
وفي بطون التاريخ أشرقت صفحات ناصعة كثيرة لم يستطع الحاقدون تلويثها وإخماد جذوتها، من هذه الصفحات تلك التي سطرها بطل من أبطال الإسلام وعلم من أعلام التاريخ الإسلامي هو شبل أمير المؤمنين

شجاعته
وإلى جانب هذه الأخلاق العالية التي تمتع بها فقد اشتهر بالشجاعة:
فكان محمد ابن الحنفية من سادات قريش ومن الشجعان المشهورين ومن الأقوياء المذكورين.
وقد شهد محمد الجمل مع أبيه وله فيها مواقف مشهودة وقد أعطاه أمير المؤمنين رايته إليه وقال له: احمل. فحمل حملات كثيرة أزال بها القوم عن مواضعهم وطعنهم طعناً منكراً فقال علي

في صفين
كما كان حامل الراية في صفين وفيها أبهر العقول بشجاعته وبطولته وقد سجّل له التاريخ مواقف فيها صارت غرّة في تاريخ البطولات
يقول الخوارمي: لقد قتل محمد من أبطال أهل الشام سبعة في ساعة واحدة.
هذه الصفحات سطرها شبل أمير المؤمنين


والمحامدة الذين قصدهم أمير المؤمنين

كما أفرد له أمير المؤمنين

ونحن نعرف أن أمير المؤمنين


منزلته عند أهل البيت

كان محمد عظيم القدر جليل المكانة لدى أهل البيت


وهناك شهادة في حقه من الإمام الحسن


يا اخي أوصيك بمحمد أخيك خيراً فإنه جلدة ما بين العينين.
ثم قال لمحمد: يا محمد وأنا أوصيك بالحسين كانفه ووازره.
كان محمد معترفاً بإمامة أخويه الحسنين بعد أبيهما, مطيعاً لهما, وقد أكدت كلماته ومواقفه كلها ذلك, ومنها موقفه عندما توفي أخوه الحسن

لما قضى الحسن بن علي وقف محمد وقد اغرورقت عيناه بالدموع وقال:
رحمك الله يا أبا محمد فوالله لئن عزت حياتك لقد هدّت وفاتك, ولنعم الروح روح عمِّر به بدنك, ولنعمَ البدن بدن تضمّنه كفنك, ولنعم الكفن كفن تضمنه لحدك, وكيف لا تكون كذلك وانت سليل الهدى, وحليف أهل التقى, وخامس أصحاب الكساء, وجدك المصطفى, وأبوك المرتضى, وأمك الزهراء, وعمك جعفر الطيار في جنة المأوى.
غذتك كف الحق، ورُبِّيت في حجر الإسلام، وأرضعت ثدي الإيمان، فطب حياً وميتاً, فعليك السلام ورحمة الله، وإن كانت أنفسنا غير قالية لحياتك، ولا شاكة في الخيار لك…
إلى أن يقول: وأنك وأخاك لسيدا شباب أهل الجنة.
ثم رثاه بقوله:

يا أخي أنت أحب الناس إليّ وأعزهم عليّ…
كما ورد أنه: لما وهذه المواقف تدلنا على شدة حبه لسيّديه وأخويه سيّدي شباب أهل الجنة.
ولما جاء خبر مقتل الحسين

يعزّ عليّ يا أبا عبد الله يا أخي كيف يطلب نصراً فلم ينصر ومعيناً فلم يعن.. ثم نادى: واحُسينا، واخليفةَ الماضين، وثُمالةَ الباقين.
كما كان محمد مقراً بإمامة زين العابدين

محمد في سجل التاريخ
وقد ذكرت المصادر قصصاً كثيرة عن شجاعته وقوته وعلمه وأخلاقه وصفاته العظيمة.
كما اثنى عليه كل من ذكره وترجم له من المؤرخين قديماً وحديثاً ومما قيل فيه:
قال عنه الزهري: كان محمد بن الحنفية أعقل الناس وأشجعهم.
محمد تابعي ثقة كان رجلاً صالحاً يكنى أبا القاسم
كان ابن الحنفية أحد أبطال صدر الإسلام وكان ورعاً واسع العلم.
ومنهم الإمام اللبيب ذو اللسان الخطيب الشهاب الثاقب والنصاب العاقب صاحب الاشارات الخفية والعبارات الجلية أبو القاسم محمد بن الحنفية
أبو هاشم محمد بن علي بن أبي طالب كان أبوه يلقيه في الوقائع ويتقي به العظائم وهو شديد البأس ثابت الجنان.
محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ابو القاسم المعروف بأبن الحنفية احد أبطال الإسلام الأشداء في صدر الإسلام وكان واسع العلم ورعاً وأخبار قوته وشجاعته كثيرة.
محمد بن الحنفية، نهاية في العلم غاية في العبادة.
أن محمد ابن الحنفية كان أحد رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة والشجاعة.
لا بدعَ في ابن حيدرةَ إذا كانت له مواقف محمودة في الجمل وصفين والنهروان، وكانت الراية معه، فأبلى بلاء حسناً سجله له التاريخ وشكره له الإسلام. وخطبته التي ارتجلها يوم صفين في مدح أبيه

وأما محمد بن الحنفية فقد أقرّ الصادر والوارد، والحاضر والبادي أنه كان واحد دهره ورجل عصره، وكان أتم الناس تماماً وكمالاً
محمد طاهر الصفار-بتصرف
تعليق