
بعد تحويل السفارة الأمريكية في بغداد إلى قاعدة عسكرية.. ماذا بقي من سيادة العراق؟
شفقنا العراق-إعلان قائد القيادة الامريكية الوسطى الجنرال “لويد أوستين” اليوم الاربعاء إكتمال نشر أنظمة دفاع صاروخية حول المنطقة الخضراء حيث يقع مقر “السفارة الامريكية في بغداد” أعاد قضية هذه السفارة الى الواجهة، لتطرح معها جملة من التساؤلات وعلامات الاستفهام لدى الشارع العراقي.
أولا وبلغة الارقام ماهو موجود فيما يسمى بالمنطقة الخضراء لايحمل ايا من مواصفات سفارة، فمساحة هذه “السفارة” تبلغ زهاء نصف مليون متر مربع، وهي مساحة تفوق ماهو مخصص لكل مباني ومنظمات وهيئات الامم المتحدة في نيويورك، وهي تضم كذلك أكثر من عشرة الاف شخص بين موظف وعنصر أمني وعسكري من قوات المارينز .. هي إذن ليست سفارة بالتأكيد، انما قاعدة عسكرية ومخابراتية يعلم العراقيون ان القوات الامريكية اقتطعتها من قلب العاصمة العراقية في التاسع من ابريل نيسان عام 2003 بعد اطاحة النظام السابق وهروب قياداته وأركانه، لتتحول منذ ذلك اليوم الى مقر لحاكم العراق بول بريمر.
لكن هذه المنطقة الحيوية والواسعة من بغداد ولأسباب غامضة وغير مبررة ظلت مقتطعة طيلة الاعوام ال17 الماضية حتى بعد انسحاب القسم الاكبر من القوات الامريكية من العراق نهاية عام 2011 وبالتالي فإن من حق أي مواطن عراقي مسائلة رؤساء الوزراء السابقين في العراق بدءا بعلاوي ومرورا بالجعفري والمالكي والعبادي وعبد المهدي وانتهاءا برئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.
ماذا يعني استمرار الوجود العسكري الامريكي غير المألوف في قلب بغداد ؟ وهل ان هذا الوجود الكبير كان بموافقتكم ورضاكم ؟ أم حصل رغما عنكم ؟ ولماذا لم تسجلوا اعتراضكم عليه او تطالبوا بتحديده طيلة الاعوام الماضية ؟.
نحن على يقين أن ايا من رؤساء الوزراء المشار اليهم لم يكن ليجرأ على فتح ملف مايسمى بالسفارة الامريكية في بغداد لعلمه ان الفضل ببقاءه في سلطة المنطقة الخضراء مرتبط أساسا ببقاء هذه السفارة .. والعراقيون بغالبيتهم يدركون جيدا ان أي حديث لأي مسؤول عراقي عن سيادة العراق وهيبة الدولة في ظل وجود هكذا “سفارة” يظل مجرد ترهات لاقيمة لها، وهي تعكس بلا شك حالة من الدونية وانعدام الغيرة لدى هؤلاء المسؤولين على بلادهم، لذلك نحن نعتقد ان الخطوة الحقيقية الاولى لاستعادة هيبة الدولة العراقية ينبغي أن تبدأ من وضع حد للبلطجة التي ماتزال تمارسها واشنطن منذ عام 2003 بحق العراقيين في عاصمتهم بغداد تحت غطاء التمثيل الدبلوماسي، ودون تحقيق هذه الخطوة لاقيمة لاي حديث اخر.
محمد حسن البحراني
تعليق