المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدّرس القرآني السابع عشر؛ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ


سيد فاضل
12-05-2020, 04:59 PM
ربيع القرآن
الدّرس القرآني السابع عشر؛ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

الدّرس القرآني السابع عشر؛ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
إحدى الآيات الإلهيّة تخاطبكم بالقول: اعملوا لله فيساعدكم الله ويمدّكم بعونه: «ولینصرنّ اللَّه من ینصره». وإحدى الآيات الإلهيّة تقول: ستجدون الله معكم عندما تصبرون وتصمدون: «إن ‌اللَّه مع ‌الصّابرین». لا يمكن المرور بشكل عابر على هذه الآيات. كلّ كلمة من كلمات هذه الآيات تقدّم تجربة حياة كاملة ودرساً وحكمة. لقد وعدكم الله عزّوجل بأن يعينكم لو ثبتّم على دينه ونهجه ونصرتم أهدافه. ونصرة الله تعني نصرة كلّ القوى الموجودة في هذه الطبيعة؛ كلّها ستهبّ لنصرتكم؛ وستشارك أيضاً القوى الغيبيّة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ينشر موقع khamenei.ir الإعلامي خلال أيّام شهر رمضان المبارك بشكل يومي مجموعة من الدروس القرآنية للإمام الخامنئي التي فسّرها سماحته وشرحها ضمن خطاباته. وقد تمّ إعداد هذه الدّروس تحت عنوان "ربيع القرآن" بشكل تراتبيّ من الجزء الأوّل حتّى الجزء الثلاثين من القرآن الكريم حيث سوف يُنشر في كلّ يومٍ من أيّام الشهر الفضيل درسٌ من هذه الدروس على الموقع الرّسمي وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي.

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
سورة الحجّ المباركة ﴿٤۰﴾

الآيات الإلهيّة ملموسة في الثورة الإسلاميّة

لعلّ بعض الآيات الإلهيّة الكريمة لم تكن مفهومة ومدركة من قبلنا نحن والأجيال البشرية العادية طوال قرون مديدة، أو لم تُفسّر بالمعنى الحقيقي للكلمة. وقد تمّ تفسير وتجسيد هذه الآيات خلال مرحلة ثورتنا وطوال هذه الأعوام العشر أو الاحدى عشر التي شهدت الكثير من الحوادث. والحقيقة هي هذه أيضاً. فهناك أحداثٌ وظروفٌ خاصّة يمكن أن تفسّر الحقائق الإلهيّة الموجودة ضمن الألفاظ بشكل صحيح. فلا يمكن على سبيل المثال فهم الآيات التي نزلت في حرب أُحد (١) بشكل صحيح في خضمّ حياة النّعيم والرّخاء. ولا يمكن إدراك الآيات التي نزلت في شأن غربة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه في شعب أبي طالب أو في الطريق إلى مكّة ضمن ظروف العيش العاديّة والطبيعيّة، وفي المنزل والسوق والأجواء العائليّة الأنيسة؛ هناك حاجة إلى أمرٍ آخر. هناك حاجة إلى ظروفٍ معيّنة تؤدّي إلى تفسير العديد من الآيات، وإذا أردنا أن نعطي رأينا بشكل سليم، علينا أن نقول أنّ مجموع الآيات الإلهيّة إضافة لتفاسير الأئمّة المعصومين (عليهم الصّلاة والسّلام) التي وردت في ظروف النهضة ومرحلة البعثة والهجرة والجهاد والشهادة -مرحلة بذل الجهود والمساعي والتعب- بات فهمها أيسر من أيّ زمنٍ مضى.

واحدة من الآيات الإلهيّة هي «ولینصرنّ اللَّه من ینصره» (۲) وآية أخرى تقول أن لو صبرتم وصمدتم فسوف تجدون الله معكم: «ان‌اللَّه مع‌الصّابرین» (۳). لا يمكن المرور بشكل عابر على هذه الآيات. كلّ كلمة من كلمات هذه الآيات تقدّم تجربة حياة كاملة ودرساً وحكمة.

وقد ورد في القرآن الكريم أنّ كلّ من يبذل جهداً في سبيل الله، ويجاهد في سبيله، يكون قد سعى وجاهد لأجل نفسه في واقع الأمر: «ومن جاهد فإنّما یجاهد لنفسه». (٤) هذه آيات إلهيّة. (…) وقد بتنا نتلمّس اليوم هذه الآيات. طوال مرحلة النّهضة والثّورة، وبعد انتصار الثّورة، وطوال أعوام الحرب المفروضة الثمانية، وبعد سنتين من هذه الحرب، وبشكل عام طوال هذه الأعوام الإحدى عشر أو الاثنى عشر بعد الحادي عشر من شباط عام ١٩٧٩ وحتّى اليوم، لمسنا كلّ واحدة من هذه الآيات وجرّبناها ولا زلنا نلمسها وندركها بشكل تدريجي.

ولحدّ الآن، تحقّقت كلّ الوعود الإلهيّة بشكل صحيح. وكلّ التحاليل كانت تستند إلى آيات القرآن الكريم المحكمة، وقد صدقت وتحقّقت. لقد شاهدنا لحدّ الآن بشكل واضح وجليّ أنّ الشّعب المؤمن الذي يناصر الله عزّوجل، عندما تقف في وجهه كلّ الدنيا أيضاً، لن يُهزم عندما يصمد ويصبر.(٥)

لقد جرّبنا ”إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم“(٦). لقد جرّبنا نحن الشّعب الإيراني هذا الأمر؛ وقد جرّبناه على أرض الواقع. أحدثنا التغييرات بداخلنا، والله عزّوجل غيّر حالنا. والمدهش أنّنا عندما نخطو خطوة، يخطو الله عشر خطوات. لقد غيّرنا أنفسنا قليلاً، لكنّ الله مدّنا بعون كبير، وغيّر أحوالنا.(٧)

الاعتقاد بالنّصرة الإلهيّة

كلّ من يعمل لله، يسخّر الله له كلّ إمكاناته وعلمه وقوّته وسنن خلقته. ”ولينصرنّ الله من ينصره“؛ هذه جملة مدهشة -”لام“ القسم و“نون“ التوكيد.(٨)

لقد وعدكم الله عزّوجل بأن يعينكم لو ثبتّم على دينه ونهجه ونصرتم أهدافه. ونصرة الله تعني نصرة كلّ القوى الموجودة في هذه الطبيعة؛ كلّها ستهبّ لنصرتكم؛ وستشارك أيضاً القوى الغيبيّة. (٩) العمل بالإسلام يعني أنّ نصدّق كلام ووعد القرآن، ويعني أن نصدّق قول القرآن ”ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز“. عندما تنصرون الله عزّوجل، ”لينصرنّ الله“. ”إنّ الله غالبٌ على أمره“(١٠)، علينا أن نصدّق هذا الأمر. هذه المعرفة القرآنية تكسبنا هذا النوع من الاعتقاد.(١١)

شرط النّصرة الإلهيّة

ماذا نفعل كي ينصرنا الله؟ هذه قضيّة. لقد خاطبنا القرآن قائلاً: ”إن تنصروا الله ينصركم“(١٢)، ”ولينصرنّ الله من ينصره“؛ أنصروا الله، أنصروا دين الله، قوموا لله، وسينصركم الله عزّ وجل. أينما قامت الشّعوب لأجل دين الله، وسخّرت قواها لأجله في الميدان، شملها نصر الله عزّ وجل. وأينما نصرها الله عجز أيّ أحدٍ عن إلحاق الهزيمة بها.(١٣)
وما دام الحقّ فاقداً للمساندة الشعبيّة، يبقى واقعاً فكريّاً وحقيقة معنويّة؛ لا يمكن توقّع حلوله وتحقّقه في أيّ مكان. لكن عندما تتمّ تعبئة قوى البشر الإيمانيّة نصرة للحق، فإنّ الحقّ سيتحقق وفق طبيعة نظام الوجود، وقد تحقّق. (١٤)

الهوامش:
1) سورة آل عمران؛ الآيات ١٥٢-١٥٥
2) سورة الحج؛ الآية ٤٠
3) سورة البقرة؛ الآية ١٥٣
4) سورة العنكبوت؛ الآية ٦
5) كلمته في جمع غفير من الأسرى المحرّرين ١٧/٩/١٩٩٠
6) سورة الرّعد؛ الآية ١١
7) كلمته في لقاء المشاركين في المسابقات القرآنيّة ٥/٧/٢٠١١
8) كلمته في لقاء المشاركين في مؤتمر معرفة آفات الثورة الإسلامية ٦/٣/١٩٩٩
9) كلمته في لقاء مع خرّيجي طلاب جامعة الجيش للضباط ١٠/١١/٢٠١٠
10) سورة يوسف؛ الآية ٢١
11) كلمته في لقاء القرّاء المشاركين في مسابقات القرآن الكريم الدوليّة الثالثة والعشرين ٢٦/٩/٢٠٠٦
12) سورة محمّد؛ الآية ٧
13) كلمته في لقاء المشاركين في المسابقات القرآنيّة ٥/٧/٢٠١١
14) كلمته في لقاء أهالي مدينة قم المقدّسة ٨/١/٢٠٠٥

محـب الحسين
12-05-2020, 08:08 PM
أحسنت اخي العزيز

سيد فاضل
12-05-2020, 08:36 PM
سلمكم الله