المؤمن في زمن كثرة الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46763

    المؤمن في زمن كثرة الموت

    بداية لا بد من التأكيد على أن من ثوابت وأسس عقيدة المؤمن هو إيمانه بأن آجال وأعمار بني آدم محددة لا تزيد ساعة ولا تنقص , فساعة موت أي إنسان على وجه الأرض موقوتة في علم الله وحده , لا تزيدها ظروف الأمن والامان الذي كانت تنعم به دقيقة حياة أخرى , ولا تنقصها ويلات أسباب كثرة الموت - كنشوب الحروب وانتشار الأوبئة والأمراض – لحظة واحدة , فهناك من يبقى على قيد الحياة رغم اقتحامه الأهوال و خوضه معترك الحروب , وهناك من يموت في عقر داره ووسط أهله على فراشه !!
    ولكن الإنسان دائم التعلق بالأسباب والمسببات بطبعه , متأثر بالظروف والأحوال المتقلبة التي يعيشها , فيطول أمله وينسى الموت وساعة لقاء الله تعالى في زمن الأمن وأيام السلم والاستقرار , ويذكر الموت ولا يكاد ينساه في زمن الحرب , وخصوصا في هذا العصر الذي انتشرت فيه أنواع كثيرة من أسلحة الدمار الشامل التي تنسف الحجر قبل أن تقتل البشر .

    ومن هنا رأيت أن أسلط الضوء على موقف المؤمن من الموت في هذا الزمن على وجه الخصوص الذي كثرت فيه أسبابه جراء اندلاع الحروب في أكثر من بلد عربي مسلم , وما ينبغي أن يكون عليه المسلم استعدادا لهذه الساعة المحتومة , ليس في الدول التي فاحت منها رائحة الموت حتى زكمت الأنوف فحسب , بل في الدول التي ما زالت تنعم بالأمن والأمان والاستقرار أيضا .

    لا يتذكر المسلمون في مختلف بقاع الأرض الموت الذي لا مفر منه ولا مهرب , قال تعالى : { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } الجمعة/8

    إن العبرة التي يمكن أن يخرج بها المؤمن مما يجري في بعض الدول العربية والإسلامية من حروب أزهقت أرواح كثير من الأبرياء هي : ضرورة عودة المسلمين إلى تذكر الموت وعدم نسيانه , والاستعداد لما بعد هذه الحياة الفانية , والعمل على وضع الدنيا في موضعها الصحيح
    إن الحقيقة المرة هي أن الكثير من المسلمين قد غفلوا عن حقيقة حتمية الموت وعدم ارتباطه بسبب معين أو بيئة خاصة , وأوغلوا في الانغماس بما لا يرضي الله في هذه الحياة الدنيا , ونسوا أو تناسوا أن الموت قد يأتي بغتة دون سابق إنذار أو توقع , ولم يستثمروا نعمة الحياة كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم , واغتروا برغد العيش ونعمة الأمن .



    وإذا كانت غفلة كثير من المسلمين عن الموت وتذكره و استحضاره في حياتهم في الدول العربية والإسلامية التي لا تشهد حروبا أو اضطرابات ... أمرا مستغربا لانتشار أنباء الموت من حولهم , فإن الأغرب من ذلك والأعجب منه غفلة بعض المسلمين عن ذكر الموت والاستعداد له بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى في دول لا يأمن فيها الرجل الذي خرج من بيته في الصباح أن يعود إليه مساء , بل لا يأمن فيه الإنسان على نفسه وأهله من أن يباغته الموت في عقر داره !



    ومن هنا يمكن فهم توجيه الدين الإسلامي الحنيف الا أن يكثروا من ذكر وتذكر الموت , وأن لا يغفلوا عنه وعن حتمية وقوعه في أي لحظة , وأن لا تلهيهم الحياة الدنيا بشهواتها وأهوائها ومشاغلها عن الاستعداد للموت الذي قد يأتي بغتة .



    لقد كان توجيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته واضحا في هذا المقام , فقد حثهم على الإكثار من ذكر الموت
    قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "أكثروا من ذكر هادم اللذّات فقيل: يا رسول اللَّه فما هادم اللذّات؟ قال: الموت، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت وأشدّهم له استعداداًعن أمير المؤمنين عليه السلام: "أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي اللَّه عزَّ وجلّ‏َ تهوّن عليكم المصائب".



    عن الصادق عليه السلام: "من أكثر ذكر الموت أحبه اللَّه.



    "قيل: يا رسول اللَّه هل يحشر مع الشهداء أحد؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم :نعم من يذكر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرة

    قال النبي صلى الله عليه وآله : "أتدرون من أكيسكم؟ قالوا: لا يا رسول اللَّه قال صلى الله عليه وآله وسلم : أكثركم للموت ذاكراً، وأحسنكم استعداداً له، فقالوا: وما علامته يا رسول اللَّه؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود والتزوّد لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور



    لم يكن الإكثار من ذكر الموت كما أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه واله

    إن تذكير المسلمين بفضيلة الإكثار من ذكر الموت في هذا الزمن من الضرورة بمكان , و كأني بلسان حال الغيور على أمته , الحريص على فلاحهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة يقول : إذا لم يكثر المسلمون في هذه الأيام من ذكر الموت والاستعداد له بالتوبة النصوحة والعودة إلى الله تعالى ......فمتى ؟!!!
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    #2
    الله يعطيك العافية
    sigpic

    تعليق

    • محـب الحسين

      • Nov 2008
      • 46763

      #3
      ربي يعافيك اخي الكريم

      تعليق

      يعمل...
      X