الحلقة الرابعة : لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العلوية ام موسى الاعرجي
    • Dec 2014
    • 1699

    الحلقة الرابعة : لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا

    وأمام معاني الحرية :
    الحرية : كلمة جميلة ، ويحتاج معناها كل إنسان ، لكن بشرط أن لا تحدد حرية الآخرين ، ولذا يجب أن تقيد الحرية بما لا يوجب الضرر على الآخرين .
    و الحرية : في الدين الإسلامي توجد بشكل أوسع وأجمل وأنظف ، لأنها تضع لكل ذي حق حقه .
    والحرية في الدين : تمنع الإنسان من التفريط بنفسه والضياع في متاهات الحرية والامبالات بشؤون الحياة ، وتمنعه من الإفراط في الحرية بتقييد حرية الآخرين والضرر بهم ، فتجعله إنسان متزن في التصرف ، مستقيم في الأخلاق الحسنة ، معتدل في شهواته وغضبه .
    و توجب له تعاليم الدين : الحكمة العلمية والعميلة ، والثقة العالية بالنفس بأنه على صراط مستقيم لأحسن نعيم وكمال ، و تجعله ينتج الخير والبركة للآخرين ، وتمنع ضرره لنفسه ولغيره ، وبالخصوص الضرر الأخروي .
    ولذا تعد الحرية : من أعلى معارف الدين الإسلامي وأعلاها خلقا وأدبا وكمالا وشيما وخصالا وشرفا ومجدا ، ولذا قال آل محمد عليهم السلام :

    عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال
    إن العباد ثلاثة :
    قوم : عبدوا الله عز و جل خوفا ، فتلك عبادة العبيد .
    و قوم : عبدوا الله تبارك و تعالى طلب الثواب ، فتلك عبادة الأجراء .
    و قوم : عبدوا الله عز و جل حبا له ، فتلك عبادة الأحرار ، و هي أفضل العبادة.
    الكافي ج2ص84ح5 .

    و قال أمير المؤمنين و سيد الموحدين صلوات الله عليه :
    ما عبدتك : خوفا من نارك و لا طمعا في جنتك .
    لكن وجدتك : أهلا للعبادة فعبدتك .
    و من لم يعرف : من الله ، سوى كونه إلها صانعا للعالم ، قادرا قاهرا عالما ، و أن له جنة ينعم بها المطيعين ، و نارا يعذب بها العاصين .
    فعبده : ليفوز بجنته ، أو يكون له النجاة من ناره ، أدخله الله تعالى بعبادته و طاعته الجنة ، و أنجاه من النار لا محالة .
    بحار الأنوار ج67ص186ب53 .

    فعبادة الله : تنجي من عبودية الدنيا وملوكها وكل شيء من تسويل النفس وهواه ووساوس الشيطان وضلاله ، فلا يخضع إلا لله سبحانه .

    وعن أبي عبد الله عليه السلام قال في خصال الحرية ودخولها في الآداب الإسلامية :
    خمس خصال : من لم تكن فيه خصلة منها ، فليس فيه كثير مستمتع :
    أولها : الوفاء .
    و الثانية : التدبير .
    و الثالثة : الحياء .
    و الرابعة : حسن الخلق .
    و الخامسة : و هي تجمع هذه الخصال ، الحرية .
    الخصال ج1ص284ح33 .

    وَ قَالَ عليه السلام :
    أَلَا حُرٌّ : يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ لِأَهْلِهَا ، إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ ، فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا.
    نهج ‏البلاغة ص556ح456.

    .

    وأما إن حاول أحد : أن يسلب الحرية من كريم وسيد إمام ، فيكون إما النصر أو الشهادة :

    وقال الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام : في مسيره إلى كربلاء .
    إن هذه الدنيا : قد تغيرت و تنكرت و أدبر معروفها ، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، و خسيس عيش كالمرعى الوبيل .
    أ لا ترون : أن الحق لا يعمل به ، و أن الباطل لا يتناهى عنه .
    ليرغب المؤمن : في لقاء الله محقا .
    فإني : لا أرى الموت إلا سعادة ، و لا الحياة مع الظالمين إلا برما .
    إن الناس : عبيد الدنيا .
    و الدين : لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درت معايشهم .
    فإذا : محصوا بالبلاء ، قل الديانون .
    تحف‏ العقول ص245.
  • عاشقة ام الحسنين
    كبار الشخصيات

    • Oct 2010
    • 16012

    #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
    مجهود رائع
    جزاك الله خير

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      جزاكِ الله أحسن الجزاء

      تعليق

      يعمل...
      X