجائعات من الأسارى،* وتطوي* يومها جائعة،* حتى أنّ* الجوع كان* يقعد بها عن التمكّن من أداء صلاة الليل قياماً،* فتؤدّيها وهي* جالسة*.. وحينما رجعت إلى المدينة،* مع قافلة السبايا،* نزعت حليّها،* وحليّ* أختها،* لتقدمه هدية للنعمان بن بشير،* مكافأة له على حسن صحبته ورفقته*..
تعليق