بسم الله الرّحمن الرّحيم
-----------------------------
قد غابت الزهراء عن الأبصار، واختفت عن الأعين.
لقد حان أن يشعر الإمام علي بألم المصاب، ويشتد به الوجع أشد ما يمكن.
كانت تلك اللحظات الحرجة من تلك الليلة مؤلمة ومشجية فلقد كان قلب الإِمام مضغوطاً عليه بسبب المصيبة.
لقد ماتت فاطمة الزهراء شهيدة الاضطهاد، قتيلة الظلم والاعتداء.
وفَقَدَ الإِمام بفقدها شريكة حياته، وأحبّ الناس إليه وإلى رسول الله.
فَقَدَ سيدةً في ريعان شبابها، ومقتبل عمرها، ونضارة حياتها.
فَقَدَ سيدةً انسجمت معه ديناً ودنيا وآخرة.
فَقَدَ زوجةً شاركته في مصائب حياته ومرارتها بكل صير.
فإنه يجدر بالإمام عليّ (عليه السلام) أن يرثي السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
ويبث آلامه النفسية من تلك الفاجعة المؤلمة
فالإمام يشعر بألم المصائب أكثر من غيره، لأنه يقدّر فقيدته حق قدرها، وتأثير الصدمة في نفسه أقوى وأكثر
فلا عجب إذا هاجت أحزانه فقال مخاطباً لسيدة النساء فاطمة العزيزة بعد وفاتها قائلاً:
مـــالـــــي وقــفــت على القبور مسلِّماً ------ قـــبر الحـــــــبـــيب فلـــــم يردّ جوابي
أحبيـــــب ما لـــك لا تــــــــردّ جـــوابيا ------ أنـــسيت بــعـــــــدي خلَّة الأحـــــــباب
--------------------------------------
المصدر \فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد
تعليق