قصّة السيّدة الزهراء (عليها السلام) والراثي (ابن أصدق)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سيد فاضل

    • Aug 2019
    • 29847

    قصّة السيّدة الزهراء (عليها السلام) والراثي (ابن أصدق)

    قصّة السيّدة الزهراء (عليها السلام) والراثي (ابن أصدق)
    عنايةُ أهل البيت (عليهم السلام) بالشعراء الذين ينظمون فيهم المدح والرثاء تبعثُ في النفس شوقاً إلى بلوغ هذه المرتبة، والتأسّف على عدم التوفيق لها، فعلى من وُفّقوا لمثل هذا العمل أن لا يغفلوا عن كون عملهم منظوراً من أهل بيت العصمة والطهارة، وقد ينالون بذلك التوفيق في الدنيا والآخرة، وهذا مشروطٌ بالإخلاص والإحسان وعدم الوقوع في الشبهة ومظنّات الإساءة إليهم.
    وفي هذا المعنى، أذكر قصة أخرى غزيرة بالفائدة تناسب هذا الموضوع.
    قال القاضي عليّ بن المحسن التنوخيّ في كتابه (نشوار المحاضرة وأخبارُ المذاكرة) المتوفى سنة 384 هجريّة - وهو ليس من الشيعة ولا القائلين بالإمامة -:
    (حدّثني أبي، قال: خرج إلينا يوماً أبو الحسن الكاتب، فقال: أتعرفون ببغداد رجلاً يقال له: ابن أصدق؟
    قال: فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، فقلت: نعم، فكيف سألت عنه؟
    فقال: أي شيء يعمل؟
    قلت: ينوح على الحسين (عليه السلام).
    قال: فبكى أبو الحسن، وقال: إنّ عندي عجوزاً ربّتني من أهل كرخ جدّان، عفطيّة اللسان، الأغلب على لسانها النبطية، لا يمكنها أن تقيم كلمة عربيّة صحيحة، فضلاً عن أن تروي شعراً، وهي من صالحات نساء المسلمين، كثيرة الصيام والتهجّد، وإنّها انتبهت البارحة في جوف الليل، ومرقدها قريب من موضعي، فصاحت بي: يا أبا الحسن.
    فقلت: ما لك؟
    فقالت: الحقني.
    فجئتها، فوجدتها ترعد، فقلت: ما أصابك؟
    فقالت: إنّي كنت قد صلّيت وِرْدِي فنمت، فرأيت الساعة في منامي، كأنّي في درب من دروب الكرخ، فإذا بحجرة نظيفة بيضاء، مليحة الساج، مفتوحة الباب، ونساء وقوف عليها.
    فقلت لهم: من مات؟ وما الخبر؟ فأومأوا إلى داخل الدار، فدخلت، فإذا بحجرة لطيفة، في نهاية الحسن، وفي صحنها امرأة شابّة لم أرَ قط أحسن منها، ولا أبهى ولا أجمل، وعليها ثياب حسنة بياض مرويّ ليّن، وهي ملتحفة فوقها بإزار أبيض جدّا، وفي حجرها رأسُ رجلٍ يشخب دماً.
    فقلت: من أنت؟
    فقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وهذا رأس ابني الحسين (عليه السلام)، قولي لابن أصدق عنّي أن ينوح:
    لم أمرّضه فأسلو ... لا ولا كان مريضا
    فانتبهتُ فزعة.
    قال: وقالتِ العجوزُ: لم أمرّطه بالطاء؛ لأنّها لا تتمكّن من إقامة الضاد، فسكّنت منها إلى أن نامت.
    ثم قال لي: يا أبا القاسم مع معرفتك الرجل، قد حمّلتك الأمانة، ولزمتك، إلى أن تبلّغها له.
    فقلت: سمعاً وطاعةً لأمر سيدة نساء العالمين.
    قال: وكان هذا في شعبان، والناس إذ ذاك يلقون جهداً جهيداً من الحنابلة إذا أرادوا الخروج إلى الحائر.
    فلم أزل أتلطّف حتى خرجت، فكنت في الحائر ليلة النصف من شعبان، فسألت عن ابن أصدق، حتى رأيته، فقلت له: إنّ فاطمة عليها السلام تأمرك بأن تنوح بالقصيدة [التي فيها]:
    لم أمرّضه فأسلو ... لا ولا كان مريضا
    وما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك.
    قال: فانزعج من ذلك، فقصصتُ عليه وعلى من حضر الحديثَ فأجهشوا بالبكاء، وما ناح تلك الليلة إلّا بهذه القصيدة، وأوّلها:
    أيّها العينان فيضا ... واستهلّا لا تغيضا
    وهي لبعض الشعراء الكوفيّين. وعدت إلى أبي الحسن، فأخبرته بما جرى).
    sigpic
  • محـب الحسين

    • Nov 2008
    • 46769

    #2
    السلام على مولاتنا الزهراء البتول
    السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين
    أحسنت اخي العزيز

    تعليق

    • سيد فاضل

      • Aug 2019
      • 29847

      #3
      سلمكم الله
      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X