﴿وَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد﴾ ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى المهدي

    مراقـــبة عـــــامة


    • Jun 2017
    • 11941

    ﴿وَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد﴾ ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد

    الربوبيّة الممدوحة والمذمومة



    الربّ تارة يدبّر شؤون مربوبه بالعلم والعدل والرحمة، وتارة بالجهل والظلم، والقسم الأوّل هو الربوبيّة المحمودة، والقسم الثاني هو الربوبيّة المذمومة والمستقبحة. ولأجل إثبات انّ ربوبيّة الله هي من القسم الأوّل، فقد ذكرت الآية محلّ البحث بعض الصفات الجماليّة للحقّ سبحانه، فقالت: انّ الربّ والمربّي لعوالم الوجود الإمكانيّ هو الله الّذي له رحمة واسعة ومطلقة (الرحمة الرحمانيّة) ورحمة خاصّة (الرحمة الرحيميّة).

    والقرآن الكريم ينفي النقص والظلم عن ساحة الذات المقدّسة الإلظ°هيّة تارة بالصفات السلبيّة وبلسان النفي كما في قوله تعالىظ° ï´؟وَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدï´¾[1]، ï´؟وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدï´¾[2]،[3] وتارة بلسان الإثبات فيقول: انّ مربّي عالم الوجود هو «الرحمان» و«الرحيم»، وهو يدبّر الكون برحمته الواسعة، وحيث إنّ ربوبيّته وتدبيره علىظ° أساس الرحمة وليس في ربوبيّته ظلم (وإلاّ لم تكن علىظ° أساس الرحمة) إذن فربوبيّته محمودة وممدوحة.

    والقرآن الكريم يبيّن نحوين من الربوبيّة: الربوبيّة الممدوحة والربوبيّة المذمومة، فيتحدّث في بعض المواضع عن الربوبيّة المذمومة كما في قول فرعون لبني اسرائيل: ï´؟أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَىظ°ï´¾[4]، أو قول يوسف (عليه السلام) لصاحبه في السجن: ï´؟اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكï´¾ وكلام الله سبحانه حول ذلك ï´؟فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهï´¾[5] وهذه هي الآية الّتي حول الربوبيّة المذمومة لعزيز مصر، أو الكلام الآخر ليوسف (عليه السلام) الّذي ينفي فيه الأرباب المتفرّقين: ï´؟يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارï´¾.[6] وأمّا ربوبيّة الله سبحانه القائمة علىظ° أساس الرحمة فهي ربوبيّة محمودة ومستحسنة.

    آية الله الشيخ جوادي آملي
    [1] . سورة الكهف، الآية 49.
    [2] . جملة ï´؟وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدï´¾ لاتعني انّ الله ليس بكثير الظلم، لأنّ نفي الظلم الكثير لاينافي إثبات الظلم القليل في حين انّ صدور الظلم القليل كالظلم الكثير محال علىظ° الله سبحانه. والسرّ في المبالغة في «ظلاّم» هو انّ صدور الظلم القليل من مدبّر ومربّي جميع الكون يُعَدُّ ظلماً كثيراً، لأنّه لو ظلم ذرّة من ذرّات هذا الكون (بنقلها من موضعها المناسب) فإنّ جميع الكون المنظّم سيختلّ، لانّ جميع أجزاء عالم الخلق كحلقات سلسلة ومراتب الأعداد قد تمّ ترتيبها وتنظيمها بحيث لو استبدلت حلقة باُخرىظ° فانّ الخلل سيمتدّ الىظ° العالم بأسره.
    [3] . سورة فصّلت، الآية 46.
    [4] . سورة النازعات، الآية 24.
    [5] . سورة يوسف، الآية 42.
    [6] . سورة يوسف، الآية 39.
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 17-11-2019, 07:39 AM.
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    #2
    الله يعطيك العافية
    sigpic

    تعليق

    • عاشقة ام الحسنين
      كبار الشخصيات

      • Oct 2010
      • 16012

      #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
      دائما متميز في الانتقاء
      سلمت على روعه طرحك
      نترقب المزيد من جديدك الرائع
      دمت ودام لنا روعه مواضيعك

      تعليق

      يعمل...
      X