المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث حول صوم الجوارح


سيد فاضل
21-04-2020, 04:48 PM
حديث حول صوم الجوارح



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم





والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وخاتم النبيين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وعلى آله الاخيار الابرار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.



اللهم أخرجنا من ظلمات الوهن وأكرمنا بنور الفهم وافتح علينا ابواب رحمتك وانشر علينا خزائن علومك.



ورد في الحديث الشريف عن أهل البيت (ع): "إذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تكذبوا ولا تباشروا ولا تحالفوا ولا تغضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تبادوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تزاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله"(1).



هذه واحدة من الروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت (ع) والتي يتلخَّص مضمونها في هذا المعنى وهو انَّه "لا يكن يوم صومك كيوم افطارك او كيوم فطرك"، لا بدَّ من التمايز ليس على مستوى الكفِّ عن الاكل والشرب وسائر المفطرات فالتمايز ينبغي ان يكون على مستوى السلوك كما ينبغي ان يكون على مستوى الروح، فروحية الصائم ينبغي أن لا تكون كروحيَّة غير الصائم وسلوك الصائم ينبغي أن لا يكون كسلوك غير الصائم.



ثمة رواياتٌ تصدَّت للحديث عن صوم البطن والفرج ورواياتٌ أخرى تحدَّثت عن صوم الجوارح وطائفة أخرى من الروايات تصدَّت للحديث عن صوم القلب، فهذه مراتب ثلاث للصوم، فأولاً يصوم البطن عن الطعام والشراب وهذه هي المرتبة الاولى والتي يحظى بها الكثير من المسلمين، فهو مقام كبير لا يُستهان به، فمَن من الملل الاخرى والشعوب الاخرى مَن يلتزم بالامساك عن الطعام والشراب وسائر المفطِّرات في علنه وفي خلوته؟! يلتزم بذلك منذ طلوع الفجر إلى أن تغرب الشمس دون ان يتبرَّم ودون أنْ يتأفَّف ودون ان يتضجَّر، يلتزم بذلك في الخلوة ويلتزم بذلك في العلن، ينتابه الظمأ والجوع والإعياء فيصبر حتى يأتي وقت المغرب فلا يُحدِّث نفسه أنْ يأكل ولو شيئاً يسيراً، ولا يُحدِّث نفسه انْ يشرب ولو جرعةً من ماء، تلك مرتبة عالية لا يحظى بها الكثير من الناس من غير ملتنا إلا انَّها ليست هي المرتبة التي يطمح فيها المؤمن التقي، ثمة مراتب أخرى ولكلِّ مرتبة مراتب.



والمرتبة التي تُشير إليها الرواية التي قرأناها إليكم أيها الأخوة الأعزاء هي المرتبة الثانية من الصوم وهي مرتبة صوم الجوارح، فمن صام صامت جوارحه، جارحةُ اللسان ينبغي أن تصوم، وجارحة السمع ينبغي أن تصوم وهكذا جارحة العين ينبغي أن تصوم، وكلُّ جوارح الانسان ينبغي أن تصوم، لابدَّ أنْ يكون شهر رمضان شهر الإمساك والكف عند جميع الجوارح، كل جارحة من جوارح المؤمن شعره وجلده ينبغي ان يستشعر الصوم في شهر رمضان، وهذا ما ُتشير إليه الرواية التي قرأناها، فهي تقريباً قد استوعبت أكثر جوارح الانسان ونهت عن أن يرتكب المؤمن ما ينافي حرمة الصوم لا لأنَّ هذه التي ذكرتَها الروايات تكون مرجوحة ومحرَّمة في شهر رمضان وحسب بل لأنَّها أشدُّ مرجوحيَّة وأشدُّ حرمة في شهر رمضان على أنَّ الامام (ع) أراد أن يقول بأنَّه ينبغي أن نجعل من شهر رمضان منطلقاً للإلتزام بهذه الآداب وبهذه السلوكيَّات.



"اذا صمتم فأحفظوا ألسنتكم عن الكذب":

يقول (ع): "اذا صمتم فأحفظوا ألسنتكم عن الكذب" قد لا يكون الانسان معتاداً على الكذب، فهو يكذب اتفاقا ولكنَّه ليس ممتهناً ومعتاداً على الكذب، نعم هو لا يُحاسب نفسه كثيرًا ولا يُمسك لسانه عن أن يكذب اذا احتاج إلى الكذب في شؤونه وحاجاته ويومياته، هذا ما يحصل للناس في سائر الأيام، وأما في شهر رمضان فينبغي بل يجب على المؤمن أن يكون في شؤونه وفي سلوكه وفي معاملاته ينبغي ان يكون حذراً في كلِّ ما يقول وفي كلِّ ما يفعل، هذا معنى احفظوا ألسنتكم، المؤمن، قد يكذب ثم يُحاسب نفسه هذه مرتبة جيدة إلا أنَّ المرتبة التي ينبغي أن يكون عليهما المؤمن هي محاسبته لنفسه قبل أن يتكلم فلا يصدر منه قول حتى يتثبَّت من صدقه، فهذا هو معنى حفظ اللسان عن الكذب.



"وغضوا ابصاركم":

هذه العين المسترسلة الطامحة التي لا يكُّفها شيئ، فهي على أيِّ شيئ وقعت استقرَّت فسواءً وقعت على منظرٍ يصحُ النظر إليه والتمعُّن فيه او لا يصح، اذا استثارها منظرٌ نظرت اليه دون تحفُّظ، فمفاد كلام الإمام (ع) هو أنَّه في شهر رمضان لا ينبغي ان تكون جارحة البصر بهذا الاسترسال والحرية التامَّة، هناك منظر حرَّم الله التمعُّن فيه، لأنَّ فيه انتهاك لحرمات الاخرين أو فيه ريبة ومظنَّة للفساد، إذن ينبغي انَّه لو وقع اتفاقاً ومصادفةً بصرُنا على منظرٍ يحرم النظر إليه فينبغي ان نغضه، ، والغضُّ بمعنى صرفُ النظر عن ما وقع عليه من منظرٍ محرَّم، هذا هو معنى غضِّ البصر، فإذا كنا صائمين فلتكن مراقبتنا لبصرنا اشد.



"ولا تنازعوا ولا تحاسدوا":

هذه النزاعات التي تحدث بين الاخوة وبين الأحبة وقد تكون بين الاقارب فيما بينهم في بيوتهم كالأخوين أو بين زوجين أو بين أبٍ وولد أو بين بنتٍ وأم، هذه النزاعات هي مرجوحة ليست مستساغة في تمام السنة ولكنها قد تتفق، فقد يقع نزاع اذا كان ثمة نزاع فليتم اصلاحه قبل الدخول في الشهر الشريف ثم يتحفَّظ الصائم عن الوقوع في أي نزاع في هذا الشهر، فالنزاع يُورث الغلَّ في القلب ويورث الحقد، وإذا امتلأ القلب حقداً وغلاً وغيضاً على المؤمن فكيف سيفرغ لذكر الله، القلب وعاء اذا امتلأ بما هو سيئ فيتعذَّر عليه ان يستقبل فيوضات هذا الشهر الشريف، هذا الشهر اُعدَّ لأنْ يخلو فيه قلب المؤمن إلى الله عزَّ وجل إلى ذكر الله وتسبيحه وتقديسه وتلاوة آياته ومناجاته في الليل وفي النهار، ولا ينبغي ان يشتغل القلب بأمرٍ آخر من قبيل الحقد والضغينة على المؤمنين "ولا تنازعوا ولا تحاسدوا"، فالحسد واحد من آثار النزاع، وقد ينشئ من سببٍ آخر غير النزاع، فقد لا اكون في نزاعٍ مع اخي المؤمن ولكنِّي أحسده لأنَّني استشعر الغبن واستشعر اني محروم وهو محظوظ، هذا الشعور يبعث على الحسد، وعدم القناعة، وعدم الرضا بقضاءِ الله، وعدم الرضا برزق الله، فالطمع الجامح في كلِّ شيئ يجعلني أحسد كلَّ أحدٍ، لذلك فالعلاج يكمن في اقتلاع أسباب الحسد من النفس، فلا جدوى في أن تقول لأحدٍ: لا تحسد إذا كانت بواعثُ واسباب ومناشئ الحسد متجذِّرة في ذاته، فهو رجلٌ يطمح في كلِّ شيئ لا يقنع بشيئ، عظيمة عنده هذه الدنيا يطمح ان يكون له من هذه الدنيا كل ما للآخرين، هذه الأسباب ما لم تُقتلع من جذورها من النفس فإنَّ المبتلى بها لا يستطيع ان يتخلص من الحسد، فحينما يقول الإمام (ع) "لا تحسدوا" يعني ابحثوا عن كلِّ مناشئ وبواعث الحسد الكامنة في النفس واقتلعوها، وليكن شهر رمضان هو مبدأ اقتلاع هذه البواعث السيئة من النفس.



قال (ع): "ولا تغتابوا ولا تماروا":

"الغيبة إدام كلاب أهل النار" إدام كلاب أهل النار وصفٌ يبعث على التقزُّز والإشمئزاز، لأنَّ ما تأكله الكلاب هو الجيف والقاذورات، والمراد من الإدام هو ما يُوضع على الطعام من لحمٍ أو سمنٍ أو خلِّ أو غير ذلك مما يُوجب فتح الشهية لتناول الطعام، وهنا شبَّه الإمام (ع) الغيبة بالإدام ولكن ليس هو الإدام الذي يضعه الإنسان على طعامه حتى يستسيغه ويستذوقه وإنَّما هو الإدام الذي يستذوقه ويستمرؤه الكلاب وما يستذوقه ويستمرؤه الكلاب هو الجيف والقاذورات، فلو كان الطعام طيباً إلا أنَّك أودَمْته بإدامٍ متعفَّن أو قذر تنبعث منه رائحةٌ نتنة فإنَّ أحداً لن يستسيغ تناول هذا الطعام، وهكذا فإنَّ أحدنا لو فتح مجلسه ليُتلى فيه القرآن ويجلس فيه المؤمنون فهو مجلسٌ مَرضيٌّ عند الله عز وجل، فإذا طُعِّم هذا المجلس وأودم بالغيبة أصبحت عفونته ونتن ريحه طاغية على كلِّ ما فيه من مناشئ الرضا، فما يتصاعد من هذا المجلس الذي اغتيب فيه مؤمن هو الروائح النتنة، فلا يحظى حينذاك باستغفار الملائكة ودعائهم لأصحاب هذا المجلس، لذلك ينبغي ان لا نتعاطى الغيبة في مجالسنا ولا نقبل ان يغتاب أحدٌ في مجالسنا، فنحن فتحنا مجلساً لنجني منه ثواب الله فنغلقه في آخر الليل على غضبٍ وسخطً من الله عز وجل!!، فتحت مجلسك ليتلى فيه القرآن وأغلقته وقد تناول فيه الحاضرون أحد المؤمنين بالتشريح والتجريح لعرضه فهم كمن بضَّع جسده وهو ميَّت فما اشأم هذا المجلس!! الذي فتحته فلم تحظى فيه إلا بسخطٍ الله وقد كنت ترجو الحظوة بثواب الله ومرضاته.



"ولا تماروا":

ما هي المماراة؟ المماراة هي الجدال لمجرَّد الانتصار للنفس، فكلٌّ من المتماريين يسعى بكلِّ وسيلة لإثبات وجهة نظره، فهو يتوسَّل بالصراخ والمغالبة بالصوت والحركة وقد يقوم ويجلس ويثير اللغط من أجل أن يثبت رأيه، وقد يكذب، وقد يدلِّس وقد يُسئ الأدب، كلُّ ذلك من أجل أن يُثبت صواب رأيه وأنَّ رأي الطرف الاخر خاطئ، فقد يسئ إلى الطرف الاخر فيطعن في فهمه وقد يُؤذيه ويحقَّره، وقد يحتاج لإ ثبات رأيه إلى أن يغتاب زيداً وأنْ يشتم عمرواً أو أن يسيئ إلى عمرو، كلُّ ذلك منافٍ إلى خلق الدين، هذه هي المماراة "رحم الله من ترك المراء ولو كان محقا" فإذا دخل انسان مع آخر في مناقشة مسألة ووجده يُماري ولم يكن بصدد البحث عن الحقيقة أو التنضيج لرأيٍ وإنَّما وجده يبحث عن انتصارٍ لذاته يبحث عن انتصارٍ رخيصٍ ومحدودٍ وجزئي فهذا لا يستحق الحوار، اعطه الانتصار وامضِ عنه، لأن هذه المماراة تُذهب ببهاء الانسان وتملأ قلبه غلاًّ ولا ينبغي ان يكون في قلب المؤمن غلاًّ للذين آمنوا.



"ولا تحالفوا":

قد يحلف الإنسان حتى يُثبت انَّ بضاعته جيدة أو أنَّه لم يفعل أو أنَّه فعل، هذا النحو من الحلف أمرٌ ممقوت "لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم"، فعلى بضاعة زهيدة تبتغي الربح من بيعها تحلف بالله وتُقسم بآلائه!!، كم هو هيِّن اسم الله تعالى في ألسنتنا!! فلأمرٍ تافهٍ جداً نُقسم بالأيمان المغلظة عشرات المرات، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾(2).



"ولا تغضبوا":

فالغضب جمرة من جهنم ينفخ فيها الشيطان فيزداد أَوارها وتزداد حمرتها ولهبها، والغضب هو المنشأ الاكبر لوقوع الكثير من المآسي الاجتماعية اليوم.



"ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا":

التنابز هو التعيير لغرض استصغار واحتقار الآخرين، كأن تُعرِّض بكلمةٍ تفوَّه بها مؤمن غير مناسبة فتعيِّره بها أو تُعيِّره بعيبٍ في جسده أو شطحة وقعت في تاريخه أو بمغمزٍ في اسمه فتستنقصه بشيء من ذلك، هذا هو التنابز وقد نهى القرآن عنه كما نهت عنه الروايات.





"ولا تباذوا":

صاحب اللسان البذيئ هو الذي يأتي بالألفاظ الفاحشة فيجمع سباً وشتماً وكلاماً يخدش الحياء وُيسىء للآخرين بالألفاظ النابية، هذا هو صاحب اللسان البذيئ، ولا يدخل الجنة صاحب لسانٍ بذيئ، فالجنة طهر طاهر لا يدخلها ذو لسانٍ قذر، أقذر شيئٍ في الانسان أن يكون لسانه بذيئاً فاحشًا يخدش حياءَ الآخرين.



"ولا تظلموا ولا تسافهوا":

نختم بهذه الفقرة المراد من قوله (ع) "ولا تسافهوا" هو التسفيه من رأي الآخر أو موقعه أو مقامه أو اتَّهامه بأنَّه سفيه يُريد من ذلك أن يزكِّي نفسه ويظهر في مظهر العاقل اللبيب صاحب الرأي الراجح، فالسفيه هو الإنسان الذي لا يملك رأياً ولا تدبيراً في شؤونه، لذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ﴾(3)، لأنَّ السفيه لا يُحسن المحافظة على أمواله، فهو يشتري ما لا ينفعه، وقد يُبرم عقداً تضييع به كلُّ أمواله وهو يتوهَّم المنفعة لنفسه، هذه هي السفاهه على مستوى البيوعات في التجارة والسفاهه بعض الاحيان تكون في العمل الاجتماعي، والسفاهه تكون في تدبير شؤون الأسرة، فالمراد من قوله (ع): "ولا تسافهوا" هو أنَّه لا يتَّهم أحدكم الآخر بهذه التهمة لأنَّ فيها استصغار واستنقاص.



معنى احترام الرأي الآخر:

وثمة معنىً آخر لقوله (ع): "ولا تسافهوا" هو أنَّه لا يُسفِّه أحدكم رأي الاخر، لمجرَّد أنَّ هذا الرأي مخالفٌ لرأيك، فإسقاط آراء الآخرين لمجرَّد عدم التبنِّي لها هو من التسفيه، وكذلك فإن عدم احترامٍ الآخرين بالنحو الذي ترجوه من احترامهم يعدُّ من التسفيه فينبغي للمؤمن أن يُقدِّر وأن يحترم آراء الناس كما يحبُ من الناس أن يحترموا رأيه، فالاسلام هو اول من امر بإحترام آراء الاخرين فلا يُزايد علينا الاخرون أعني أصحاب شعار احترام الرأي الآخر، فالاسلام هو أول من أوصى بإحترام الرأي الاخر وبتقديره لكنَّ إحترام الرأي الاخر لا يعني أنني آخذ واعمل به، فمعنى انِّي احترم رأيك ليس هو قبوله بل انَّ معنى ذلك هو انَّ من حقك علي هو أن افكر في رأيك وأن انظر فيه وأنْ لا اُعرض عنه، فمعنى احترام رأي الاخر هو التفكير في الرأي الآخر وأن والتأمل فيه فلعله الأصح والأصوب، وحين أصل لهذه النتيجة فلابد وأن اعتمد هذا الرأي وأتخلَّى عن رأيي إلا أنَّ هنا لابدَّ من أن نُشير إليه وهو أن الرأي والرأي الاخر واحترام الرأي الاخر ليس معناه أن نحترم كل من سمَّى كلامه رأياً، فالرأي المحترَم هو الرأي الناشئ عن التأمل والتروِّي ويكون صادراً ممن يملك أسباب النظر ومواده وأدواته، فعالم الدين إذا جاء بوجهة نظرٍ ترتبط بتخصصه فرأيه محترم يستحقُّ النظر، وكذلك المهندس لو جاء بوجهة نظر ترتبط بتخصصه والطبيب لو جاء بوجهة نظر ترتبط بتخصصه، فهذا رأي يستحقُّ النظر والتقدير، وأما رأي غير الطبيب فيما يتصل بالطب فلا يُعدُّ رأياً لأنَّه لا يملك الأسباب التي تُؤهله لأن يعطى رأياً في الطب، فمعيب على الإنسان أن يُسمِّي ما يتبناه أو يقتنع به رأياً وهو لا يملك أسباب ذلك الرأي، وكذلك الحال في الشأن السياسي والشأن الاجتماعي وفي كلِّ شأن من الشئونات.



قال (ع): "ولا تغفلوا عن ذكر الله":

هذا ما ختمت به الرواية بالقدار الذي تلوناه منها تلوناها: "ولا تغفلوا عن ذكر الله" وهي وصية القرآن ووصية الرسول الكريم (ص) وأهل بيته (ع) وليكن شهر رمضان المبارك محلاً لذكر الله وعدم اشتغال النفس بغير ذكر الله ومحلاً لتلاوة آيات الله ومناجاته جلَّ وعلا في الليل والنهار ولنعوِّد ألسنتنا على الذكر، أيها الأخوة الأعزاء نحن نحرِّك ألسنتنا في كلِّ شيء فهي لا تكاد تكف عن الثرثرة إلا أنَّه يشق على هذه الألسنة أن تتحرك بالتكبير أو الاستغفار أو التهليل في أوقاتِ الخلوات في حين أن ذلك لا يكلِّف الكثير، لنعوِّد ألسنتنا على الذكر في خلواتنا على الأقل، أي شيء يضرني أن أقول لا إله إلا الله أو أستغفر الله وأنا أسير في السيارة أو في الطريق وحدي أو قبل أن أنام أُكرر ذلك، إذا تعوَّد اللسان على ذكر الله عز وجل فإنَّ القلب سوف لن ينسى الله تعالى وإذا كان القلب حيَّاً نابضاً بذكر الله فإنَّه لا يعصي الله تعالى الا حين الغفلة، لذلك فذكر الله عز وجل هو سبيل مستقيم للكفِّ عن معصية الله عزَّ اسمه وتقَّدس، ونعتذر على الاطالة.



والحمد لله رب العالمين

الشيخ محمَّد صنقور





1- وسائل الشيعة ﴿آل البيت﴾ -الحر العاملي- ج10 ص166.
2- سورة البقرة الآية/224.

3- سورة النساء الآية/5.

محـب الحسين
21-04-2020, 05:42 PM
أحسنت سيدنا الفاضل

سيد فاضل
21-04-2020, 06:11 PM
سلمكم الله

عاشقة ام الحسنين
25-04-2020, 05:27 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
مجهود رائع
جزاك الله خير

سيد فاضل
25-04-2020, 09:22 AM
حفظكم الله