تويت
محمد الحسيني·
فرّية بعثية ..
يعنى د . حميد عبد الله بتوثيق مراحل مهمة من تاريخ العراق الحديث بما فيها حقبة البعث ، ويُضيّف عدداً من الشخصيات ذات الصلة بهذه الحقب ، وهي في أغلبها تدين البعث وتجرّمه ، إذ لايمكن لأحد من شهوده أن يدّعي خلاف ذلك ..
ولكن ، يمرّر بعضهم ، وهو معهم أيضاً، بعض الأكاذيب ...
في مقابلة له مع ضابط أمن (الرأئد صباح الحمداني) من أهالي الموصل ، انتدب للعمل في مديرية أمن النجف في الثمانينات ..
روى أنه بعد سنة من إعدام السيد محمدباقر الصدر ذهب الى منزله ومعي سأئقي عاصم الحديثي والمفوض التكريتي ، دخلنا المنزل بعد كسره ، وكان متروكاً وعليه آثار الغبار .. صعدنا الى غرفة السيد الصدر في الطابق الثاني ، وكانت المفاجأة أن عثرنا على خزانة للأموال (قاصة) بارتفاع مترين وعرض ثمانين سنتمتراً .. سحبت قبضة الباب فتدحرجت منها العملات النقدية ، وهي متنوعة وكثيرة .. قدّرها المفتري بأكثر من خمسين مليون دولاراً .. طبعاً ، المفتري لم يتهم السيد الصدر ، وإن اتهم عائلته ضمناً بأخذ شيء منها ، وقال إنها أخماس لأنها وضعت عليها علامات وأسماء دافعيها .. هذا فضلاً عن كميات كبيرة من الذهب ..وأضاف انه اتصل بمدير أمن النجف ونقلت الأموال ، وتمت عمليات جردها حيث جُند لذلك ثلاثون موظفاً من البنك ..
لست مضطراً للحديث عن زهد الصدر ولا عن إمكاناته المالية المرجعية ، وهو الذي يسكن منزلاً للإيجار ، وهو جزء من مقبرة المرحوم المامقاني ..
أشير فقط الى :
١/ لايمكن تصديق روايته في أن تترك السلطات البعثية منزل الصدر سنة كاملة دون أن تعرّضه للبحث والتفتيش .. ولماذا تنتظر هذا الرائد في الأمن العامة ليقوم بهذه المهمة !!!
٢/ أنا شخصياً أعرف منزل السيدالصدر ، ولايمكنني أن أصدق وجود (خزانة مالية ) بارتفاع مترين وعرض ثمانين سنتمترا ً، إذ لايمكن أن تدخل في السلّم الذي يصل الى الطابق الثاني حيث غرفة الصدر ..كما انه منزل قديم متهالك ، ومعروف أن منازل النجف القديمة لايمكنها تحمل أوزان خزانات مالية بهذا الحجم ، بل لايمكن إدخالها فيها للضيق في سلالمها ..
٣/ ولأن المتحدّث مفترٍ وكذاب فقد فاته أن يدعي مثلاً انه عثر على هذه المبالغ في الغرفة من دون اللجوء الى ذكر الخزنة الكبيرة ، حيث يمكن تصديق وتمرير كذبته ..
٤/ ثم إن هذه الخزنة المالية بالوصف الذي ذكره لايمكن أن تسع ما قدّره بخمسن مليون دولار ، حيث جُند ثلاثون موظفاً من البنك لجرده ؟!!!
٥/ لم يبرّر لنا هذا المفتري لما تحجم سلطات البعث ، وهي الخبيرة في فبركة وصنع الأكاذيب لماذا لم تُشّهر بالسيد الصدر وتنشر على الملأ هذا الدليل الجرمي الذي يُدين الصدر ...
وهنا يجب أن لايُعفى د. حميد من تمرير كذبة ضيفه ، دون أن يستوقفه !! وكأنه يُعينه عليها ويشترك معه في فريته ..
فرية بعثية بامتياز لاتستأهل الأ البصق في وجّه مفتريها وصانعها ومروّجها ومصدّقها ..
تعليق