في مثل هذه الأيام من عام ١٩٨٣م تم إعدام ما يصطلح عليه الوجبة الأولى من أسرة آل الحكيم وهم ستة شهداء كل من:
١- السيد عبد الصاحب نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٢- السيد علاء الدين نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٣- السيد محمد حسين نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٤- السيد كمال الدين نجل آية الله السيد يوسف الحكيم نجل الإمام الحكيم.
٥- السيد عبد الوهاب الحكيم نجل آية الله السيد يوسف الحكيم نجل الإمام الحكيم.
٦- السيد أحمد الحكيم نجل آية الله السيد محمد رضا الحكيم نجل الإمام الحكيم.
بعدما تم إعدامهم جاءت قوة أمنية ليلاً وقامت بإعتقال آية الله السيد محمد رضا الحكيم وأخذوه في سيارة معصوب العينين وبعد فترة من الزمن توقفت السيارة وفتحت العصابة من عينيه وأُنزل من السيارة فوجد أمامه تابوت فيه جثة وطلب منه التعرف عليه.
نظر فيها على ضوء المصابيح اليدوية لديهم فعرفه وقال: هذا شقيقي...
وطلب الصلاة عليه فسمح له، فصلى عليه صلاة الميت وآثار الرصاص واضحة فيه وبعدما إنتهى أُخذ في السيارة وعصبت عيناه مرة أخرى وجالت السيارة بهم وبعد فترة تم الأمر نفسه ونزل فنظر فوجد شقيقهُ الآخر وأيضاً صلى عليه وإستمر الأمر حتى وصل إلى أبناء شقيقه وأحدهم هو زوج إبنته الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم ثم كان آخر جثمان هو ولده السيد أحمد وعندما طلب منه النظر فيه نظر ملياً فلم يعرفه نتيجة إصابة وجهه بالرصاص فقال لم أعرفه فطلبوا منه الإقتراب والتعرف عليه وعندما إقترب وسلط الضوء عرفه فقال: هذا ولدي أحمد
ما إن قال ذلك نادى أحدهم : سيدي عرفه.
والشيد آية الله السيد محمد رضا يسترجع إنا لله وإنا إليه راجعون
واثناء ذلك حاول النظر إلى السماء في محاولة لتحديد المكان من خلال النجوم ولكن الأمن سرعان ما صرخ فيه مطالباً بإنزال رأسه.
بعدما أتم الصلاة عليه أعيد إلى السيارة معصوب العينين وجالت به السيارة حتى وصل إلى مديرية الأمن.
انزل وأدخل على مدير الأمن وجلس مدير الأمن خلال اللقاء يسيء للدولة العراقية وحكم صدام في محاولة لإستدراج سماحته في الحديث خصوصاً وقد فجع بمنظر أشقاءه وأبناءهم وولده مضرجين بالدماء ولكن سماحته كان يقول: نحترم قرارات الدولة ونتفهم مواقفها وأمثال ذلك إلى قال مدير الأمن غاضباً : والله علماء منقدر عليكم
وقال لسماحته: سيدنا إذا سمعنا صوت واحد يطلع من بيت من بيوتكم ندخل نعتقل النسوان، وماكو فاتحة ولا عزاء ولا ناس اتروح لو تجي.
بعدها أعيد سماحته إلى المنزل ما أذكره عندما ذهب كانت لحيته بين السواد والبياض وعندما عاد كانت لحيته صفراء وبعد مرور الأيام تحول الإصفرار إلى بياض الشيب الناصع.
كانت العلويات عندما تريد أن تبكي لفقد أبيها أو ولدها أو أخوها تدخل الغرفة وتضع الأغطية على رأسها لكي لا يسمع الصوت وتبكي بشهقات وأنين خشية أن يسمع صوتها.
أما نحن فكنا صغار لا نرى سوى الدموع وتنزل منا الدموع نصحوا على الأنين وننام على الأنين شهقات الألم لا لذنب سوى رفضنا المشاركة في مؤتمر يعطي الشرعية لسلطة ظالمة للشعب دعتنا السلطة الصدامية للمشاركة فيه.
أتذكر جدي الشهيد آية الله السيد محمد رضا الحكيم وهو يجلس في صحن الدار ويجمع العلويات المفجوعات ويصبرهن ويتحدث عن عظيم أجر الصبر ومقاماته عند الله سبحانه وتعالى وعن الإمام الحسين عليه السلام وصبره وأثناء حديثه عيناه يغرورقان بالدموع ويسترجع لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويقول كيف صبر أبا عبد الله على فقد ولده وأي ولد مثل علي الأكبر ..
في يومها كان قد مر أربعة اشهر على فقدي لوالدي الدكتور محمد علي وحاول الشهيد خالي أحمد وصديقه وعديله الشهيد السيد عبد الوهاب أن يحلوا محله فلم يمر سوى أربعة أشهر حتى فقدتهم، وبقينا نعيش الرعب رجال الأمن في باب الدار جالسين يستوقفونا بالدخول والخروج من الدار وين رايح وشنو اتريد وحسب مزاجه قد يوقفني لساعة أو أكثر وهو يحاول أن يستدرجني بالكلام وقد يتعمد أن يسب ويشتم صدام نفسه وأنا يجب أن أرفض وأستنكر ذلك منه لأني إن لم أفعل فسوف أُعتقل مباشرة وإذا فعلوا فمن يبقى للعيال والأطفال والشيوخ وإلى الله المشتكى وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
منقول بتصرف
١- السيد عبد الصاحب نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٢- السيد علاء الدين نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٣- السيد محمد حسين نجل الإمام السيد محسن الحكيم.
٤- السيد كمال الدين نجل آية الله السيد يوسف الحكيم نجل الإمام الحكيم.
٥- السيد عبد الوهاب الحكيم نجل آية الله السيد يوسف الحكيم نجل الإمام الحكيم.
٦- السيد أحمد الحكيم نجل آية الله السيد محمد رضا الحكيم نجل الإمام الحكيم.
بعدما تم إعدامهم جاءت قوة أمنية ليلاً وقامت بإعتقال آية الله السيد محمد رضا الحكيم وأخذوه في سيارة معصوب العينين وبعد فترة من الزمن توقفت السيارة وفتحت العصابة من عينيه وأُنزل من السيارة فوجد أمامه تابوت فيه جثة وطلب منه التعرف عليه.
نظر فيها على ضوء المصابيح اليدوية لديهم فعرفه وقال: هذا شقيقي...
وطلب الصلاة عليه فسمح له، فصلى عليه صلاة الميت وآثار الرصاص واضحة فيه وبعدما إنتهى أُخذ في السيارة وعصبت عيناه مرة أخرى وجالت السيارة بهم وبعد فترة تم الأمر نفسه ونزل فنظر فوجد شقيقهُ الآخر وأيضاً صلى عليه وإستمر الأمر حتى وصل إلى أبناء شقيقه وأحدهم هو زوج إبنته الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم ثم كان آخر جثمان هو ولده السيد أحمد وعندما طلب منه النظر فيه نظر ملياً فلم يعرفه نتيجة إصابة وجهه بالرصاص فقال لم أعرفه فطلبوا منه الإقتراب والتعرف عليه وعندما إقترب وسلط الضوء عرفه فقال: هذا ولدي أحمد
ما إن قال ذلك نادى أحدهم : سيدي عرفه.
والشيد آية الله السيد محمد رضا يسترجع إنا لله وإنا إليه راجعون
واثناء ذلك حاول النظر إلى السماء في محاولة لتحديد المكان من خلال النجوم ولكن الأمن سرعان ما صرخ فيه مطالباً بإنزال رأسه.
بعدما أتم الصلاة عليه أعيد إلى السيارة معصوب العينين وجالت به السيارة حتى وصل إلى مديرية الأمن.
انزل وأدخل على مدير الأمن وجلس مدير الأمن خلال اللقاء يسيء للدولة العراقية وحكم صدام في محاولة لإستدراج سماحته في الحديث خصوصاً وقد فجع بمنظر أشقاءه وأبناءهم وولده مضرجين بالدماء ولكن سماحته كان يقول: نحترم قرارات الدولة ونتفهم مواقفها وأمثال ذلك إلى قال مدير الأمن غاضباً : والله علماء منقدر عليكم
وقال لسماحته: سيدنا إذا سمعنا صوت واحد يطلع من بيت من بيوتكم ندخل نعتقل النسوان، وماكو فاتحة ولا عزاء ولا ناس اتروح لو تجي.
بعدها أعيد سماحته إلى المنزل ما أذكره عندما ذهب كانت لحيته بين السواد والبياض وعندما عاد كانت لحيته صفراء وبعد مرور الأيام تحول الإصفرار إلى بياض الشيب الناصع.
كانت العلويات عندما تريد أن تبكي لفقد أبيها أو ولدها أو أخوها تدخل الغرفة وتضع الأغطية على رأسها لكي لا يسمع الصوت وتبكي بشهقات وأنين خشية أن يسمع صوتها.
أما نحن فكنا صغار لا نرى سوى الدموع وتنزل منا الدموع نصحوا على الأنين وننام على الأنين شهقات الألم لا لذنب سوى رفضنا المشاركة في مؤتمر يعطي الشرعية لسلطة ظالمة للشعب دعتنا السلطة الصدامية للمشاركة فيه.
أتذكر جدي الشهيد آية الله السيد محمد رضا الحكيم وهو يجلس في صحن الدار ويجمع العلويات المفجوعات ويصبرهن ويتحدث عن عظيم أجر الصبر ومقاماته عند الله سبحانه وتعالى وعن الإمام الحسين عليه السلام وصبره وأثناء حديثه عيناه يغرورقان بالدموع ويسترجع لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويقول كيف صبر أبا عبد الله على فقد ولده وأي ولد مثل علي الأكبر ..
في يومها كان قد مر أربعة اشهر على فقدي لوالدي الدكتور محمد علي وحاول الشهيد خالي أحمد وصديقه وعديله الشهيد السيد عبد الوهاب أن يحلوا محله فلم يمر سوى أربعة أشهر حتى فقدتهم، وبقينا نعيش الرعب رجال الأمن في باب الدار جالسين يستوقفونا بالدخول والخروج من الدار وين رايح وشنو اتريد وحسب مزاجه قد يوقفني لساعة أو أكثر وهو يحاول أن يستدرجني بالكلام وقد يتعمد أن يسب ويشتم صدام نفسه وأنا يجب أن أرفض وأستنكر ذلك منه لأني إن لم أفعل فسوف أُعتقل مباشرة وإذا فعلوا فمن يبقى للعيال والأطفال والشيوخ وإلى الله المشتكى وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
منقول بتصرف

تعليق