
شرح دعاء الافتتاح (11)
- (اَلْحَمْدُ للهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلمِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ..)..
في هذه الفقرة نتعلم درس الصفح والعفو بعد المقدرة.. إن رب العالمين هو أقدر القادرين، إذ كلنا نواصينا بيد الله عزّ وجل، والوجود في قبضته، والسماوات مطويات بيمينه.. ولكن في نفس الوقت رب العالمين يرى عباده وهم منغمسون في معصيته ومخالفته - من منا لم يعص ربه!- والكثيرون من الصائمين هم أهل الكبائر في أيام سنتهم، ولكن الله عزّ وجل يتودد إليهم في شهر رمضان المبارك، ويدعوهم إلى طاعته.. إن رب العالمين يتأنى وهو مليء بالمبادرة، ويصبر وهو القادر على الانتقام.. فهلا تعلمنا درس العفو والصفح!.. وخاصة بين ذوي الحقوق.. إنسان له زوجة صالحة إجمالاً، ربت له الأولاد، وتعبت في منزله، وأمضت ريعان شبابها في خدمته وراحته، ولكنها زلت زلة في يوم من الأيام، أو في ساعة من الساعات، نرى أنه ينتقم منها، متناسياً كل هذا التأريخ الطويل!.. أين العفو بعد المقدرة؟!.. أين التأسي بهذه الصفة الإلهية؟!.. ومن المعلوم أن من يريد أن يصل إلى ملكوت الأسماء الحسنى، وأن يصبح مرآة عاكسة لصفات الله وجلاله وجماله، فإن عليه أن يتأدب بهذه الآداب.
ومن منن الله على عبده هو أن يشرح صدره، لأن هذا مما يعينه في أموره الحياتية كثيراً، فليسأل الإنسان ربه في ليالي شهر رمضان المبارك شرح الصدر.. فهذا نبي الله موسى

مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي

تعليق