حكاية قصيدة "ياحسين بضمايرنه"...
بغداد/المسلة:
علاء محيي الدين
في عام ١٩٧٤ كان المرحوم الشاعر والرادود الحاج رسول محيي الدين مدعوا من قبل الحاج حسن آل ماشي لإحياء مراسيم عاشوراء في موكب جمهور الحمزة الشرفي في محافظة القادسية. وقد اُستدعي رحمه الله بصحبة الحاج حسن لمقابلة مدير أمن الديوانية آنذاك لغرض ابلاغهما التعليمات في ما يجب ان يقال على المنبر من مديح للحزب والثورة (!) وكذلك لتسليمه مبلغ من المال تحت عنوان دعم الشعائر الحسينية. وهو اجراء كان يتبعه زبانية النظام البائد لغرض السيطرة على الشعائر وصولا إلى منعها لاحقاً.
وقد اعتذر الشاعر عن المديح على المنبر بذريعة ان الظرف لا يسمح لان المناسبة حزينة وقد لا يتقبل الناس التطرق إلى مواضيع خارج مصيبة عاشوراء مما قد ينتج مردوداً عكسياً لما يريده مدير الأمن. وبخصوص المبلغ رد الشاعر أنه شخصياً غير محتاج كونه لا يقرأ تكسباً بل أملاً في مرضاة الله وشفاعة الحسين (ع). وإذا كان المقصود دعم الشعائر فليتم التبرع في هذه الحالة إلى الموكب مباشرة وأمام الناس أثاء قراءة القصائد كما جرت العادة.
وخرج الشاعر من المقابلة غاضباً متألماً بعد أن أسمعه مدير الأمن كلمات تسيء إلى شعائر عاشوراء وإلى معتقدات الشيعة وتقديسهم لآل بيت الرسول (ص).
وفي طريقه إلى محل إقامته المؤقت تولدت فكرة القصيدة لدى الشاعر رداً على إساءة مدير الأمن. وعند الوصول وإتمام الصلاة أمسك بورقة وقلم ليكتب مطلع القصيدة وكان وقتها (يحسين بعقايدنه) وليس يحسين بضمايرنا كما أشتهر لاحقاً. ثم أكمل نظم القصيدة في الاسابيع اللاحقة في بغداد حيث محل إقامته في حي البنوگ.
وفي موسم الاربعين قرأ الشاعر القصيدة في صحن الامام الحسين (ع) لكنه لم يكملها بسبب ضغوط زبانية الامن رغم كونها مجازة سلفاً فختم القصيدة عند مقطع (تربة كربله تشهد المن دمنه اصبحت حمرة) بعدما خنقته العبره. ولم يتمكن أبناءه من تسجيل القصيدة على شريط بكرة بسبب عدم امتلاك الموكب لجهاز تسجيل. وبعد ذاك اخفى الشاعر القصيدة املا في ان يسنح الظرف لقراءتها كونه امتنع عن القراءة في المواكب بعد هذه الحادثة.
وقبيل موسم عاشوراء عام ١٩٧٧ طلب الرادود المرحوم الشيخ ياسين الرميثاوي من الشاعر مجموعة قصائد تهيؤاً لمراسيم عاشوراء القادمة حيث تعود الشاعر أن يعطيه نسخاً من القصائد المقروءة في المواسم السابقة. فعرض عليه فيما عرض هذه القصيدة وقص عليه حادثة القراءة في الصحن الشريف. فأعجب الشيخ ياسين بالقصيدة وقرأها في موكب عزاء خرنابات في الخالص وتعمد عدم ذكر اسم الشاعر تحسباً للمحاذير الأمنية لكن تم تسجيلها على شريط كاسيت وهو التسجيل الذي اشتهر على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقد وصلت نسخة من الكاسيت إلى ثوار انتفاضة صفر ١٩٧٧ التي صادف اندلاعها بعد اسابيع من قراءة القصيدة في خرنابات. فسرعان ما تم تكثيرها وتوزيعها على الثوار حيث أصبحت نشيد وهتاف المنتفضين على طول طريق مسيرتهم من النجف إلى كربلاء.
بغداد/المسلة:
علاء محيي الدين
في عام ١٩٧٤ كان المرحوم الشاعر والرادود الحاج رسول محيي الدين مدعوا من قبل الحاج حسن آل ماشي لإحياء مراسيم عاشوراء في موكب جمهور الحمزة الشرفي في محافظة القادسية. وقد اُستدعي رحمه الله بصحبة الحاج حسن لمقابلة مدير أمن الديوانية آنذاك لغرض ابلاغهما التعليمات في ما يجب ان يقال على المنبر من مديح للحزب والثورة (!) وكذلك لتسليمه مبلغ من المال تحت عنوان دعم الشعائر الحسينية. وهو اجراء كان يتبعه زبانية النظام البائد لغرض السيطرة على الشعائر وصولا إلى منعها لاحقاً.
وقد اعتذر الشاعر عن المديح على المنبر بذريعة ان الظرف لا يسمح لان المناسبة حزينة وقد لا يتقبل الناس التطرق إلى مواضيع خارج مصيبة عاشوراء مما قد ينتج مردوداً عكسياً لما يريده مدير الأمن. وبخصوص المبلغ رد الشاعر أنه شخصياً غير محتاج كونه لا يقرأ تكسباً بل أملاً في مرضاة الله وشفاعة الحسين (ع). وإذا كان المقصود دعم الشعائر فليتم التبرع في هذه الحالة إلى الموكب مباشرة وأمام الناس أثاء قراءة القصائد كما جرت العادة.
وخرج الشاعر من المقابلة غاضباً متألماً بعد أن أسمعه مدير الأمن كلمات تسيء إلى شعائر عاشوراء وإلى معتقدات الشيعة وتقديسهم لآل بيت الرسول (ص).
وفي طريقه إلى محل إقامته المؤقت تولدت فكرة القصيدة لدى الشاعر رداً على إساءة مدير الأمن. وعند الوصول وإتمام الصلاة أمسك بورقة وقلم ليكتب مطلع القصيدة وكان وقتها (يحسين بعقايدنه) وليس يحسين بضمايرنا كما أشتهر لاحقاً. ثم أكمل نظم القصيدة في الاسابيع اللاحقة في بغداد حيث محل إقامته في حي البنوگ.
وفي موسم الاربعين قرأ الشاعر القصيدة في صحن الامام الحسين (ع) لكنه لم يكملها بسبب ضغوط زبانية الامن رغم كونها مجازة سلفاً فختم القصيدة عند مقطع (تربة كربله تشهد المن دمنه اصبحت حمرة) بعدما خنقته العبره. ولم يتمكن أبناءه من تسجيل القصيدة على شريط بكرة بسبب عدم امتلاك الموكب لجهاز تسجيل. وبعد ذاك اخفى الشاعر القصيدة املا في ان يسنح الظرف لقراءتها كونه امتنع عن القراءة في المواكب بعد هذه الحادثة.
وقبيل موسم عاشوراء عام ١٩٧٧ طلب الرادود المرحوم الشيخ ياسين الرميثاوي من الشاعر مجموعة قصائد تهيؤاً لمراسيم عاشوراء القادمة حيث تعود الشاعر أن يعطيه نسخاً من القصائد المقروءة في المواسم السابقة. فعرض عليه فيما عرض هذه القصيدة وقص عليه حادثة القراءة في الصحن الشريف. فأعجب الشيخ ياسين بالقصيدة وقرأها في موكب عزاء خرنابات في الخالص وتعمد عدم ذكر اسم الشاعر تحسباً للمحاذير الأمنية لكن تم تسجيلها على شريط كاسيت وهو التسجيل الذي اشتهر على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقد وصلت نسخة من الكاسيت إلى ثوار انتفاضة صفر ١٩٧٧ التي صادف اندلاعها بعد اسابيع من قراءة القصيدة في خرنابات. فسرعان ما تم تكثيرها وتوزيعها على الثوار حيث أصبحت نشيد وهتاف المنتفضين على طول طريق مسيرتهم من النجف إلى كربلاء.

تعليق