من هم أصحاب الأخدود الذين ذكرهم القرآن الكريم؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    من هم أصحاب الأخدود الذين ذكرهم القرآن الكريم؟

    من هم أصحاب الأخدود الذين ذكرهم القرآن الكريم؟

    الأصحاب هم جماعة الرجل وصحبته، والأخدود جمع خَدْ، وَالْخَدُّ هُوَ الشَّقُّ، يُقَالُ: خَدَدْتُ الْأَرْضَ خَدّاً أَيْ شَقَقْتُهَا، والخد شق في الأرض كالخندق.
    وأما أصحاب الأخدود الذين ذمَّهم الله في القرآن الكريم فهم الملك ذو نواس الحميري آخر ملوك حمير باليمن وجماعته، وإنما عُرفوا بأصحاب الأخدود لأنهم شقوا خندقاً مستطيلاً في الأرض ثم أضرموا النار في ذلك الخندق، ثم أحضروا المؤمنين بالله من نصارى نجران وطلبوا منهم ترك ديانتهم والدخول في الديانة اليهودية المنحرفة التي كان عليها الملك، وكان مصير من يرفض أن يُلقى في النار وهو حي، أما أصحاب الأخدود فكانوا يتلذذون بتعذيب أولئك المؤمنين المستضعفين الذين لم يكن لهم ذنب سوى الإيمان بالله. 1.

    أصحاب الاخدود في القرآن الكريم

    ذكر الله عَزَّ وجَلَّ أصحاب الأخدود وأشار إلى قصتهم بإيجاز وشنَّع فعلتهم النكراء ولعنهم فقال: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا باللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 2.

    قصة أصحاب الأخدود

    جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي‏ في تفسير قول الله عَزَّ وجَلَّ: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ قَالَ: كَانَ سَبَبُهُمْ أَنَّ الَّذِي هَيَّجَ الْحَبَشَةَ عَلَى غَزْوَةِ الْيَمَنِ ذَا نُوَاسٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَلَكَ مِنْ حِمْيَرٍ، تَهَوَّدَ وَاجْتَمَعَتْ مَعَهُ حِمْيَرٌ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَسَمَّى نَفْسَهُ يُوسُفَ، وَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ حِيناً مِنَ الدَّهْرِ.
    ثُمَّ أُخْبِرَ أَنَّ بِنَجْرَانَ بَقَايَا قَوْمٍ عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ، وَكَانُوا عَلَى دِينِ عِيسَى (عليه السَّلام) وَعَلَى حُكْمِ الْإِنْجِيلِ، وَرَأْسُ ذَلِكَ الدِّينِ عَبْدُ اللَّـهِ بْنُ بريامن [يَامِنٍ‏] [ثَامِرٍ] [تَامِرٍ] حَمَلَهُ أَهْلُ دِينِهِ عَلَى أَنْ يَسِيرَ إِلَيْهِمْ وَيَحْمِلَهُمْ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَيُدْخِلَهُمْ فِيهَا، فَسَارَ حَتَّى قَدِمَ نَجْرَانَ، فَجَمَعَ مَنْ كَانَ بِهَا عَلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِمْ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَالدُّخُولَ فِيهَا، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَجَادَلَهُمْ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ وَحَرَصَ الْحِرْصَ كُلَّهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَامْتَنَعُوا مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَالدُّخُولِ فِيهَا، وَاخْتَارُوا الْقَتْلَ، فَخَدَّ لَهُمْ خُدُوداً وَجَمَعَ فِيهَا الْحَطَبَ وَأَشْعَلَ فِيهِ النَّارَ، فَمِنْهُمْ مَنْ أُحْرِقَ بِالنَّارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ بِالسَّيْفِ، وَمَثَّلَ بِهِمْ كُلَّ مُثْلَةٍ، فَبَلَغَ عَدَدُ مَنْ قُتِلَ وَأُحْرِقَ بِالنَّارِ عِشْرِينَ أَلْفاً 3.
    وَرُوِيَ عَنْ الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُسْقُفَّ نَجْرَانَ دَخَلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام) فَجَرَى ذِكْرُ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ، فَقَالَ (عليه السَّلام): "بَعَثَ الله تَعَالَى نَبِيّاً حَبَشِيّاً إِلَى قَوْمِهِ وَهُمْ حَبَشِيَّةٌ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى فَكَذَّبُوهُ وَحَارَبُوهُ وَظَفِرُوا بِهِ وَخَدُّوا الْخُدُودَ وَجَعَلُوا فِيهَا الْحَطَبَ وَالنَّارَ فَلَمَّا كَانَ حَرّاً قَالُوا لِمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ ذَلِكَ النَّبِيِّ اعْتَزِلُوا وَإِلَّا طَرَحْنَاكُمْ فِيهَا فَاعْتَزَلَ قَوْمٌ كَثِيرٌ وَقُذِفَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ..." 4...

    ------
    1. انظر، مجمع البحرين: 3 / 42 ، للطريحي.
    2. القرآن الكريم: سورة البروج ( 85 )، الآيات: 4 - 8 ، الصفحة: 590.
    3. تفسير القمّي: 2 / 413، وبحار الأنوار: 14 / 438 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي.
    4. بحار الأنوار: 14 / 439.
    الشيخ صالح الكرباسي
    sigpic
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    #2
    أحسنت اخي العزيز
    جزاك الله خير جزاء المحسنين

    تعليق

    • سيد فاضل

      • Aug 2019
      • 29847

      #3
      سلمكم الله
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X